وفيما تتواصل المواجهة بكافة أشكالها بين الجمهورية الاسلامية الايرانية والكيان الصهيوني، نجد بان الصهاينة يعيشون اخفاقا في مخططاتهم لحشد المنطقة ضد الجمهورية الاسلامية الايرانية كما انهم لا يلاقون تجاوبا معهم من قبل اميركا في توفير الدعم والغطاء لهم في المواجهة المباشرة مع ايران، والى جانب ذلك يلاحظ الصهاينة قبضة محور المقاومة ايضا فوق رؤوسهم.
وقبل فترة وجيزة اعتبر الصهاينة مناورات ذوالفقار 1401 والتي نفذها الجيش الايراني بمثابة رسالة تهديد لكيانهم المؤقت. وقد كتبت صحيفة جيروزاليم بوست بشأن تلك المناورات "ان الطائرات المسيرة الايرانية ظهرت وهي تهاجم مجسما لسفينة حربية ومجسما لمنشأة، وهذا المجسم للسفينة كان شبيها بالسفينة القتالية الاسرائيلية صاعر 6، وهذا يدل بان ايران ليس فقط راقبت الشكل الخارجي للسفينة بل رصدت ايضا كيفية تجهيزها بالمعدات وصنعت مجسما لها ، ويبدو ان ذلك رسالة ايرانية واضحة بأنهم قادرون على تهديد سفننا وموانئنا ومنشآتنا البحرية"، وفي هذه الاوضاع وخاصة بعد مناورات الجيش الايراني فان التواجد البعيد المدى للقوات البحرية الايرانية في المناطق البحرية القريبة من الولايات المتحدة وعجز الاميركيين عن ابداء رد مؤثر ادى الى غضب وخوف الصهاينة.
ان القوات البحرية الايرانية لم تكتف بالتواجد في شمال المحيط الهندي وقد قامت باداء مهام كبيرة مثل التواجد في المحيط الهندي والرسو في موانئ الصين وعبور قناة السويس والتواجد في البحر الابيض المتوسط والتواجد في البحر الابيض المتوسط والمحيط الاطلسي ، وقد اعلن قائد القوات البحرية للجيش الايراني الادميرال شهرام ايراني عن ارسال مجموعة قطع بحرية الى قناة بنما.
وقد دفعت هذه المجريات الى اتخاذ موقف حيث قال ايال بينكو وهو من كبار المسؤولين العسكريين السابقين لوزارة الحرب الصهيونية بشأن تعاظم القدرات العسكرية لايران في البحار "ان الطموح البحري الايراني في تثبيت نفسها كقوة بحرية اقليمية قد دفع ايران نحو تطوير وتجهيز قوتين بحريتين، فالقوات البحرية للحرس الثوري تتواجد بشكل كبير في منطقة مضيق هرمز والخليج الفارسي وبحر عمان ودورها هو صيانة المنشآت والبنى التحتية البحرية الايرانية امام القوات البحرية الاميركية ، اما القوة الثانية فهي القوات البحرية للجيش الايراني والتي تعاظمت على وجه الخصوص خلال السنوات الـ 5 الاخيرة ودورها هو التواجد في البحار البعيدة وعمليات المغاوير البحرية وجمع المعلومات وصون حرية الملاحة للسفن التجارية الايرانية ، وهي تشكل الخط الامامي للقتال امام السفن الاميركية ، وان المفهوم الاستراتيجي لتطوير القوات البحرية الايرانية يشكل خطرا مباشرا على اميركا ويظهر بان القوات البحرية الاميركية ليست هي الوحيدة القادرة على التحرك ضد ايران بل ان ايران ايضا يمكنها ان تقوم بذلك بشكل منظم.
ويضيف هذا المسؤول الصهيوني "في هذا الاطار فان القوات البحرية الايرانية تنوي انشاء قاعدة تواجد دائمي في قناة بنما، بالقرب من الفناء الخلفي للاميركيين ، علما بان هذه الخطوة ليست الخطوة الاولى للقوات البحرية الايرانية بالقرب من اميركا فالبحرية الايرانية تنشط في فنزويلا منذ 3 سنوات وهي تساعد حكومة مادورو بالنفط والمال والسلاح، ان القوات البحرية الايرانية متواجدة ايضا في نيكاراغواي والبرازيل وبوليفيا ايضا ، وتعكف ايران على تنامي قدراتها الياسية والعسكرية بمساعدة الصين، وحينما تساعد روسيا في الحرب فانها تمتلك جرأة أكبر وتواصل عملها بقوة اكبر في المناطق القريبة من الولايات المتحدة".
وما يلفت الانتباه في كلام المسؤول الكبير السابق في وزارة الحرب الصهيونية هو قوله بأن اميركا لا تتحرك من اجل وقف هذا الامتداد الايراني بل تكتفي بتوجيه التهديدات لايران في وسائل الاعلام والقنوات الاخبارية وتقف مكتوفة الايدي ازاء دخول ايران الى فنائها الخلفي والقيام بنشاط هناك.