الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على محمد واله الطيبين الطاهرين.
ومن شهداء الصادقين وشموعهم الشهيد المعروف بمؤيد الدين الطغرائي، اسمه الحسين بن علي الاصفهاني لكن في الدواوين وكتب الادب معروف بمؤيد الدين الطغرائي، وقد اشبه البعض وظن انه فارسي الاصول في الوقت الذي يظهر من خلال البحث والتنقيب انه من ذرية الشاعر ابي الاسود الدوئلي وهو وزير ومعروف ومشهور.
الحسين بن علي الاصفهاني الطغرائي هو من شهداء هذا الخط وهو شاعر واديب وعالم كبير وفقيه مجد واستشهد ظلماً وعدواناً في الستين من عمره وهو من علماء القرن الخامس الهجري او بدايات القرن السادس الهجري واريد بقتله واستشهاده الحاق الضرر بحضارة وتراث اهل البيت باعتباره كان عنصراً مشعاً وعطاءاً ومنارة من منارات الخير والمعرفة.
الطغرائي له شهرة واسعة بالخصوص بسبب قصيدته اللامية المعروفة بلامية العجم واعتقد انها هي منشأ الالتباس الذي حصل عند بعض الكتاب ووصفوه بانه فارسي، قصيدته اللامية هي من اشهر قصائده واشتهر بها ولا اعتقد ان اديباً لم يحفظها ولم يمر بها ومطلعها:
اصالة الرأي صانتني لدى الخطل
وحليه الفضل زانتني لدى العطل
مجدي اخيراً ومجدي اولاً شرع
والشمس رأد الضحى كالشمس في الطفل
فيما الاقامة بالزوراء لا سكني فيها
ولا ناقتي فيها ولا جملي
فلا صديق اليه مشتكى المي
ولا انيس اليه منتهى جذلي
ثم يقول:
اعلل النفس بالامال ارقبها
ما اضيق العيش لولا فسحت الامل
وحسن ظنك بالايام معجزة
فظن شراً وكن منها على وجل
ترجو البقاء بدار لا ثبات لها
فهل سمعت بظل غير منتقل
كان هناك احاديث تصف الدنيا انها ظل والظل زوال وغير ثابت، الحسين بن علي الطغرائي ذكره ابن خلكان واثنى عليه فقال: "وكان الطغرائي غزير الفضل فاق اهل عصره بصيغة النظم وشهرة العلم"، ومن خلال متابعة سيرته نلاحظ شدة مظلمته اولاً وعمق معاناته وتحمسه في ولاءه لال البيت والذي هو سبب استشهاده، فنقرأ في شعره يقول:
حب اليهود لال موسى ظاهر
وولاءهم لبني اخيه بادي
وارى النصارى يكرمون محبة
لنبيهم نحتاً من الاعواد
واذا تولى آل احمد مسلم
قتلوه او وصموه بالالحاد
لم يحفظوا حق النبي
محمد فب اله والله بالمرصاد
نلاحظ انه كان دائماً عرضة للتهديد والمؤامرات ومحاولات اغتياله، كانت تصله رسائل تهديد، مثلاً يقول في قطعة من شعره:
توعدني في حب آل محمد
وحب بن فضل الله قوم فأكثروا
فقلت لهم لا تكثروا ودعوا
دمي يراق على حبي لهم وهو يهدر
فهذا نجاح حاضر لمعيشتي
وهذا نجاة ارتجي يوم احشر
نحن نستفيد وننتزع من ابياته ونشم رائحة الالام والاضطهاد الذي كان يمارس ضده امثاله ونعرف قيمة محبة اهل البيت من خلال مواقف هؤلاء ونواياهم، هذا العالم والشاعر البطل اضافة الى علومه الادبية والاسلامية كان عالماً بالكيمياء والكيمياء من العلوم التي ابتكرها وصنعها اهل البيت، وضع اسس هذا العلم الامام الصادق(ع) حينما امر جابربن حيان تلميذه واعطاه الاسس والمناهج الاولية وقال له في التجارب علم مستأنف فنرى تحقيقاً اوجد تحقيقاً اخر واكتشاف اوجد اكتشافاً جديداً فكان احد المتضلعين في هذا العلم، بعد ذلك هو الطغرائي رحمة الله عليه، وله تصانيف في علم الكيمياء لما ذكر ذلك صاحب امل الامل وصاحب معجم الادباء، لكن المحزن والمؤلم ان تصانيف هذا العالم الجليل اتلفت او غيبت وهذا واحد من الوان شن الحرب على اهل البيت واتباع اهل البيت وتدمير مكتباتهم ومكتبات السنتهم وخطباءهم وعلماءهم كل هذا يدخل في هذا المسلسل، وهذه المؤامرة هي نشات من رحم يهودي والمولود هم بنو امية الذين تكفلوا تنفيد هذا المشروع الخطير ومن تبعهم وسار على نهجهم الى هذا اليوم.
نعود الى بعض مقتطفات من شعره مثلاً يقول الطغرائي في وصفه ذلك الموقف الحزين في مجلس ابن زياد وحينما اخذ ابن زياد عصاه وجعل يضرب مبتسم الحسين(ع) فيقول:
ومبسم ابن رسول الله قد
عبثت بنو زياد بثغر منه منكوت
هنا اذكر بالم وبمرارة انه يذكر المؤرخون لما عزم النواصب اهل الجور على قتله ربطوه الى شجرة ورموه بالسهام فكان هو في تلك لحالة يردد:
ولقد اقول لمن يسدد سهمه
نحوي واطراف المنية شرع
بالله فتش في فؤادي هل ترى
فيه لغير هوى الاحبة موضع
هذين البيتين اود ان يحفظهما كل محب لآل البيت خصوصاً الناشئة الجديدة، فيها روح الايمان والثبات ومعنى محبة اهل البيت، قالوا ان الجلاد رق لحاله وفكه وتركه الاّ ان اصرار الطغاة الظلمة لاحقه فقتل بعدها وقد استشهد بسبب تجاهره واصراره على موالاة اهل البيت، فقتل باربل عام 514 ﻫ ومنع من دفنه في المقابر العامة بسبب تسلط النواصب فدفن سراً في مقبرة خاصة تغمده الله برحمته والسلام عليكم ورحمه الله وبركاته.
*******