وأفاد سكان من بلدتي شيري بأنّهم شاهدوا أعداداً من الجنود الإريتريين الذين كانوا يدعمون الجيش الإثيوبي في الحرب الدامية ضدّ مقاتلي تيغراي التي استمرت منذ تشرين الثاني/نوفمبر 2020 حتى الشهر نفسه من العام 2022، يغادرون البلدتين منذ بعد ظهر الجمعة.
وأشاروا إلى أنّ وجهتهم ما زالت مجهولة وأن قوات كانت لا تزال موجودة في البلدتين يوم السبت.
هذا وقال شهود اليوم الأحد، إنّ القوات الإريترية لم تعد موجودة في مدينة أكسوم، وهي أحد مواقع التراث العالمي لليونسكو ومعروفة بمسلاتها المنحوتة الشاهقة.
وفي هذا السياق، رحّب وزير الخارجية الأميركي أنتوني بلينكن بـ"الانسحاب الجاري للقوات الإريترية من شمال إثيوبيا" في اتصال هاتفي مع رئيس الوزراء الإثيوبي أبيي أحمد.
وعبر بلينكن عن "ترحيبه بهذا التطور"، مشيراً إلى أنه "أساسي لضمان سلام دائم في شمال إثيوبيا" وحاضّاً على "السماح بدخول مراقبي حقوق الإنسان الدوليين"، وفق ما قال المتحدث باسم الوزارة نيد برايس.
ويعد ّوجود هؤلاء الجنود المتهمين بارتكاب انتهاكات بحق مدنيين، من العقبات الرئيسية أمام السلام في شمال إثيوبيا، رغم الاتفاق الموقع في 2 تشرين الثاني/نوفمبر بين الحكومة الإثيوبية ومقاتلي تيغراي، لكن إريتريا لم تشارك في المحادثات.
وأرسلت إريتريا المتاخمة لتيغراي، قوات منذ بدأت المعارك في الإقليم في تشرين الثاني/نوفمبر 2020 عندما أرسل أحمد الجيش الفدرالي لإطاحة سلطات تيغراي التي تحدّته طوال أشهر واتهمها بمهاجمة قواعد عسكرية فدرالية.
وتنفي كل من أديس أبابا وأسمرة أي تورط إريتري في تيغراي، لكن في نهاية آذار/مارس 2021، اعترف أبيي أخيراً بوجودهم، وأُعلن عن مغادرتهم مرّات عدة، لكن لم يتم التحقق من ذلك بتاتاً.
كذلك، أفادت شهادات جمعتها وكالة "فرانس برس" من سكان وعمال إغاثة عن ارتكاب العديد من الانتهاكات بعد توقيع اتفاق بريتوريا.
إذا تأكد هذا الانسحاب، سيكون تقدماً كبيراً في عملية السلام التي أطلقت في 2 تشرين الثاني/نوفمبر.
ومنذ توقيع الاتفاق، توقف القتال واستؤنفت عمليات تسليم المساعدات الإنسانية والطبية تدريجاً، وعادت الشرطة الفدرالية إلى العاصمة الإقليمية ميكيلي التي ربطت بشبكة الكهرباء الوطنية.
لكن على الصعيد العسكري، يبقى الوضع رهنا بوجود القوات الإريترية.
وأعلن المقاتلون في 11 كانون الثاني/يناير أنّهم بدأوا تسليم أسلحتهم الثقيلة تماشياً مع الاتفاق، قائلين إنّهم يأملون في "أن تساهم هذه الخطوة في تسريع التنفيذ الكامل للاتفاق".
ونصّت وثيقة حول تطبيق اتفاق السلام على أن "نزع السلاح الثقيل (لمقاتلي تيغراي) يحب أن يتم تزامناً مع انسحاب القوات الأجنبية وغير الفدرالية" في إشارة إلى إريتريا.
كما أعلن المقاتلون مطلع كانون الأول/ديسمبر أنّهم سحبوا معظم مقاتليهم من الخطوط الأمامية، مع إبقائهم في أماكن معينة لتجنب "الفظائع" التي تقوم بها "قوات في المنطقة والتي (...) تعيق عملية سلام". وأكّدوا أنّه بمجرد زوال هذه التهديدات "سننسحب بشكل كامل".