ونشرت الصحيفة مقالا لمراسلها في الكيان الصهيوني، "أنشيل بيفر"، تساءل فيه إن كانت أحداث الأسبوع الأخير في الضفة الغربية والقدس ستقود إلى انتفاضة ثالثة.
وقال إن حكومة المتطرفين في "إسرائيل" التي وصلت إلى السلطة قادت لتسابق قادة اليمين المتطرف والوزراء فيها لإطلاق تصريحات نارية، إن دوامة العنف والموت، تجعل من الصعوبة بمكان، تحديد أي من الحوادث على أنها المحفز للهجمات، والتكهن بتصعيد جديد.
وبعد نهاية الانتفاضة الفلسطينية الثانية، زاد الصراع في سلسلة من تبادل الصواريخ والعمليات العسكرية ضد حركة حماس في قطاع غزة والتي كانت تنتهي في أيام أو أسابيع، ثم تتبعها هجمات العناصر المنفردة في الضفة الغربية وشرقي القدس تمتد أحيانا الى عدة أشهر.
لكن المد الأخير مستمر منذ تسعة أشهر ولا توجد أي إشارة على تراجعه. ولا يستبعد أن يتوسع لإنتفاضة ثالثة، نظرا لوجود العناصر التي تغذيها.
ويواجه نتيناهو وضعا أمنيا خطيرا في حكومته الجديدة التي ملأها بالمتطرفين الذي يطالبون بإجراءات قاسية. لكنه يعرف ألا حل سريعا للوضع باستثناء إرسال الجيش الإسرائيلي للمدن الفلسطينية، مما يعني مزيدا من القتلى.
ويواجه الفلسطينيون أوضاعا معنوية متدنية، فقد فقدوا الثقة بقيادتهم، خاصة محمود عباس البالغ من العمر 87 عاما، والذي يحكم منذ 19 عاما تقريبا.
وهم يواجهون حكومة إسرائيلية متطرفة سياستها الرسمية هي توسيع المستوطنات في الضفة الغربية وضمها بشكل عملي، ولكن بعد 23 عاما من الانتفاضة الثانية، هناك جيل جديد من الفلسطينيين بدون أمل، وليس لديهم ما يخسروه لو بدأوا انتفاضة جديدة.
ورأت صحيفة "أوبزيرفر" في تقرير لمراسلتها "بيثان ماكرنان"، إن دوامة العنف الجديدة في الأراضي المحتلة تركت الفلسطينيين وسط دورة من القتل الدموي.
وأشارت إلى عملية القدس، لكنها أيضا تحدثت عن إطلاق المستوطنين النار على ثلاثة فلسطينيين قرب نابلس.
وقالت: "أيام التصعيد الدموي هذه لم تحدث من فراغ، فقد زاد التوتر منذ ربيع العام الماضي، حيث زادت عمليات الطعن بالسكاكين والأسلحة وأدت إلى عمليات لجيش الاحتلال أطلق عليها (عملية كسر المياه) وهي أكبر عملية خارج وقت الحرب".
وقادت هذه العملية لأكثر السنوات دموية منذ الانتفاضة الثانية، وأدت لاستشهاد أكثر من 150 فلسطينيا ومقتل 33 إسرائيليا عام 2022.
وبدأ العام الحالي دمويا، فقد استشهد 32 فلسطينيا.
وفي الوقت نفسه، تفقد السلطة الفلسطينية الشرعية والسيطرة، فقد نشأ الجيل الجديد بقيادات غير مهتمة بتغيير الوضع القائم، وينظر إليها كمتعهد فرعي للاحتلال.
وهناك جيل من المسلحين الذين لا تربطهم روابط قوية مع أي من الفصائل الفلسطينية، ويملك السلاح المهرب من الأردن أو المسروق من الجيش الإسرائيلي.
وأدى ظهور حكومة متطرفة في الكيان الإسرائيلي لإمكانية عودة العنف، فقد أصبح نتنياهو رهينة لدى شركائه المتطرفين مقابل حصوله على حماية من الملاحقات القانونية بالفساد.
ومن الصعب التكهن فيما سيحدث لاحقا، إلا أن دراسة مسحية فلسطينية - إسرائيلية نشرت حديثا، وجدت أن نسبة 61% من الفلسطينيين، و65% من اليهود، قالوا إن انتفاضة ثالثة باتت تلوح بالأفق.
وتمت الدراسة المسحية في كانون الأول/ديسمبر، ووجدت أن الدعم لعملية السلام في أدنى مستوياته. وهناك زيادة للكفاح المسلح بين الفلسطينيين، إلى جانب عدد كبير من اليهود الذين يدعون جيش الاحتلال إلى شنّ عملية عسكرية كبيرة لتحطيم القدرات العسكرية للفلسطينيين.