وخلال كلمة القاها في اجتماع وزراء خارجية الدول الأعضاء في منظمة التعاون الاقتصادي (ايكو) في العاصمة الأوزبكية طشقند أدان أمير عبداللهيان إصدار القرار التدخلي وغير المعتاد من البرلمان الأوروبي وقال: لا شك أن التداعيات السلبية لمثل هذا السلوك العاطفي تفرض تكاليف على أوروبا، مضيفا إن المسار الصحيح هو التركيز على الدبلوماسية والتفاعل البناء و العقلانية.
واضاف إن توجيه الإساءة إلي المقدسات الأديان السماوية، وخاصة الإساءة الى القرآن الكريم ودعمها من قبل الحكومات الغربية تحت عنوان حرية التعبير، أمر غير مقبول بأي حال من الأحوال وندينه بشدة.
وأوضح وزير الخارجية: في مراسم أقيمت في طهران بمناسبة الذكرى الثلاثين لانضمام سبعة أعضاء جدد إلى منظمة التعاون الاقتصادي، قلت أن المنظمة يمكن أن تكون نموذجًا ناجحًا في التعاون بين دول الجنوب-الجنوب
والتعاون بين الدول غير الساحلية ودول الترانزيت ؛ التعاون بين الدول المنتجة والمستهلكة للطاقة، التعاون الذي يركز على الشعبوب، وخاصة في مجال السياحة؛ التعاون العلمي والأكاديمي؛ وتقديم التعاون التكنولوجي والمبتكر.
وأضاف:من هذا المنطلق، نعتقد أن القيم الثقافية والدينية والطقسية الغنية المشتركة وتراث الدول الأعضاء سبب قوي لمثل هذه الرؤية الواضحة في المنطقة.
وصرح وزير الخارجية: إن تطورات السنوات الأخيرة في العالم وانعكاساتها وتأثيراتها على منطقتنا ضاعفت من ضرورة التقارب والتآزر بين دول المنطقة، قائلا: أن تفشي فيروس كورونا وآثاره المدمرة، والأزمات الأخيرة للأمن الغذائي وأمن الطاقة في العالم، أثبتت بوضوح مدي ضعف البلدان المختلفة. وعلى هذا الاساس، فإن تعزيز المقاومة والصمود ضد الصدمات المحتملة في المستقبل لجميع دول العالم والمنطقة ليس خيارًا بل ضرورة.
وتابع: التعاون الجماعي في شكل آليات متعددة الأطراف هو أحد الخيارات المتاحة ومنظمة التعاون الاقتصادي والمنظمات التي أنشأتها في هذه السنوات الثلاثين يمكن أن تكون الخيار الأول للتعاون في هذا الاتجاه.
وأود أن أذكر بعض النقاط في هذا الصدد الصمود من خلال التجارة وأضاف : على منظمة التعاون الاقتصادي أن تعزز التجارة البينية بين الأعضاء، لافتا الى ان التجارة بين الأعضاء لم تحصل لليوم على دعم كافٍ من آليات التجارة في منظمة التعاون الاقتصادي.
وقال: أطلب من جميع الأعضاء، وليس فقط الدول الخمس الأعضاء في اتفاقية التجارة لمنظمة التعاون الاقتصادي ECOTA ، تقديم الدعم والمشاركة في بدء مفاوضات تحرير التجارة على المستوى الإقليمي.
الصمود من خلال النقل: باعتباره من محركات التقارب والتنمية الجماعية وازدهار القدرات الاقتصادية للمنطقة في السنوات المقبلة. ومنظمة ECO كمنطقة هي طريق االترانزيت لربط المناطق الطرفية بما في ذلك شرق وجنوب آسيا، و أوروبا الشمالية و أوروبا الشرقية، وجنوب الخليج الفارسي.
الصمود من خلال الطاقة: لفت أمير عبداللهيان إلي موضوع الطاقة وأهميتها في العالم وقال: إن أزمة أمن الطاقة المستمرة في العالم والمنطقة كشفت مدى ضعف الدول المستهلكة للطاقة أمام صدمات غير متوقعة كما أظهرت التغيرات المناخية وبرودة الشتاء الأخيرة ضعف بعض الدول المنتجة للطاقة.
وأكد: منظمة ايكو يمكن أن تصبح نموذجا للشراكة بين الدول المنتجة والدول المستهلكة للطاقة ولا شك أن المشاركة في قطاعي الغاز والكهرباء هي إحدى أولويات ايكو في هذا الصدد.
وأشار إلى مبادرة رئيس الجمهورية آية الله ابراهيم رئيسي التي قدمها في تجمع الدول المصدرة للغاز تحت عنوان "الغاز في خدمة تعافي الاقتصاد العالمي بعد كورونا وأضاف: هذه المبادرة يمكن أن تكون أساسا للمشاركة في منطقة ايكو.
الصمود من خلال الابتكار والتقنيات الجديدة : ةقال وزير الخارجية: ان منظمة ايكو تحتاج المزيد من الاستثمارات في مجال التقنيات الجديدة والصناعات المعرفية ورقمنة الأنشطة الاقتصادية وإن الجمهورية الإسلامية الإيرانية مستعدة لمشاركة إنجازاتها في المجالات القائمة على المعرفة مع الدول الأعضاء في منظمة التعاون الاقتصادي.
الصمود من خلال أقصى قدر من الوحدة والتضامن: وقال أمير عبداللهيان: لطالما رحبنا بالمبادرات والمقترحات التي تؤدي إلى تعزيز دور منظمة التعاون الاقتصادي ومكانتها في التنمية الاقتصادية للدول الأعضاء وفي هذا الإطار، فإن تعزيز الشعور بالانتماء إلى المنظمة أمر أساسي للغاية بالنسبة للقطاعين الخاص والعام، وكذلك نخب الدول الأعضاء وشعوب المنطقة.
وتابع: نحن بحاجة إلى مشاركة جميع الدول الأعضاء العشرة في آليات وترتيبات التعاون في المنظمة مضيفا هذا يمكن وينبغي أن يكون أحد إنجازات العقد الرابع.
واعلن : في هذا الاجتماع الوزاري، وضعنل على جدول الأعمال إنشاء آليتين جديدتين للتعاون ، بما في ذلك إنشاء "المركز الإقليمي لإدارة مخاطر الكوارث الطبيعية لمنظمة التعاون الاقتصادي" في إيران و "مركز الطاقة النظيفة للمنظمة" في جمهورية أذربيجان ونتوقع من جميع الأعضاء دعم إنشائهما والانضمام إليهما.
وقال: إن الجمهورية الإسلامية الإيرانية كانت من الدول الرئيسية في تصميم وسياسة دعم منظمة ايكو لأفغانستان. وقد أيدت دائمًا ضرورة تنفيذها الكامل والفعال. وعرضت مساعدات ثنائية لحل مشاكل الشعب الأفغاني ومنع الأزمات الإنسانية.
واضاف ان أفغانستان عضو مهم للغاية وجزء من عائلة ايكو الكبيرة و كانت الجمهورية الإسلامية الايرانية واحدة من الدول الرئيسية في تصميم واعتماد سياسة الدعم البيئي لأفغانستان وقد دعمت دائمًا ضرورة تنفيذها الكامل و قدمت المساعدات الثنائية لحل مشاكل الشعب الأفغاني النبيل ومنع الأزمات الإنسانية.
وأضاف : لا شك أن تشكيل حكومة شاملة في أفغانستان لن يساعد فقط في تحقيق مشاريع لتقديم المساعدات وإعادة إعمار البلاد، ولكنه سيقلل أيضًا من التهديدات التي تسببها العمليات الإرهابية واللاجئين وتهريب المخدرات في المنطقة. إننا نعتبر عمل الهيئة الحاكمة لأفغانستان في حرمان النساء والفتيات من التعليم عملاً يتعارض مع تعاليم دين الإسلام، ونعبر عن قلقنا العميق حيال ذلك.
وتابع أن الجمهورية الإسلامية الايرانية ملتزمة بتعهداتها على الساحة الدولية كما تتحلي بنهج مسؤولة في الأطر الإقليمية معتبرا ان الاهتمام بقضايا حقوق الإنسان في إطار الأسس والمبادئ الوطنية والإسلامية ، والدستور والالتزامات الدولية، من أولويات الجمهورية الإسلامية الإيرانية ولطالما رحبنا ونرحب بالحوار في إطار الاحترام المتبادل والتفاعل الهادف مع الشركاء الجادين.
واوضح ان السياسة الخارجية للجمهورية الإسلامية الايرانية تعتمد على عقيدة السياسة الخارجية المتوازنة والتفاعل والتعاون مع العالم وعدم التدخل في الشؤون الداخلية، مؤكدا أن إيران تشارك بنشاط ومسؤولية في المبادرات والمشاريع العالمية والإقليمية لمواجهة التحديات البيئية وتغير المناخ و تداعياتها على الموارد المائية وحدوث الكوارث الطبيعية.
وأشار إلى موضوع إدارة المياه قائلا: ان إدارة المياه بالداخل والتعاون مع دول المنطقة فيما يتعلق بالأنهار المشتركة وكذلك المواجهة مع العوامل الرئيسية التي تسبب العواصف الترابية من المجالات التي نهتم بها.
واضاف: في عام 2022 ، عقد اجتماع وزراء البيئة في البلدان المجاورة في طهران بهدف صياغة اتفاقية إقليمية ونحاول عقد اجتماع الغبار الدولي بناءً على قرار الجمعية العامة للأمم المتحدة.