وأضاف قائد الثورة لدى استقباله صباح اليوم الاثنين، حشداً من أهالي قم بمناسبة الذكرى السنوية لإنتفاضة الـ 9 من يناير عام 1978 في مدينة قم، قائلاً: لماذا نقول إن التاسع من يناير حدث تحولي وتاريخي؟ لأنه كان بداية جهاد عظيم. من هنا إنطلق جهاد كبير في جميع أنحاء البلاد، هدفه إخراج إيران العزيزة من الهيمنة الغربية. إيران التي سُحقت تحت أيدي وأقدام الثقافة الغربية المشوهة والخاطئة وتحت الهيمنة السياسية والعسكرية للغرب، يجب أن تخرج وتصبح مستقلة وتعيد إحياء الهوية التاريخية لإيران، الهوية التاريخية للإسلام وإيران هي إيران الإسلامية.
وتابع سماحته، إن هذه الهوية الإسلامية لإيران كانت قد ضاعت. فلو جاء شخص ما، وسار في شوارع طهران، ليس فقط في طهران، في العديد من المدن الأخرى، حتى في بعض مناطق مدينة مشهد أيضاً، لما كان يشعر بأن هذه دولة إسلامية، وأن شعب مسلم يعيش هنا.
وشدد قائد الثورة الإسلامية على ضرورة القيام بالواجب في توقيته المحدد وعدم التأخير في تنفيذه، قائلاً: التوابون ثأروا لدم الإمام الحسين عليه السلام وحاربوا وقتل جميعهم، لكن لا يمدحهم التاريخ على ذلك لأنهم تأخروا في القيام بأخذ الثأر. على هذا الأساس يجب القيام بما هو الصواب في توقيته وعدم إهمال الواجب الذي يمليه العقل والقانون.. ونظراً لأهمية الموضوع علينا أن ندخل الساحة دون تردد أو تأخير ونخوض المخاطر.
وتابع قائد الثورة، إن استراتيجية التيار المبني على الكذب هو تجاهل أو التقليل من شأن هذه الأحداث المهمة، لكن أحداث مهمه مثل يوم انتصار الثورة الإسلامية في11 فبراير و4 نوفمبر (ذكرى الإستيلاء على وكر التجسس الأميركي) و9 يناير (ذكرى إنتفاضة قم)، وملحمة 30 ديسمبر (ذكرى تجديد العهد مع القائد من قبل الشعب) ويوم تشييع جثمان الشهيد قاسم سليماني والشهيد حججي.. كل هذه الأيام تعتبر من أيام الله... يريد التيار المناوئ للثورة والشعب والداعم للباطل أن يطفئ هذه الأنوار وأن يخفي هذه الأحداث.
وأشار آية الله الخامنئي إلى فترة الحرب المفروضة وبسالة الشباب الإيرانيين الذين شاركوا في الحرب وقال: رغم دعم نظام صدام من قبل الحكومة الأمريكية وأوروبا وحلف شمال الأطلسي والإتحاد السوفيتي والدول العربية الرجعية، لكنهم خسروا أمام إيران، لأن شبابنا مؤمنون وقائدنا الإمام الخميني (ره).
وأضاف سماحته: خلال فترة الحرب المفروضة تضافرت كل القوى العالمية لتقسيم إيران لكنها فشلت وهذا إنجاز كبير ..عندما نسير في طريق الأمام الخميني ونخوض المخاطر، ننتصر في المعركة.
وأكد سماحة القائد: في أعمال الشغب الأخيرة في إيران أرادوا تدمير قوتنا.. الجزء الأكثر أهمية في هذه العملية كان البروباغندا، حيث تظاهروا بأنهم يركزون على نقاط ضعفنا، لكنهم في الواقع أرادوا إيقاف نقاط قوتنا، قائلاً: كان تورط العدو الأجنبي واضحاً في هذه الأحداث. من الواضح أن الأمريكيين والأوروبيين متورطون فيها بشكل أو بآخر.
وأضاف: نعاني من مشاكل اقتصادية ومعيشية، لكن هذه المشاكل لا يمكن حلها عن طريق أعمال الشغب. خلال الإضطرابات حاول العدو تدمير قوتنا وليس نقاط ضعفنا...عاملت الأجهزة المسؤولة في البلاد من أججوا أعمال الشغب معاملة عادلة وجادة.
وأكد آية الله الخامنئي أن العدو وضع البروباغندا على رأس مخططاته ومواجهته تأتي عبر جهاد التبيين بلغات وتفاسير ومبادرات مختلفة وليس باستخدام الهراوات، مطالباً المسؤولين القيام بالأعمال الضرورية في المجال الاقتصادي والثقافي والأمني في البلاد.
وجاءت انتفاضة أهالي مدينة قم المقدسة احتجاجاً على مقال نشره إعلام النظام البهلوي البائد أساء فيه إلى شخصية الإمام الخميني (ره) وشكلت هذه الإنتفاضة نواة الثورة الشعبية التي أطاحت بعد عام واحد من إندلاعها بنظام الشاه.
واستشهد في مثل هذا اليوم عدد كبير من طلبة العلوم الدينية في نقل رسالة إلى الأعداء كانت تؤكد على أن الشعب الإيراني يرفض الخنوع لسطوة المتغطرسين واستمرت تلك الإحتجاجات إلى إنتصار الثورة الإسلامية عام 1979.
ويوم التاسع من كانون الثاني/يناير من العام 1978صفحة مشرقة وملحمة سطرها أهالي مدينة قم ليتحول إلى يوم تاريخي على امتداد تاريخ بلدنا وثورتنا الإسلامية حيث قام أهالي هذه المدينة من النساء والرجال وطلاب العلوم الدينية وغيرهم، بما يقتضيه العصر إنطلاقاً من وعيهم وفطنتهم وشجاعتهم كون هذه المدينة تعتبر قاعدة لنشر أفكار أهل البيت (ع).