الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على محمد واله الطيبين الطاهرين.
احد عناوين الصادقين وعلماءهم المرحوم القتيل ظلماً الشهيد السيد حسين ابن الامام الكاظم(ع) والمعروف بعلاء الدين حسين، وهو الابن التاسع للامام موسى بن جعفر اكثر الامامة نسلاً، كان سيداً جليل القدر، رفيع الشأن.
قال السير ان الامام الجواد(ع) سأل: اي اعمالك ابروا بك؟
فقال: عمي الحسين، فسمعه ابوه الامام الرضا قال: صدق والله ولدي انه ابرهم واخيرهم، وهذا نص صريح وواضح من امامين من ائمتنا في حق السيد علاء الدين حسين.
اذكر هنا رأياً وفيه يتحدث عن اخيه الامام الرضا وكدليل من دلائل امامة الامام الرضا(ع) فيقول: كنا حول اخي ابا الحسن الرضا(ع)ونحن مجموعة من الشبان من بني هاشم وغيرهم وكان الامام الرضا يتحدث ونحن نصغي له فمر علينا جعفر بن عمر العلوي وهو رث الهيئة وعليه آثار الفاقة والبؤس، نظرنا اليه ولم نهتم به بل سخر به بعضنا الاّ ان الامام الرضا تأمل فيه ثم التفت الينا قائلاً: لترونه عن قريب كثير التبع وفير المال، بعضنا لم يقتنع في العمق، ولكن مامرت اشهر حتى اذا به اصبح والي المدينة وكان يمر بنا وحوله جمع غفير والحشم والخدم واخذ يشتري الضياع، وادركنا تحقق ما قاله الامام الرضا(ع).
قال السيد جعفر بحر العلوم في الجزء الثاني من كتابه تحفة العالم في معرض حديثه عن السيد علاء الدين الحسين قال: ان قبره بمدينة شيراز وهو ينقل عن كتاب شيرازنامة لشيخ الاسلام شهاب الدين، ملخص ماذكره ان والياً في شيراز كانت له بستان كبيرة وهي التي الان صحن السيد علاء الدين الحسين، والمنطقة كلها بساتين، في هذا البستان عامل وكان رجلاً متديناً ومحباً لاهل البيت فكان يشاهد في ليالي الجمعة وضعاً غير عادي ويترأي نور يشع في هذه الحديقة ويشعر بروحانية وتكررت هذه الحالة وهو في حالة اليقظة، ذكر ذلك للوالي مالك البستان مما دفع الوالي بنفسه بتحري الامر وكان الوالي يحضر بنفسه في ليالي الجمعة وقال صدقت احس بحالة تأخذ بمجامع قلبي فكان الوالي يتردد على العلماء الكبار في شيراز يروي لهم ذلك حتى اتفق الكل اخيراً على حفر البستان ونبش هذه البستان وحضرت تلك الزاوية المرتبطة بتلك الحالة وبعد ذلك والحفريات في الطول والعرض عثروا على جسد في طراوة كاملة وفي حالة غريبة تدل على انه شخص غير عادي، فبالاضافة الى جماله وفخامت جسده وكان بأحدى يديه المصحف المقدس وباليد الثانية السيف وطبعاً هذه من صفات النبي(ص)، النبي المصطفى، رحم الله الشاعر الشيخ عبد المنعم الفرطوسي يقول:
فيد تحمل قرآن الهدى
ويد تحمل حد المخذم
اكتشاف هذا الجسد وظهور الحالات قبل اكتشافه جاش بعواطف اهل البلد وصار حديث القض والقضيض وصارت اسم صاحب هذا الجسد كلام العابر والماشي واخيراً اكتشفت رقعة داخل القبر واذا بها اسمه وهو الحسين ابن الامام باب الحوائج موسى بن جعفر وكما ظهر من حالة الجسد ووضعه بأنه مات مقتولاً ولدى تتبع سيرته انكشف ان السيد علاء الدين حسين كان ماراً بتلك المنطقة وكان انذاك اهلها من اعداء اهل البيت ومن النواصب فبات عندهم وضيفوه ولكن عند الصباح علموا انه من ال البيت وانه ابن الامام الكاظم فقتلوه وهذه حالة تدل على خزي هؤلاء وعلى تخلف هؤلاء، قتلوه ودفنوه بنفس الحجرة واخفوا قبره وغيبوا اثاره ودفن سراً وبعد مدة ظهرت له علامات فجعل الناس عليه ربوة وكتبوا في صخرة صغيرة اسمه ثم تطورات الامور وقوى النواصب هناك من جديد فأخفوا قبره مجدداً - ترى مظلوميت اهل البيت متشعبة الاطراف ومترامية وان الصراع كم كان حجمه، هذه المواجهة الخطيرة الدموية - ثم ظهر جسده اخيراً ايام الصفويين وتطوع رجل من اهل شيراز يقال له ميرزا علي وكان عالماً ثرياً فأشترى البستان واوقفها للسيد الحسين بن الامام الكاظم وبنى على القبر بناءاً وقبة عالية واوقف املاكاً كثيرة من ممتلكاته وذلك عام 810 ﻫ لتكون هذه الممتلكات وقفاً للمشهد واوصى ان يدفن بجنب السيد حسين، وبقيت هذه الاوقاف تدر بريعها لتصرف على ترميم المقام ولاطعام الناس حتى عهد اسماعيل الصفوي الذي عهد الى و اليه على شيراز وهو السلطان خليل فبنى المزار من جديد ووسعه ومزاره اليوم هو من المزارات المقدسة في ايران في مدينة شيراز ويزوره الالاف كل يوم ويدعون ويتعبدون الله في حرمته وفي بقعته. أسأل الله سبحانه وتعالى زيادة المغفرة والرضوان والاجر والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
*******