جاء ذلك في مقابلة اجرتها قناة "تي آر تي" التركية مع وزير الخارجية الايرانية حول التطورات الداخلية الأخيرة في إيران، ومفاوضات رفع العقوبات، والعلاقات بين سوريا وتركيا، وغيرها.
وردا على سؤال حول وضع المرأة في إيران، اشار امير عبداللهيان الى وفاة مهسا اميني وتضخيم القضية من قبل وسائل الإعلام الأجنبية والفضاء الإلكتروني، ونشر معلومات مبالغ فيها عن وفاة هذه الفتاة، مما تسبب في حدوث مظاهرة سلمية في إيران، وقال: بالتدخلات الخارجية دخلت التظاهرة السلمية بسرعة في مرحلة العنف، وللأسف بعض وسائل الإعلام من لندن وبعض الدول الأخرى حرضت النساء والشباب على الشغب والفوضى وقتل الشرطة. استمرت الاستفزازات الخارجية إلى أن نفذ تنظيم "داعش" عملية في إحدى مدن إيران في هذا الفضاء وسقط عدد من المواطنين بين شهيد وجريح.
وتابع أمير عبد اللهيان: "سرعان ما أدرك الشعب الإيراني ما تفعله الجهات الاجنية وما تسعى إليه في إيران، وبالتالي فصلوا صفوفهم عن أعمال الشغب والإرهاب، والآن أصبح كل شيء في طريقه الطبيعي والصحيح في إيران".
وقال وزير الخارجية، إن الغرب يتبع سياسة الكيل بمكيالين، وتساءل: من يعتقد أن وفاة فتاة في إيران ستكون له ذات رد الفعل في الغرب؟ إذا لم تسد سياسة الكيل بمكيالين في سياسات الدول الغربية، فلماذا لم نشهد رد فعل قوي من الغرب على مقتل الصحافية الفلسطينية والمسيحية شيرين أبو عاقلة على يد قوات الاحتلال الإسرائيلي؟
واعتبر استغلال قضية وفاة المواطنة الايرانية، لعبة سياسية وتخطيط يهدف إلى إضعاف إيران.
وقال امير عبداللهيان رداً على سؤال آخر: حاول الأميركيون وتحديداً ألمانيا وفرنسا وبريطانيا إثارة الاضطرابات والتحريض عليها في إيران. كانوا يبحثون عن أهدافهم السياسية الخاصة. كان جزء من هدفهم هو إضعاف إيران وزعزعة استقرارها، وكان جزء آخر من هدفهم الحصول على تنازلات من ايران على طاولة مفاوضات خطة العمل الشاملة المشتركة (الاتفاق النووي)، لكنهم سرعان ما أدركوا أن ما كانوا يؤججونه لا يمكن أن يحقق لهم أي شيء.
كما قال رئيس الجهاز الدبلوماسي عن سوريا وزيارته إلى دمشق وأنقرة واجتماع وزراء دفاع روسيا وسوريا وتركيا: قبل أشهر، عندما كان هناك حديث في تركيا عن أن تركيا تخطط لعمليات عسكرية داخل سوريا وفي المناطق الحدودية، قمت بزيارة إلى أنقرة، وخلال تلك الزيارة تابعت الجمهورية الإسلامية الإيرانية هذا الموضوع بان تقوم تركيا وسوريا بالتركيز على الحوار والحل السياسي. ويسعدنا أن تلك الجهود أدت إلى عدم وقوع عمليات عسكرية في المناطق الحدودية بين البلدين.
وتابع: استمرارًا لهذا المسار، رحبت الجمهورية الإسلامية الإيرانية دائمًا بتوثيق العلاقات بين سوريا وتركيا حتى اليوم نشهد تقدمًا في هذه القضية. أجرينا هذا الأسبوع في دمشق وأنقرة محادثات مهمة مع السيد بشار الأسد والسيد أردوغان ووزيري خارجية البلدين، وكان هدفنا معرفة الحلول الموجودة لإقامة علاقات أقوى بين تركيا وسوريا. يجب على الأطراف تقليل مخاوفهم ونحن على اتصال مستمر ومباشر مع الجانب الروسي.
وقال: في نيويورك خلال سبتمبر، وفي الاجتماع الثلاثي لوزراء خارجية روسيا وتركيا وإيران، قدمت ايران فكرة بأن الوقت قد حان لكي تنضم إلينا سوريا كموضوع من مواضيع صيغة أستانة. تم تحقيق جزء من هذه الفكرة في المحادثات الأمنية والعسكرية بين تركيا وسوريا.
وأضاف وزير الخارجية: "توصلنا إلى نتيجة وأفكار أفضل بأن هذه المشاورات والدور الفعال لإيران وروسيا في مساعدة تركيا وسوريا على تجاوز هذا التحدي سوف يتعزز أكثر من ذي قبل".
وقال وزير الخارجية عن الحرب في أوكرانيا والمزاعم المتعلقة بالمساعدة العسكرية الإيرانية ودعم روسيا في هذه الحرب: إن الحرب في أوكرانيا تشهد وضعًا معقدًا. بعض مراكز الفكر للعلاقات الدولية في الغرب ترى بأن حرب أوكرانيا هي المبدأ الجديد لتاريخ العلاقات الدولية.
وأوضح أن موقف الجمهورية الإسلامية الإيرانية كان واضحًا تمامًا منذ بداية الحرب وقد أكدنا ذلك على أعلى مستوى، وتابع: نحن ضد الحرب ونركز على طريق الحل السياسي، علما اننا نعتبر الإجراءات الاستفزازية لحلف شمال الأطلسي وبعض الدول الغربية هي السبب الرئيسي لهذه الحرب.
وفي إشارة إلى الى اننا بذلنا جهودًا كثيرة بين أوكرانيا وروسيا خلال هذه الفترة، سواء على المستوى الوزاري او الرئاسي، وأضاف: نأمل أن تصل أوكرانيا إلى مرحلة السلام في أقرب وقت ممكن وان تنتهي الحرب فيها.
وأكد رئيس الجهاز الدبلوماسي أنه ليس لدينا سياسة مزدوجة واضاف: مثلما كنا ومازلنا نعارض الحرب في العراق وسوريا واليمن وأفغانستان وفلسطين، نحن أيضًا ضد الحرب والتهجير في أوكرانيا.
وتابع أمير عبداللهيان: بالمقابل اعترفنا بسيادة الدول ووحدة أراضيها في إطار القانون الدولي، ولهذا السبب ورغم العلاقات المتميزة بين إيران وروسيا، لم نعترف بانفصال شبه جزيرة القرم عن أوكرانيا. وانفصال لوهانسك ودونيتسك عن أوكرانيا لم نعترف به.
وقال: اننا نؤكد على مبادئنا الثابتة في السياسة الخارجية، فعندما نقول إن الحرب في أوكرانيا ليست الحل، فإننا نؤمن بذلك ونعتمد عليه كسياسة مبدئية.
وقال وزير الخارجية عن مفاوضات رفع العقوبات: لقد اقتربنا عدة مراحل من الخطوات النهائية للوصول الى الاتفاق، لكن في هذه المراحل، كان الجانب الأميركي يطرح أحيانًا أفكارًا أو أعذارًا، بما في ذلك في ذروة اعمال الشغب في إيران.
وأوضح أمير عبداللهيان: من ناحية، كان الأميركيون يرسلون لنا رسائل بأنهم مستعدون لاتخاذ الخطوات النهائية للاتفاق، ومن ناحية أخرى، كانوا يوجهون رسالة إلى المتظاهرين في إيران مفادها أن أولويتنا ليست خطة العمل الشاملة المشتركة، بل الوضع في إيران واعمال الشغب فيها. لقد اعلنت في ذلك الوقت بانه على اميركا أن تحدد موقفها ازاء الرسائل التي تنقلها لنا عبر القناة الرسمية والكلمات المتضاربة التي تقولها في وسائل الإعلام.
وقال: "نحن الآن في مرحلة ما زال الأميركيون يتحدثون فيها عن ضرورة التوصل إلى اتفاق عبر القناة الدبلوماسية، ونحن مستعدون للوصول إلى النقطة النهائية للاتفاق دون شروط مسبقة في إطار المفاوضات التي جرت في الماضي، وفق نظرة واقعية واحترام حقوق ومصالح إيران الوطنية.
وأضاف أمير عبداللهيان: نتمسك بطريق الدبلوماسية ونعتقد أن التفاوض من اجل التفاوض امر غير مجد، لكن التفاوض يمكن أن يكون مفيداً لجميع الأطراف حينما يكون الهدف منه هو الوصول إلى النتيجة المرجوة.