وسورة "القمر" المباركة هي السورة الـ 54 من القرآن الكريم ولها 55 آية وتصنف في الجزء 27 من المصحف الشريف كما أنها سورة مكية وهي السورة الـ 37 بحسب ترتيب نزول السور على رسول الله (ص).
وسميت سورة القمر بهذا الاسم لأنها تناولت في مطلعها حادثة انشقاق القمر، في الآية الأولى منها، بقول الحق تبارك وتعالى: "اقْتَرَبَتِ السَّاعَةُ وَانْشَقَّ الْقَمَرُ".
وانشقاق القمر في الإسلام هو من إحدى معجزات النبي محمد (ص) وحدث في مكة المكرمة وقبل الهجرة النبوية عندما طلب المشركون من النبي محمد (ص) آية تدل على صدق دعوته، فانشق القمر نصفين (أو فلقتين)، فلقة على جبل أبي قبيس وفلقة على جبل قيقعان.
وتشير سورة القمر إلى إعجاز رسول الله (ص) عندما طلب منه المشركون أن يأتي بمعجزة، فأشار إلى القمر حتى إنشق وحصلت معجزة "شق القمر".
ويشير إلي ذلك، الباحث المصري ورئيس لجنة الإعجاز العلمي في القرآن الكريم بالمجلس الأعلى للشؤون الإسلامية في مصر "الدكتور زغلول النجار" في كتابه الصادر 2004 حيث نشر صورة عن سطح القمر قام بتصويرها علماء الفضاء في الولايات المتحدة الأمريكية حيث تؤكد أن القمر إنشق قبل سنين طويلة.
وتشير سورة القمر المباركة إلى مواضيع عديدة منها رواية سيرة أقوام قد خلت بغية الإعتبار وأخذ الدروس من سيرتها حيث تروي السورة المباركة سيرة قوم ثمود، قوم لوط، وقوم عاد، وقوم فرعون.
وتؤكد سورة القمر المباركة أن الآيات القرآنية أنزلت بطريقة بسيطة وسهلة حتى يأخذ الجميع منها دروساً وعبراً بحيث تم ذكر الآية القرآنية "وَلَقَدْ يَسَّرْنَا الْقُرْآنَ لِلذِّكْرِ فَهَلْ مِنْ مُدَّكِرٍ" أربع مرات في الآيات الـ17 و22 و32 و40.
والمحور الرئيس الذي تدور حوله السورة هو تقرير أصول الدين عامَّة، وهي: الوحدانيّة، بيان الدلائل على صدق نبوة النبي محمّد(ص)، إنذار الكفَّار باقتراب موعد يوم القيامة وتحذيرهم مما فيه من بعث وحساب وعقاب، بيان موقف المشركين في مكة من نبّوة سيدنا محمّد (ص) وتسجيل إعراضهم ومكابرتهم، التذكير بما لقيته الأمم السابقة من عذاب لقاء تكذيبهم بالرسل وإصرارهم على الكفر ومكابرتهم للحق.
وعلى الجملة، فقد تجلت مقاصد سورة القمر في الأمور التالية وهي " تسجيل مكابرة المشركين في الآيات البينة، وأمر النبي (ص) بالإعراض عن مكابرتهم"، و"إنذارهم باقتراب القيامة وبما يلقونه حين البعث من الشدائد"، و"تذكيرهم بما لقيته الأمم أمثالهم من عذاب الدنيا؛ لتكذيبهم رسل الله، وأنهم سيلقون المصير نفسه الذي لقيه أولئك؛ إذ ليسوا خيراً من كفار الأمم الماضية"، و"إنذارهم بقتال يُهزمون فيه، ثم لهم عذاب الآخرة، وهو أشد"، و"إعلامهم بإحاطة الله علماً بأفعالهم، وأنه مجازيهم شر الجزاء، ومجازٍ المتقين خير الجزاء. وإثبات البعث، ووصف بعض أحواله"، و"تكرير التنويه بهدي القرآن وحكمته".
و" بينت السورة أن كل شيء خلقه الله بقدر، وما أمره سبحانه في الإتيان بالساعة إلا كلمح بالبصر، وأن كل شيء فعلوه مثبت في كتب أعمالهم، يكتبها ملائكة جعلهم الله لكتابة أعمال العباد"، و" خُتمت السورة بترغيب الذين آمنوا واتقوا بأنهم سيكونون يوم الدين: "إِنَّ الْمُتَّقِينَ فِي جَنَّاتٍ وَنَهَرٍ ﴿۵۴﴾ فِي مَقْعَدِ صِدْقٍ عِنْدَ مَلِيكٍ مُقْتَدِرٍ ﴿۵۵﴾" (القمر:54-55).