و"الواقعة" هي السورة الـ 56 من المصحف الشريف ولها 96 آية كريمة وتصنف في الجزء الـ 26 للقرآن الكريم وهي سورة مكية وترتيبها 44 بحسب نزول السور على رسول الله (ص).
وسميت سورة الواقعة بهذا الاسم لقوله تعالى في أولها: {إِذا وَقَعَتِ الْواقِعَةُ} وقد ذكرها النبي (صلى الله عليه وآله وسلم) في أحاديثه بهذا الاسم فقد ورد عنه أنه قال: "شيَّبتني هودٌ، والواقعةُ".
وتتحدث السورة عن يوم الواقعة حيث يحيى الناس ليوم الحساب ويشهد اليوم رجّ الأرض وبسّ الجبال ثم تقسم السورة الناس إلى ثلاثة أصناف وهي:
الصنف الأول:
المؤمنون المسلمون أصحاب اليمين، وهم أهل الجنة بوجه عام، على درجاتهم المنخفضة والمتوسطة.
الصف الثاني:
الكافرون المجرمون أصحاب الشمال، وهم أهل النار بوجه عام، على دركاتهم الأولى فالمتوسطة.
الصنف الثالث:
السابقون المقربون من المحسنين والأبرار، وهم أصحاب الدرجات العليا في جنات النعيم.
وتتطرق السورة إلى يوم القيامة وما يشهد من أحداث مؤلمة وتصنيف الناس في ذلك اليوم إلى ثلاثة أصناف وجزاء المقربين إلى الله ووصفهم بأصحاب اليمين.
وتتحدث السورة المباركة في الآية 10 عن "وَالسَّابِقُونَ السَّابِقُونَ" وفي تفسير معنى السابقين هناك نظريات عديدة فيقول المفسر القرآني الايراني الكبير العلامة الطباطبائي إن "السابقين" الأول في الآية هم السباقون في فعل الخير والثاني هم السباقون في الحصول على رحمة الله تعالى.
وتتجلى مقاصد هذه السورة من خلال الأمور التالية:
- التذكير بيوم القيامة وتحقيق وقوعه.
- تقديم بيانات إقناعية، وأدلة برهانية للمكذبين بالبعث وبيوم الدين على صدق الأخبار القرآنية المتعلقة بيوم الدين، وأنها حق يقين.
- توجيه العقول المستقيمة لاستبصار المكانة الرفيعة التي يتحلى بها القرآن، المشتمل على أخبار يوم الدين، وما فيه من الجزاء والحساب.
- الترغيب والترهيب بما في يوم الدين من ثواب وعقاب.
- وصف ما يعرض في هذا العالم الأرضي عند ساعة القيامة.
- بيان صفة أهل الجنة وبعض نعيمهم.
- بيان صفة أهل النار وما هم فيه من العذاب، وأن ذلك لتكذيبهم بالبعث.
- إثبات الحشر والجزاء، والاستدلال على إمكان الخلق الثاني بما أبدعه الله من الموجودات بعد أن لم تكن.
- تتحدث السورة عن بعض آلاء الله ونعمه، وآثار قدرته فيما خلق وأبدع في الزرع والماء والنار، وأن ذلك يستوجب تسبيح الله وتقديسه على نعمه الغامرة، وشكره على آياته الظاهرة الباهرة، وتوضح أن من خلق هذا وأوجده قادر على البعث، وإعادة الناس إلى الحياة مرة ثانية للحساب والجزاء؛ لأن الإعادة أسهل من البداءة عادة.
- تذكر السورة أن الله سبحانه قضى بين الناس بالموت، وجعل لموتهم وقتاً معيناً، وهو جلَّ وعلا ليس بعاجز على أن يبدل صورهم بغيرها، وينشئهم خلقاً آخر في صور أخرى لا يعرفونها.
- الاستدلال بنزع الله الأرواح من الأجساد والناس كارهون، لا يستطيع أحد منعها من الخروج، على أن الذي قدر على نزعها دون مدافع قادر على إرجاعها متى أراد.
- في السورة قَسَمٌ على مكانة القرآن وعلو شأنه، وتقريع للكافرين على قبح صنعهم، وعجيب شأنهم؛ حيث وضعوا التكذيب موضع الشكر، وقابلوا النعمة بالجحود والكفر.
- أكدت السورة أن القرآن منزل من عند الله، وأنه نعمة أنعم الله بها عليهم، فلم يشكروها وكذبوا بما فيه.
- في آخر السورة إجمال ما فصلته أولاً عن أحوال الأصناف الثلاثة، وما ينتظر كل صنف من ثواب أو عقاب.
- وتُختم السورة بأمر كل مُتَلَقٍ لديه الاستعداد لأن يومن ويُسلم؛ لما في قلبه من خير، بأن يسبح باسم ربه العظيم، المهيمن عليه دوماً بصفات ربوبيته.