الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على محمد وآله الطيبين الطاهرين.
ومن نجوم الصادقين ولامعيهم ومن شعراء اهل البيت المتفانين في محبتهم هو البطل الشجاع والفارس والشاعر المفوه الحسين بن داوود البشنوي الكردي ويكنى بأبي عبدالله والحسين بن داوود البشنوي الكردي هو من شعراء القرن الرابع الهجري وقد سمعنا منذ الطفولة على المنابر والى الآن بيتاً اثرياً يردده الخطباء واصحاب المنابر والبيت هو كما اورده محمد بن علي الجباعي في مجموعته هذا ولكن اذكره مع بقية الابيات:
حبي لآل محمد فرض
وجزاه من عاداهم بغض
فعلائق الايمان اوثقها
الحب في الرحمن والبغض
ان كان هذا الرفض عندكم
في ما ترون فديتي الرفض
قدمتم قوماً برأيكم
ولهاشم الابرار والنقض
هذه الابيات هي للحسين بن داوود البشنوي الكردي، هو من الاكراد المعروفين بالبشنوية وهم اصحاب قلعة الفنك لمنطقة ديار بكر والتي هي جزء من تركية وربما كلمة بشنو منسوبة الى «بشنو» يعني بالفارسية الاستماع فالحسين بن داوود كما ذكر مترجموه وبالخصوص الشيخ الاميني(رض) في كتابه الغدير يعده من شعراء الغدير ويكتب عنه كتابة جميلة ومطولة يقول: كان الحسين بن داوود من امراء الاكراد البشنوية وقد ذكره ابن شهر آشوب في المناقب حينما اورد مقاطع من شعره وعده في معالم العلماء ومن شعراء اهل البيت المجاهدين والمجاهرين في شعره، الجهاد انواع كما يقول الاديب:
وما فاتني نصركم باللسان
اذا فاتني نصركم باليد
مرة الجهاد بالنصرة والجهاد بالقلم مرة بالمال ومرة بالبدن، الجهاد بالقلم كالمؤلفين والكتاب ومرة بالكلمة كالشعر والنثر ومرة بالمال كالانفاق واقامة المناسبات وربما بعض الافراد يحظى بكل هذه الكمالات، والحسين بن داوود بأعتباره زعيم قومه وكبير جماعته فتأثروا به وانتشر فيهم الولاء لاهل البيت حتى قيل فيهم:
البشنوية انصار لدولتكم
وليس في ذا خفاً في العرب والعجم
واورد بن شهر آشوب له بيتين يستشهد بهما على شدة ولاءه لآل الرسالة والبيتين كما ورد ذكرهما ايضاً في معظم الكتب التي ترجمة الحسين بن داوود البشنوي البيت جميلات:
يا صارف النص جهلاً عن ابي حسن
باب المدينة عن ذي الجهل مقفول
مولا الانام علي والوصي معاً
كما تفوه عن ذي العرش جبريل
وذكرت كتب التاريخ ان الحسين بن داوود البشنوي الكردي كان غيوراً على التشيع لآل البيت لدرجة انه كان يستحث الاكراد البشنوية وغيرهم لموآزرته لنشر افكار اهل البيت ويقول المرحوم الاميني «وسيوافيك من شعره ما يظهر منه تضلعه في التشيع وتمحضه في الولاء وانقطاعه الى الائمة الاثني عشر» كما ذكر المرحوم الاميني له هذين البيتين في الامام امير المؤمنين(ع):
خير الوصيين من خير البيوت ومن
خيرالقبائل معصوم من الزلل
اذا نظرت الى وجه الوصي فقد
عبدت ربك في قول وفي عمل
وطبعاً هو ترجم في هذين البيتين ما اورده محب الدين الطبري في الرياض النظرة هذا من كتب الجمهور في الجزء الثالث صفحة 172 قول النبي(ص) انه قال النظر الى وجه علي عبادة، كما رواه الكنجي في كفاية الطالب وغيره، وللحسين بن داوود البشنوي ديوان شعر ولا نعرف هل هو موجود ام غيبته الايدي الاثيمة، لكن السيد الامين في الاعيان والمرحوم الاميني في الغدير ذكرا قسماً لابأس فيه وان كان بسيطاً من شعره:
يا ناصبي بكل جهدك فأجهد
اني علقت بحب آل محمد
الطيبين الطاهرين ذوي الهدى
طابوا وطاب وليهم في المولد
واليتهم وبرئت من اعداءهم
فأقلل ملامك لا ابالك اوزد
فهم امان كالنجوم وانهم
سفن النجاة من الحديث المسند
وقرأت له من الشعر الجميل من ابياته ما يعكس فيه حديث الرسول في الزهراء فاطمة(ع) حينما تطل على الخلائق يوم المحشر حينما يأتي النداء غضوا ابصاركم حتى تجوز فاطمة بنت محمد ففي هذا ينظم المرحوم الحسين بن داوود البشنوي:
وقف الندى في موقف عبرت
فيه البتول عيونكم غضوا
فتغضوا والابصار خاشعة
وعلى بنان الظالم العض
الله اكبر ما اجمل ما ركز عليه ان الظالم يعض على يديه،
تسود حينئذ وجوههم ووجوه
اهل الحق تبيض
كما يقول القرآن يوم تبيض وجوه وتسود وجوه و لا المقصود هو اللون وانما الانتكاس والاكفهرار الذي يبدو على وجوه اعداء الزهراء واعداء اهل البيت والجمال والبشرى والرفعة التي تبدو على وجوه محبي آل الرسالة، حضر الحسين بن داوود البشنوي الكردي مجلساً علمياً وجرى فيه الحديث عن الامام الصادق(ع) وعن مكانته العلمية فنظم ارتجال في تلك اللحظة كأنه يعرف الامام الصادق:
سليل ائمة سلكوا كراماً
على مناهج جدهم الرسول
اذا ما مشكل اعيا علينا
اتونا بالبيان وبالدليل
وما تبقى من الوقت في هذا البرنامج اذكر هذه الملاحظة ان الحسين بن داوود يعده المرحوم الاميني كما ذكرت من شعراء الغدير في القرن الرابع وذكر له قطعة شعرية رائعة بمناسبة الغدير والقصيدة طويلة ما يسمح به الوقت اقرأ:
وقد شهدوا يوم الغدير واسمعوا
مقال رسول الله من غير كتمان
وشال بعضديه وقال وقد
صغى الى القول القاصي والدان
علي اخي لافرق بيني وبينه
كهرون من موسي الكليم بن عمران
فيارب فمن والا علياً فواليه
وعادي الذي عاداه واغضب على الشان
توفي المرحوم الحسين بن داوود البشنوي الكردي عام 380 هـ ولم نعثر على تاريخ وفاته غير ان وفاته كانت بهذه السنة كما لم يذكر مترجموه مكان دفنه وكيفية وفاته لكن نحن وآثار وما ترك من فكر خالد. نسأل الله له الرحمة والرضوان ومزيد الثواب والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
*******