وسورة "الرحمن" المباركة هي السورة الـ 55 من المصحف الشريف ولها 78 آية كريمة وتصنف في الجزء 27 من القرآن الكريم وترتيبها الـ97 بحسب نزول السور القرآنية على رسول الله (ص).
وتلقب السورة بـ "عروس القرآن" وسميت بالرحمن لأنها تبدأ بهذه الصفة الإلهية، وروي عن النبي محمد (ص): "لكل شيء عروس، وعروس القرآن سورة الرحمن"، ولذلك يقال لها عروس القرآن، وأنها مجمع النِّعم والجمال والبهجة في نوعها والكمال.
وتتميّز هذه السورة بأنّها ذات نسق خاص فغالبية آياتها تنتهي بنفس النسق مما يجعلها من الآيات التي تثبت الإعجاز البيانيّ والإبداع في القرآن الكريم.
والغرض من سورة الرحمن هو دعوة الناس للإيمان بالله واليوم الآخر عن طريق الترغيب بذكر نعم الله التي لا تخفى على أحد من العباد من الجن والإنس، فعدد نعم الله على العباد فذكرهم بها وتحداهم أن ينكروا شيئا منها.
ويتجلى واضحًا أنّه من مقاصد سورة الرحمن أنّ الله جلّ وعلا ذكر أنّ كلّ ما في الأرض وقد ذكره بالتفصيل من جبالٍ وأشجارٍ وأنهارٍ وسماواتٍ وأنعام وغير ذلك هو فانٍ زائل إلّا وجهه الكريم -تبارك وتعالى، ويُلاحظ تكرير قوله تعالى: {فَبِأَيِّ آلَاءِ رَبِّكُمَا تُكَذِّبَانِ} كثيرًا فقد تم تكريرها ثلاثًا وثلاثين مرة، وكان هذا من مقاصد سورة الرحمن أيضًا بأن آلاء الله ونعمه التي لا تُعد ولا تحصى كلها بيده وبأمره ومن خلقه فبأيّ خلقٍ ونعمةٍ منها تكذبان يا معشر الإنس والجان، وكان مقصد تكرارها هو التأكيد والتقرير والتسليم بأنّه هو خالق كلّ شيء.
كما تحوي هذه السورة مواضيع عديدة منها تعليم القرآن الكريم، وخلق الجن والإنسان، وخلق النباتات والأشجار، وخلق السماوات، وحكم القانون وخلق السماوات والأرض وخلق الفاكهة والورود من نعم الله سبحانه تعالى على البشر.
ومن أهم النقاط التي تتضمنها هذه السورة المباركة هي أنها تضم أصغر آية من القرآن الكريم حيث وردت في الآية 64 من هذه سورة "الرحمن": "مُدْهَامَّتَانِ".
وتشير الآية الـ19 من سورة "الرحمن" المباركة إلى إلتقاء البحرين "مَرَجَ الْبَحْرَيْنِ يَلْتَقِيَانِ" وهو أمر اكتشف فيما بعد بفضل تطور العلم حيث يعتقد العلماء أن هذه الآية تشير إلى إلتقاء بحر البلطيق وبحر الشمال في الدنمارك.