وأعلن علي بحريني في هذا المؤتمر، في شرحه الأجواء السائدة على صعيد الأمن الإقليمي والعالمي، أنه مع تزايد اعتماد الدول الحائزة للأسلحة النووية وتزايد مخاطر إمكانية استخدام أسلحة الدمار الشامل هذه، فإن الأولوية الرئيسية للمجتمع الدولي يجب أن تكون نزع السلاح النووي.
وصرح السفير الإيراني أنه ما دامت هذه الأسلحة موجودة، فهناك دائماً خطر استخدامها ضد الإنسانية، ومن الضروري أن يركز مؤتمر نزع السلاح على المفاوضات لتحقيق هذا الهدف العالمي.
وأكد بحريني في هذا الاجتماع الذي عقد برئاسة السفير المصري في جنيف وحضور الأمين العام لمؤتمر نزع السلاح أن عقوداً من الجمود في مؤتمر نزع السلاح للتفاوض بشأن وثيقة ملزمة لنزع السلاح النووي هو ناجم عن غياب الإرادة السياسية للبلدان الحائزة لهذه الأسلحة وجهودها للحفاظ على ترساناتها النووية، ما يتعين على المجتمع الدولي التغلب على هذا المأزق.
وفي إشارة إلى فكرة إنشاء شرق أوسط خالٍ من الأسلحة النووية، التي قدمتها إيران إلى الأمم المتحدة عام 1974، أكد السفير الإيراني في جنيف أن الكيان الصهيوني هو العقبة الوحيدة أمام ايجاد مثل هذه المنطقة حيث يعتبر عبر مواصلة برامجه العسكرية النووية خارج الإشراف الدولي، وفي ظل دعم أميركا وحلفائها الغربيين، تهديداً خطيراً لسلام وأمن المنطقة والعالم.
ورداً على الاتهامات حول مشاركة إيران في حرب أوكرانيا، قال بحريني، إنه من المؤسف للغاية أن يوجه البعض اتهامات لا أساس لها ضد إيران لتحقيق أهدافهم السياسية.
وأكد أنه منذ بداية النزاع في أوكرانيا، كان موقف جمهورية إيران الإسلامية واضحاً ومتسقاً في هذا الصدد وأعلن عنه مرات عديدة على مستويات مختلفة.
واوضح انه لطالما شددت إيران على أن جميع أعضاء الأمم المتحدة يجب أن يحترموا الأهداف والمبادئ الواردة في ميثاق الأمم المتحدة والقوانين الدولية، مثل التسوية السلمية للنزاعات، والسيادة، والاستقلال، ووحدة الأراضي.
وأكد الدبلوماسي الايراني، أن إيران تدعم أي جهد لإيجاد حل سلمي لهذه الأزمة، وترفض الاتهامات والادعاءات التي لا أساس لها بشأن نقل طائرات بدون طيار لاستخدامها في الحرب في أوكرانيا.
كما رفض بحريني مزاعم الدول الغربية بشأن برنامج إيران الصاروخي والقرار 2231، وذكر أن برنامج الدفاع الصاروخي الإيراني لا علاقة له بنص وروح القرار 2231 لأن صواريخنا ليست مصممة لحمل أسلحة نووية. وأوضح انه: ليس لدينا أسلحة نووية حتى تتطلب صواريخ لحملها.
واعتبر بحريني أن مزاعم الغرب التي لا أساس لها هي نتيجة نهجهم المخادع لتشويه الواقع والتهرب من التزاماتهم.
كما ذكر السفير الإيراني في هذا الاجتماع أن إيران بصفتها ضحية لأسلحة الدمار الشامل التي لا تزال تعاني من جروح أسلحة نظام صدام الكيماوية التي زودتها بها دول غربية، وخاصة ألمانيا، أكدت أن الضمان الوحيد لعدم استخدام هذه الأسلحة او التهديد باستخدامها هو التدمير الكامل لهذه الاسلحة من قبل الدول الحائزة لها.
وفي الوقت الذي أكد فيه العزم الجاد للجمهورية الإسلامية الإيرانية على المضي قدماً في تحقيق هدف عالم خالٍ من أسلحة الدمار الشامل، وأشار إلى فكرة إنشاء منطقة خالية من الأسلحة النووية في منطقة غرب آسيا، القى اللوم على أميركا وحلفائها الغربيين الحلفاء لدعمهم وتجهيزهم للكيان الصهيوني بالأسلحة النووية وافشال اي مبادرة لتحقيق الهدف المذكور ووصف برنامج أسلحة الكيان الصهيوني والمنشآت النووية خارج معاهدة الضمانات بأنها العقبة الرئيسية أمام ايجاد مثل هذه المنطقة في غرب آسيا.
يذكر أن مؤتمر نزع السلاح يتألف من 65 عضوا في الأمم المتحدة، وهو مسؤول عن التفاوض وتجميع الوثائق والمعاهدات الدولية في مجال نزع السلاح والحد من التسلح، وخاصة أسلحة الدمار الشامل. واجه هذا المؤتمر مأزقاً بسبب معارضة الدول الحائزة للأسلحة النووية قبول أي التزام بنزع أسلحتها النووية.