قال السيد علي فضل الله: إننا في مرحلة أحوج ما نكون في هذا البلد إلى التواصل والحوار والوحدة لمواجهة الأزمات التي لم تعد تصيب طائفة دون أخرى ولا موقعاً سياسياً دون آخر، وإلى من يعمل على وأد الفتن لا من يسعرها وإلى من يبرد القلوب لا من يشعل الأحقاد.
وأضاف: ورغم كل هذه المخاطر الكبيرة والأزمات المستفحلة يواصل المسؤولون الاستقالة من مسؤولياتهم، حيث لا يبدو في الأفق أي معطيات إيجابية تؤدي إلى الخروج من هذا النفق المظلم، والذي يبدأ بملء الشغور على صعيد رئاسة الجمهورية، ووصولاً إلى حكومة فاعلة وقادرة على القيام بشؤون مواطنيها، بعد أن أصبح واضحاً أن كل فريق بات يتمترس في موقعه وعلى موقفه، وأن أياً منهم لن يتزحزح عنه إلا بتدخل خارجي يفرض إرادته لينصاع له الجميع ويتراجعوا مرغمين، كما جرت العادة، فيما المطلوب من المسؤولين التنازل الطوعي عن المطالب المستحيلة لحساب الوطن وليس لحساب الخارج الذين يراهن الكثيرون على تدخله.
وختم: نعيد التأكيد أن أبواب الإنقاذ ليست مسدودة، إذ أعادت القيادات حساباتها، وتحركت ضمائر المسؤولين الذين يريد لهم الشعب أن ينزلوا من أبراجهم العاجية ويعملوا ليل نهار لإزالة العقبات أمام التوافق، وعلى الأقل أن يساهموا ولو بالحد الأدنى في الأعمال التي تخفف من آلام هذا الشعب الذي منحهم ثقته وأوكلهم مصيره ومستقبله.