موضوع البرنامج:
أبيات السيد محمد جمال الهاشمي في تعجيل فرج المهدي(عج)
دلالات لقب "العلم المصبوب" من الالقاب المهدوية
الشيخ علي الكوراني يجيب عن بعض أسئلة المستمعين
وقفة عند منهج الشيخ النعماني في تأليف كتاب الغيبة
رؤيا السيد الهاشمي للمهدي(عج) ووصيته بالاكثار من دعاء الفرج
******
اني بعثت اليك روحي ابتغي
من طور نورك جذوة من نار
وقد اعتصمت بقدس سرك انه
لاجل ما في مخزن الاسرار
فجر تبلج في ولادة كوكب
محق الشموس بنوره الفوار
المستطيل على الخلود وجوده
فحياته تسمو على الاقدار
تتقاصف الاعمار الا عمره
في عصمة عن قاصف الاعمار
زعم الغوي بانه اسطورة
سخت لفكرة شاعر سحار
لا والذي جعل النجوم بافقها
زهراء تهزأ بالزمان الساري
ما كان الا كوكباً بشعاعه
خرق الحجاب وجال في الاستار
يا مدرك الاوتار هذي عصبة
علوية فاضت لذكرى الثار
انت البقية من سلالة انجم
غمروا السما والارض بالانوار
هذي بلاد المسلمين تقودها
بيد النفاق مطامع الكفار
وسعت الى استعمارها بوسائل
فتاكة يخشى شباها الضاري
فاحصد بسيفك ارؤساً قد سممت
اوطاننا بفضائح الافكار
السلام عليكم مستمعينا الافاضل ورحمة الله وبركاته، اهلاً بكم ومرحباً في هذا البرنامج افتتحناها بابيات في التشوق لمولانا المهدي عجل الله فرجه من قصيدة لآية الله السيد محمد جمال الهاشمي من اعلام علماء النجف الاشرف رضوان الله عليه وكان من خواص آية الله السيد محسن الحكيم قدس سره وهو نجل آية الله العظمى السيد جمال الدين الهاشمي وهو من مراجع عصره الكبار ومن اوتاد الزمان وقدوة ونموذج عال لعلماء مدرسة اهل البيت (عليهم السلام) في اخلاقه وعرفانه وزهده وصفاء نفسه قدس سره العزيز...
ولولده صاحب الابيات المتقدمة رويا صادقة وجميلة فاز فيه بلقاء مولانا المهدي (عجل الله فرجه) سننقلها في ختام هذه الحلقه ان شاء الله تعالى.
اما في الفقرة الاولى فلنا وقفة مع دلالات لقب (العلم المصبوب) من القاب مولانا الحجة، تليها اجابة الشيخ علي الكوراني عن سوال وصلنا بشأن ظهوري الامام المهدي الاصغر والاكبر والمراد من ذلك.
تلي ذلك وقفة مع بعض فوائد كتاب الغيبة للشيخ النعماني ثم تأتيكم الفقرة الختامية المشار الييها آنفاً.
*******
ايها الاخوة والاخوات، ان من اهم وسائل الفوز بالمعرفه المطلوبة بامام زماننا (سلام الله عليه) هو التدبر في الالقاب التي وصفتها بها النصوص الشريفة من الاحاديث والادعية والزيارات وهذا ما نسعى في الفقرة التالية التي تحمل عنوان:
القاب الشمس
بعد ان وصفت زيارة آل ياسين المباركة مولانا المهدي (عجل الله فرجه) بلقب العلم المنصوب، وصفته مباشرة بلقب (العلم المصبوب)، وثمة ترابط دقيق مهم بين هذين اللقبين، يعيننا كثيراً على تحقيق الهدف المحوري من زيارته (عليه السلام) بهذه الزيارة المباركة، وهو التوجه به (عليه السلام) اليه وبالتالي الى ربه الجليل تبارك وتعالى فقد عرفنا ان امام زماننا (ارواحنا فداه) قد قال في مقدمة هذه الزيارة:
«السلام علينا وعلى عباد الله الصالحين اذا اردتم التوجه بنا الى الله تعالى والينا فقولوا...».
ولمعرفة هذا الترابط الدقيق والوثيق ينبغي اولاً ان نشير الى ان لقب (العلم المنصوب) قد دلنا على ان ارادة الله - عزوجل- قد شاءت ان تجعل مولانا المهدي راية تهدي اليه في غيبته وكذلك في ظهوره، الامر الذي يعني ان بالامكان الانتفاع به وان كان خلف سحاب الغيبة فهو رغم ذلك علم منصوب يراه اصحاب العقول السليمة والقلوب الحية.
وهنا يأتي دور دلالة لقب (العلم المصبوب) فهو ينبه الى حقيقة ان هذا العلم الالهي المنصوب صاحب علم مصبوب اي نازل باستمرار لمن يطلبه ولا يحده حد سوى سعة واستعداد كل انسان لتلقي هذا العلم الالهي بمعنى ان الفيض الالهي النازل بواسطته (عليه السلام) مستمر غير محدود، فكلما ازداد المؤمن توجهاً الى امام زمانه وبالتالي الى ربه الجليل - جل جلاله- حصل على نصيب اوفر من هذا الفيض الالهي النازل.
وهذا الحكم عام يشمل عصر غيبته مثلما يشمل عصر ظهوره (عجل الله فرجه) وسواء شعر المومن بطرق حصوله على هذا العلم الالهي ام لم يشعر.
*******
ايها الاخوة والاخوات، الآن الى الشيخ علي الكوراني واجاباته عن اسئلتكم الكريمة للبرنامج.
المحاور: سماحة الشيخ من الاخ فضلي الذي اجبتم على سؤاله في الحلقات السابقة له سؤال آخر وهو الاخير ويرتبط بقضية دعاء الندبة يقول السائل ورد في دعاء الندبة عبارة متى ترانا ونراك اي نرى الامام عليه السلام بعد ان رؤية الامام تعد غاية المنى ولذلك ندعو الله تبارك وتعالى ان يوفقنا لهذا الامر ولكن الامام يرانا ويطلع على احوالنا هذا ما ورد في الروايات الصحيحة فهل نحتاج بالدعاء بذلك اي ندعو الله ان يرانا ونراه؟
الشيخ علي الكوراني:: هذا من عدم الالتفات الى الموضوع، عندنا اولاً القرآن انه يرى اعمالنا، قل فسيرى الله اعمالكم ورسوله والمؤمنون وعندنا ثابت ان الامام عليه السلام يتحرك في العالم ويرى الناس ونصوص كثيرة في هذا يعني الآن هو يراه من طرف واحد نحن لا نراه، نقول يا سيدي لا تدخل الرؤية من الطرفين هذه لا تنفي انه الآن يرانا.
المحاور: يعني متى ترانا ونراك، يعني في آن واحد؟
الشيخ علي الكوراني:: يعني مع بعضهم.
المحاور: يعني في آن واحد، طيب هذه الرؤية من الطرفين على ضوء هذا الدعاء؟
الشيخ علي الكوراني:: يعني رؤية كاملة لكن من طرفك يا سيدي ونحن نريد ان نراك.
المحاور: انا اخترت هذا السؤال في شطره الاخر بأعتبار تصل الى البرنامج وبصورة متكررة اسئلة بهذا المعنى حول امكان رؤية الامام سلام الله عليه مع ما اشرتم اليه في الحلقة السابقة من تكذيب مدعي المشاهدة.
الشيخ علي الكوراني:: نعم يمكن رؤية الامام روحي فداه وقد رآه اناس كثيرون بشكل قطعي، اولاً تقريباً ثمانين بالمئة من الذين رأوه ما عرفوه الا بعد ان غادر والذين عرفوه لم يدعي احد مهم مقاماً لما يدعي ان الامام كلفني وقال لي قل لفلان فلان شيء هذا سفير وهذا يأمرون بتكذيبه، اي شيء ينقل، قال لي كن مرجعاً، قال لي بلغ، قال لي حضر الناس وقال انت وصي لكل الناس هذا سفير خاص.
المحاور: طيب سماحة الشيخ، قال مثلاً اوصى الامام سلام الله عليه مثلاً بتلاوة الدعاء الفلاني؟
الشيخ علي الكوراني:: يعني هذه كنصيحة عامة، هذه متعارف الشريعة وسيرة المؤمنين.
المحاور: هذه معروفة مثلاً بأكثار دعاء الفرج، امر بزيارة آل ياسين وغير ذلك.
الشيخ علي الكوراني:: هذه لا تمنع ليس في الدعاء سفارة، اذن رؤيته في غيبته الكبرى ممكنة وواقعة وقطعية ولكنها هؤلاء الابرار الاخيار الذين تشرفوا بخدمته لم يدعي احد منهم مقاماً ولا سفارة وكل من ادعى مقاماً او سفارة هذا معناه انه يدعي السفارة الخاصة مأمورين بتكذييه.
المحاور: بعض الاخوة طرحوا اسئلة من هذا القبيل الذين التقوا بالامام في غيبته حقاً لم يخبروا احداً في حياتهم وانما اخبروا بعض الاشخاص واوصوهم بالكتمان هل هذا شرط ان نصدق بحوادث التقاءه؟
الشيخ علي الكوراني:: اولاً يوجد ناس يلتقون بخدمته ولا يقولون لاحد حتى عند موتهم، بعضهم يقول عند موته او بعضهم يقول بعد فترة وهذه تختلف وان الامام وجهها كذلك وهو يخشى من العجب لانه يذهب ثوابه يكون فيها مثل دعاية لنفسه او ادعاء لانه سينزل مقامه ولا يكون اهلاً لان يراه الامام عليه السلام.
المحاور: واذا كانت هنالك مصلحة معينة؟
الشيخ علي الكوراني:: نعم يقولها ولا مانع فيه.
المحاور: يعني لا تشكل ان ينفي الانسان شرطه على اساسه سماحة الشيخ علي الكوراني شكراً على ما تفضلتم به.
*******
نتابع هذه الحلقة من برنامج شمس خلف السحاب بوقفة قصيرة مع بعض الفوائد المنهجية المستفادة من كتاب الغيبة للشيخ الجليل محمد بن ابراهيم النعماني من اعلام بدايات عصر الغيبة الكبرى، تأتيكم في فقرة:
الامام المهدي في حركة التأليف
من الفوائد المنهجية المهمة التي تجلت في كتاب الغيبة للشيخ النعماني، هي ان مؤلفه الجليل دخل لمعرفة امام العصر وغيبته (ارواحنا فداه) من جملة من الحقائق الثابتة في الاسلام والاديان الالهية، فخصص ببيان معنى حبل الله الذي امرنا بالاعتصام واثبات ان المراد عنه هو الامام، ثم اثبت ان الامامة جعل من الله تبارك وتعالى وعهد منه لا ينال الظالمين، وبعد ذلك اثبت ان الائمة بعد رسول الله (صلى الله عليه وآله) هم اثنا عشر استناداً الى نبؤات الكتب المقدسة السابقة والاحاديث النبوية التي صحت عند جميع المسلمين وهذا هو موضوع الفصل الثالث من الكتاب
وبهذا التسلسل المنطقي تابع الشيخ النعماني رضوان الله عليه كتابه بالاستدلال بماصح في النصوص الشريفة بعدم خلو الارض من حجة وانه لو بقي فيها اثنان لكان احدهما الامام والآخر المأموم، ثم استدل بفصل خاص بالاحاديث الشريفة التي اخبرت عن غيبة مولانا المهدي قبل وقوعها وهذه الاحاديث الشريفة تنم الحجة بوضوح على صحة الغيبة وانها بامر الله - جل جلاله-.
وهذا ما تدل عليه ايضاً الاحاديث الشريفة التي نقلها في الفصل اللاحق والتي تبين للناس سابقاً تكاليفهم وواجباتهم الشرعية فيما يرتبط بإمام زمانهم في عصر غيبته وهذا ما يتم الحجة عليهم بالكامل خاصة مع ملاحظة انه خصص بعد ذلك فصلاً للاحاديث الشريفة التي أخبرت عن الفتن التي سيشدها عصر الغيبة وحذرت منها وبينت التكليف الإلهي تجاهها.
ولم يغفل الشيخ النعماني (رضوان الله عليه) عصر ظهور مولانا المهدي عجل الله فرجه فقد جمع في كتابه القيم طائفة مهمة من الاحاديث الشريفة التي تهدي الناس الى المهدي الحقيقي وتنقذهم من حبائل ادعياء المهدوية فخصص (رحمه الله) فصولاً لما روي في صفة المهدي وسيرته وعلامات ظهوره وما يلقاه عند ظهوره وموضوعات اخرى كلها جديرة بالتدبر في الاحاديث الشريفة الواردة بشأنها ولقد اجاد شيخنا النعماني (رحمه الله) ترتيبها وتبويبها والتعليقة عليها.
*******
وها نحن احباءنا نصل الى الفقرة الختامية لهذه الحلقة من البرنامج والتي ترتبط بصاحب الابيات التي اخترناها مطلعاً لها، مع فقرة:
الفائزون بلقاء الشمس
روى الشيخ الزاهد محمد باقر الملبوبي صاحب كتاب الوقائع والحوادث عن المرحوم آية الله السيد محمد الهاشمي (رضوان الله عليه) انه حدثه قائلاً:
بعد وفاة والدي آية الله العظمى السيد جمال الدين الهاشمي، رأيته ذات ليلة في عالم الرؤيا وهو يجلس في غرفة متواضعة فقلت له:
يا ابي ارى ان حالك لم يتغير عما كان عليه في الحياة الدنيا من بساطة العيش!!
فقال ابي: لا تقل مثل هذا يا ولدي، اصمت، ها هو ولي الامر المهدي (سلام الله عليه)!!
ثم قال والدي وانتبهت الى دخول الامام (عليه السلام)، وبعد التحية بادرني (عليه السلام) بالقول وقبل ان اتكلم قائلاً: يا سيد محمد، ليس هذا مقام والدك، ان مقامه هناك.
واشار الى ناحية فرأيت قصراً عظيماً شامخاً لا يمكن وصفه، فسرني ما رايت فسألته: يا بن رسول الله، هل حان وقت الظهور وتنور عيون الجميع برؤيتك؟
اجاب: «لم تبق من العلامات الا المحتومات وربما وقعت في مدة قليلة فعليكم بدعاء الفرج».
اللهم عجل فرج مولانا المهدي واجعلنا من خيار انصاره.
*******