وتقع هذه الحديقة على مقربة من مقبرة الشاعر الإيراني الكبير سعدي الشيرازي، ويرجع تأريخها إلى العهد الساساني، كما انتعشت واشتهرت على نطاق واسع في العهد الصفوي، وفي العهد القاجاري شيدت فيها مباني ذات فنون معمارية أصيلة.
والمباني الموجودة في هذه الحديقة تم تشييدها قبل عهد سلسلة آل إينجو وآل مظفر، بل شيدت قبل الإسلام وذلك إبان العهد الساساني، وما يثبت هذه الحقيقة أنها تقع إلى جوار آثار ساسانية قديمة وضمن نطاق إحدى القلاع الشهيرة في ذلك المكان والتي كانت آثارها موجود قبل نصف قرن على سفح الجبل المقابل لها.
والكاتب والدبلوماسي البريطاني جيمس موريه أوعز تأريخ تشييد هذه الحديقة الخلابة إلى عهد الحاكم الشهير كريم خان زند، إلا أن بعض المؤرخين لا يؤيدون هذا الرأي ويقولون إنها شيدت في العهد الساساني قبل ظهور الإسلام.
وحينما حكم تيمور جوركاني منطقة فارسي، شهدت هذه الحديقة ازدهاراً ملحوظاً وانتعشت إلى حدّ كبير، لذلك بادر إلى تشييد حديقة كبيرة على غرارها في مدينة سمرقند وأطلق عليها اسم "دلكشا" أيضاً.
وكما ذكرنا فقد اشتهرت هذه الحديقة في العهد الصفوي على نطاق واسع، وبقيت عامرة حتّى العهد الأفشاري ويقال إنه كانت ملكاً للميرزا محمد كلانتر فارس، وخلال الفترة الواقعة بين عهد حكومة نادر شاه والسلسلة الزندية، تعرضت لدمار كبير واضمحلت معظم معالمها لكن كريم خان زند أحياها من جديد.
والمبنى التراثي في حديقة "دلكشا" أصبح اليوم متحفاً تحفظ فيها مختلف القطعات الأثرية وعدد من أجهزة المذياع القديمة، وآثاره تضرب بجذورها في مختلف العصور التأريخية التي تسبق العهد الإخميني، كما فيه نسخة من القرآن الكريم يرجع تأريخ تدوينها إلى العهد السلجوقي على جلد غزال، وهي نسخة فريدة من نوعها، ناهيك عن وجود الكثير من المسكوكات النقدية والطوابع وعلب الكبريت وخرائط إيران تم نسخها في شتى العصور، أي منذ العهد السابق للعهد الإخميني وحتى العهد القاجاري.
وجانب من المتحف تم تخصيصه لأجهزة المذياع القديمة، ويبلغ عددها 50 جهازاً ويرجع عهدها إلى الجيل الأول من تصنيعها، ومن بينها جهاز مذياع فريد من نوعه ولا نظير له حيث يعمل بالطاقة النفطية وقد تمت صناعته بأسلوب هندي خاص.