في ذكرى انطلاقة المركز الاستشاري للدراسات والتوثيق قال السيد نصرالله: لن تكون هناك تسوية في المنطقة ويجب بناء الرؤية الاقتصادية على انه لا استقرار في ظل الصراع مع العدو الاسرائيلي.
واضاف ان النسخة الثالثة من المشروع الامريكي في المنطقة تقوم على تشديد الحصار والعقوبات الاقتصادية، وقال يجب عدم بناء رؤية اقتصادية وفق حسابات سياسية خاطئة بما فيها انه ستكون هناك تسوية في المنطقة.
واشار السيد نصر الله الى ان الغرب عاد إلى الحرب بالوكالة كما هو الحال في أوكرانيا فيما تركيزه الآن على الضغوط الاقتصادية والعقوبات.
وعن الثروات داخل البحر الأبيض المتوسط، قال نصر الله أن "لا نقاش" حول حتمية وجود "ثروة هائلة" في البحر الأبيض المتوسط "ولا نقاش حول أنه ستكون لها الأولوية في العالم"، مردفاً: "قطعاً وحتماً وجزماً يوجد نفط في اليابسة وفق الدراسات، وما أوقف كل المحاولات السابقة هو السياسة".
كذلك، لفت السيد نصر الله إلى أنّ المغتربين اللبنانيين يتعرّضون للخطر والاعتداء الأميركي من خلال وضع رجال أعمال وتجار كبار على لوائح الإرهاب "بتهمٍ ظالمة"، مضيفاً أنّه "نحتاج إلى سلطةٍ سياسية ودولة شجاعة تأخذ موقفاً وتصمد وتتحدى وتتخذ قرارات جريئة".
وأضاف أنّ "الهم الأساس الذي يحكمنا في لبنان هو ما يرتبط بالموضوع الاقتصادي والمالي والنقدي في البلد، داعياً الجميع إلى تحمل المسؤولية، وإنقاذ الوضع الاقتصادي والمالي".
وشدد على أنّه "لا نقاش في أنّ الوضع الاقتصادي صعبٌ في لبنان وهذه نقطة إجماع، وهذا الأمر ليس استثنائياً، عالمياً، وهناك عدة دول في العالم تعاني من أزماتٍ اقتصادية خانقة".
وأردف السيد نصر الله أنّه "لا يجوز البقاء في حالٍ من التخبط"، مشيراً إلى ضرورة وضع رؤية للوضع الاقتصادي، وعلى أساسها يتم وضع خطط وبرامج".
وتابع أنّ أسباب سوء الوضع الاقتصادي الحالي في لبنان هو "المحاصصة السياسية في المشاريع، والعقوبات والضغوط والحصار، وتبعات الحروب الداخلية وإعادة الإعمار، والحروب والاعتداءات الإسرائيلية والأحداث الإقليمية، ولا سيما ملف النازحين الذي يحمل لبنان أعباءً كبيرة".
وشدد الأمين العام لحزب الله على أنّ "الحصار يعني منع المساعدات وتقديم الهبات للبنان، ومنع القروض ومنع الدولة من قبول الهبات، كما حصل مع الهبتين الروسية والإيرانية أو قبول فتح الاستثمارات" التي تقدمت بها الصين وروسيا.
وقال إنّ "الولايات المتحدة لا تريد دولة قوية في المنطقة، بل تريد أن يبقى شعوبها يركضون وراء رغيف الخبز"، متابعاً: أدعوكم إلى مراقبة الوضع الاقتصادي في مصر الدولة الأولى التي وقعت اتفاق سلام مع "إسرائيل" فهل لبنان أهم لأميركا منها؟
وأشار السيد نصر الله إلى أنّ "السنوات الـ6 المقبلة مصيرية، وإذا أكملنا بالطريقة نفسها فالبلد ذاهب إلى الانهيار، هذا إذا لم نكن قد بتنا داخله".
ولفت إلى أنّ لبنان "يريد رئيساً للجمهورية شجاعاً لديه استعداد للتضحية ولا يهمه تهديد الأميركيين إذا قاموا بذلك، وهناك نماذج موجودة"، مضيفاً: "نبحث عن رئيس للجمهورية من النوع الشجاع، ونبحث عن حكومة ومسؤولين من هذا النوع".
وأضاف السيد نصر الله أنّ "القوى التي تسمي نفسها سيادية تعلم حجم التدخل الأميركي وتصمت؛ لأن السيادية شعار فارغ في العالم".
وفي بداية خطابه، شكر السيد نصر الله كل الإخوة الذين تعاقبوا على مسؤولية هذا المركز، والعاملين فيه على مدى 30 عاماً، موضحاً أنّه "في مسيرتنا لا ننسب الإنجازات إلى شخص بل كل الإنجازات هي نتاجُ كل هذه الجهود المباركة الجماعية".
ولفت الأمين العام إلى أنّ "إنشاء هذا المركز يدلّ على أنّ حزب الله اهتّم بالشأن الإنمائي والحياتي، بالرغم من انشغاله بالمقاومة، وكان ولا زال الحزب يريد أن يعمل على أساسٍ علميٍ مُتقن".
كما أكد أنّ "المركز كان وما زال السند العلمي الحقيقي لهيئاتنا القيادية ولمؤسساتنا وملفاتنا المختلفة، وهو المكان الذي يمُدّنا بكلّ ما نحتاجه على مستوى الدراسات القانونية، الاقتصادية، المالية، والاستراتيجية في الجانب السياسي، خصوصاً في ما يتصل بالصراع مع العدو والهيمنة الأميركية".
وأوضح أنّ "مركز الدراسات هو لكل محور المقاومة ويُقدّم صورةً حقيقية وإن كانت مؤلمة"، متابعاً أنّه "في ملفات العمل الحكومي والنيابي يعتمد الإخوة الوزراء والنواب في كتلة الوفاء على ما يقدمه المركز الاستشاري".
والمركز الاستشاري للدراسات والتوثيق مؤسسة علمية متخصصة، تُعنى بالأبحاث والدراسات الإستراتيجية والإنمائية والمعلومات، وتهتم بالقضايا الاجتماعية والاقتصادية وتواكب المسائل الإستراتيجية والتحولات العالمية المؤثرة.