البث المباشر

الشيخ ميثم بن علي بن ميثم البحراني

الخميس 14 فبراير 2019 - 19:06 بتوقيت طهران

إذاعة طهران- مع الصادقين: الحلقه 299

الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على محمد وآله الطيبين الطاهرين.
ومن رجالات الصادقين ومشاهيرهم المرحوم الفقيه والفيلسوف والكاتب هو الشيخ ميثم بن علي بن ميثم البحراني، وهو من علماء الامامية في القرن السابع الهجري، الذي وصفته المراجع التاريخية بالفيلسوف المحقق والحكيم المدقق قدوة المتكلمين وزبدة الفقهاء والمحدثين، الشيخ ميثم البحراني هو احد اساتذة السيد ابن طاووس اعلى الله مقامه والسيد ابن طاووس من مفاخر الامامية ومن مشاهير علماءها، والشيخ ميثم البحراني هو من تلامذة المرحوم الشيخ نصير الدين الطوسي اعلى الله مقامه واخذ منه الحكمة والهيئة، تدل القرائن على انه كان في النجف الاشرف حيث صبا الكثير من علماء البحرين الى الهجرة صوبها بحثاً عن العلم في جوار باب علوم رسول الله(ص) وهو امير المؤمنين(ع)، انتقل الى الحلة الفيحاء حينما دعاه علماءها لزيارة الحوزة العلمية هناك لان صيته ذاع في الافاق واشتهر تلامذته بتفوقهم حينما تلمذوا على يديه وصارت له شهرة واسعة بحيث انتدبه علماء الحوزة العلمية في الحلة الفيحاء الى ان يزورهم لفترة وكانت آنذاك تعيش الحوزة في الحلة اوج رقيها في عهد المحقق الحلي وهو نجم الدين جعفر بن الحسن والذي كان مجلسه ودرسه يضم اربعمئة مجتهد، وحينما زار المرحوم الشيخ ميثم البحراني الحلة هرع علماءها هناك للاستماع لدروسه واقام لفترة طويلة بطلب والحاح منهم وصارت له علاقات مع مختلف الطبقات هذا بالنسبة الى الحلة اما في النجف الاشرف واروقتها فله دروس وبحوث عالية والشيخ ميثم البحراني اشتهر بمؤلفاته في مختلف العلوم واحرز السبق في الحكمة والفنون العقلية والاسرار العرفانية واتفقت كلمة اساطين العلم على تسميته بالعالم الرباني، بالاضافة الى هذا كله انه كان يفضل ان يعيش في اعتزال بعيداً عن الاضواء والدنيا وزينتها وزبرجها فتذكر السير انه عندما كان في الحلة او في النجف كان يتوارى عن المحاضر العامة معتزلاً منزوياً حتى ان جماعة من علماء الحلة شكوا اليه اعتزاله عنهم فأجابهم برسالة ‌جميلة وفيها قطعة شعرية منها هذان البيتان ولعله في البيتين زبدة الجواب يقول الشيخ ميثم رحمه الله: 

طلبت فنون العلم ابغي بها العلى

فقصر بي عما سموت به القل

تبين لي ان العلوم بأسرها

فروع وان المال فيها هو الاصل

طبعاً المرحوم الشيخ ميثم البحراني يعتب على المقاييس حينما تنقلب على ادبارها وللاسف حينما تنهزم الفضيلة يصبح الانسان يقيم بلباسه، يقيم ما يقتنيه ويقيم بسكنه كما القصة الواردة عن ابي الفتح الفارابي الفيلسوف المعروف لما دخل الى مجلس سيف الدولة واستهان به الكل وتركوه في الهامش ولكنه خرج وعاد بلباس فاخر وضعوه في صدر المجلس فلما وضعوا الطعام وقالوا له تفضل تمسك بردان جبته وهو يخاطب ردن جبته ويقول كلي فضحكوا وهم يقولون لماذا تتصرف بهذا الشكل قال لاني حظيت بالموقع بناءاً على لباسي وطبعاً هذا منتهى التخلف حينما يقيم الانسان بمظهره لا بمخبره في حين ثقافة الاسلام تأمر الانسان ان يتعامل مع الناس بمضمونها لا بمظاهرها ولهذا امرنا واوصانا اهل البيت(ع) ان لا نستهين بالاشخاص بموجب مظاهرهم فلربما كان هذا الذي نستهين به ولياً من اولياء الله ولربما كان غداً يوم القيامة امورنا متعلقة بفيض من هذا الذي تجاهلناه في الحياة الدنيا. هذا حديث مقتضب عن المرحوم الشيخ ميثم البحراني رحمة الله عليه وكانت وفاته رحمه الله عام 679 هـ توفي في البحرين ودفن فيها في قرية هرته بالماحوز وقد زرت قبره على طريق الصدفة وكم تأتي الصدفة بأحسن ما يأتي به القصد، زرت البحرين للقراءة فيها ايام وفاة الصديقة المظلومة فاطمة الزهراء(ع) وكنا في السيارة نتجول مع مجموعة من الشباب المؤمنين واذا في احد الشوارع رأيت قبة شاهقة مزار والناس يترددون عليه وتمتاز البحرين بين دول الخليج بهذه الظاهرة نظراً لقدمها واصالتها تمتاز بمشاهد كثيرة لعلماء ‌الطائفة وعلماء الاسلام شاهدت هذا المبنى الشاهق والناس يتعهدونه قالوا انه مثوى المرحوم الشيخ ميثم البحراني تغمده الله برحمته وكان الوقت قريب الغروب ففضلت ان اصلي المغرب في مسجد قبره واذا به مسجد عظيم مشيد بأسمه ويأمه الزوار ودفن فيه الكثير من العلماء قديماً وحديثاً وهناك ضريح جميل على قبره ولاحظت ترجمة مجملة عنه كتبت هناك كما رأيت بعض القصائد التي رثي المرحوم الشيخ ميثم بها ومنها قصيدة لاحد شعراء البحرين اللامعين وهو العلامة الشيخ محمد علي الناصري ومطلعها:

قدماً حكى التاريخ حط ميثم

له على المريخ يرسو قدم

ثم يقول فيها:

مفخرة البحرين يبقى‌ سرمداً

هل مثله يجئ فيها ميثم

سل الذين ترجموا للعلما

هل سجلوا قرينه ام ترجموا

سل الطروس عنه في تحبيرها

مثيل اثبت فيها قلم

الى آخر ما يقول في قصيدته وهو قوله:

فهكذا العلم وهذا شأنه

تسمو به اوج المعالي امم

هو يأخذ معنى الآية الشريفة ان الله سبحانه وتعالى يقول في كتابه «يرفع الله الذين آمنوا منكم والذين اوتوا العلم درجات»وهذا الرجل من الشخصيات التي يفخر بها تاريخ الامامية نظراً لجهاده وتربيته وعطاءه على صعيد القلم وعلى المستويات الاخرى.

فهكذا العلم وهذا شأنه

تسمو به اوج المعالي امم

نسأل الله سبحانه وتعالى ان يتغمده برحمته ويزيد في علو درجاته والسلام عليكم ورحمه الله وبركاته.

*******

شاركوا هذا الخبر مع أصدقائكم

جميع الحقوق محفوظة