الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على محمد وآله الطيبين الطاهرين.
ومن الصادقين ومن الجنود في مدرسة اهل البيت العالم المقدس المعظم الشيخ خضر شلال تغمده الله برحمته، كان عالماً عابداً وذكره الشيخ حرز الدين في كتابه معارف الرجال قال انه ممن يستسقى به الغمام اذا منعت السماء قطرها، في اوائل التسعينات يعني بالامس القريب فتحت بلدية النجف الاشرف شارعاً وهدم الكثير من مقابر العلماء الاعاظم ولعل الغرض الخاص من فتح هذا الشارع هو القضاء على هذه الآثار ومعنوياتها وتأثيرها على سلوك المجتمع من جملة هذه القبور الذي هدم قبر الشيخ خضر شلال فعثر على الجسد سالماً على حالته رغم مرور اكثر من مئة وخمسين سنة على وفاته، وهنا تجدد ذكره عند الناس فشيعه الناس تشييعاً مهيباً واشترك فيه كل اهالي النجف وتنازعت العشاير في ان تحظى بدفنه في مقابرها وتنافست في الانتماء اليه، وفاته عام 1255 ودفن في النجف آنذاك في منطقة العمارة رأس زقاق السلام وكنت انا الحقير السيد حسن الكشميري الاحظ منذ طفولتي يقرؤون الفاتحة ويسرجون على قبره الشموع وكان البعض من ذوي الحاجات ينذر له قراءة القرآن ولعل منشأ ذلك هذه الكرامات التي تروى عنه، اذن فمن هو الشيخ خضر شلال، في الواقع هو من تلاميذ السيد بحر العلوم اعلى الله مقامه وكان من الصفوة الذين اصطحبوه في اسفاره، في زمانه تردد الناس في الرجوع في امر التقليد بين المرحوم صاحب الجواهر وهو المرحوم الشيخ محمد حسن وبين الشيخ علي ابن الشيخ جعفر كاشف الغطاء اعلى الله مقامهما وكانا على درجة واحدة من العلم والمعرفة فجعلوا - الناس المتدينون- الشيخ خضر شلال حكماً وذاك اليوم كانت مسألة التقليد والاعلمية وترشيح الاعلم يسير سيراً مستقلاً وطبيعياً لا علاقة له بحكومات وامزجة وشبكات وغير ذلك لذلك الناس كانوا يستشيرون هؤلاء الافراد من قبيل الشيخ خضر شلال جعلوه حكماً فرجح تقليد الشيخ علي ابن الشيخ جعفر كاشف الغطاء، الشيخ خضر شلال هو اضافة الى انه تلميذ ولصيق بالسيد بحر العلوم هو احد تلاميذ الشيخ جعفر الجناجي او كاشف الغطاء صاحب كتاب كشف الغطاء والذي يعرف بأستاذ الفقهاء والمجتهدين، وعن الشيخ خضر شلال يقول المرحوم اغا بزرك الطهراني في معرض ترجمته الشيخ خضر شلال من اعاظم علماء الشيعة في القرن الثالث عشر الهجري ومشاهيرهم بالبراعة في فقه آل محمد وكان من اتقى اهل عصره وابرزهم في الزهد والصلاح والانقطاع الى الله وسلامة الباطن وانه كان مثلاً اعلى في التدين حتى انه يضرب به المثل في ذلك وتنسب اليه الكرامات والمقامات التي تدل على مكانة قدسية، الشيخ خضر شلال من اهالي مدينة عقك، هاجر الى النجف وتعلم الاوليات والمقدمات واتقن الاوليات من العلوم وتتلمذ على يد السيد مهدي بحر العلوم والشيخ جعفر كاشف الغطاء ونال منهما اجازتين مشهورتين، هنا اذكر قصة طريفة لهذا العالم الجليل، يذكر العالم الكبير الشيخ الشريعة الاصفهاني قال كنت في ايام دراستي ضعيف الحال واعاني ضيق المادة لا اتمكن من اقتناء الكتب وشراءها وكنت اذا احتجت الى كتاب ما اذهب الى استاذنا الاكبر الشيخ محمد حسين الكاظمي صاحب البغية فأستعيره منه فأتفق مرة ان احتجت الى كتاب وكان الوقت بعد الظهر وفي ايام الصيف غالباً العلماء ينامون قليلاً، يقول فقصدت منزل الشيخ الكاظمي كالعادة وفي الطريق صار مروري على قبر الشيخ خضر شلال رحمه الله فتوقفت عند القبر وقرأت له الفاتحة ثم بدا في نظري ان الوقت غير مناسب الآن للذهاب الى الشيخ الكاظمي كونه وقت نومه، تحيرت فقررت ان ابقى عند قبر الشيخ خضر شلال لفترة ثم اذهب الى الشيخ الكاظمي حتى يستوفي نومه وهنا اخذت القرآن وقلت في نفسي بأني اقرأ سورة ياسين بثواب المرحوم الشيخ خضر شلال الى ان ينقضي بعض الوقت وان لا اكون مزعج للشيخ الكاظمي وبعد انتهائي من قراءة السورة جئت الى بيت الشيخ الكاظمي، طرقت الباب عدة مرات فلم يجبني احد فرجعت قلت الشيخ مازال نائماً رجعت عدة اقدام ثم تبدل رأيي قلت اطرق الباب مرة اخرى، رجعت وطرقتها مرة اخرى واذا بالشيخ الكاظمي خلف الباب، فتح الباب لي واذا بيده الكتاب الذي انا جئت لا ستعيره منه وهو يبتسم ثم قال تفضل هذا الكتاب، يقول شيخ الشريعة ذهلت وانبهرت، قلت له ما الذي حدث وكيف علمت اني خلف الباب تعلم الغيب انت وليس غيري حتى انك فتحت الباب والكتاب بيدك، كيف علمت اني جئت لا طلب هذا الكتاب بالذات وهو امر في نفسي لا يعلمه احد الا الله فتبسم الشيخ الكاظمي وقال انا نائم بعد الظهر كحالتي قبل لحظات من ان تطرق الباب رأيت في النوم الشيخ خضر شلال يخاطبني يقول سيأتيك شيخ الشريعة الآن ليستعير منك الكتاب الفلاني فقم وهيأه له، يقول استيقظت وذهبت الى المكتبة وابحث عن هذا الكتاب وحينما طرقت انت الباب اول مرة انا كنت ابحث عن الكتاب وما ان حصلت عليه ورجعت واذا بك تطرق الباب ثانية وهنا يقول الشيخ الشريعة هكذا انا جئت وترددت وقلت اقرأ سورة ياسين بثواب المرحوم الشيخ خضر شلال، هذه الحادثة حدثت بعد وفاة المرحوم الشيخ خضر شلال بأكثر من ستين عاماً حتى نعرف ايها الاخوة اننا نعيش جواً مادياً كما نحن الآن نرى طفلين في السبع او ثماني سنين يتعاركون على كرة، ونحن نهزأ بهم ونسخر منهم كذلك هناك جو فوق مستوانا وهو عالم الغيب يسخر منا والا كيف حدث الارتباط، كل هذا يدعونا الى اننا يجب ان نتأكد ونعتقد ونفهم اننا مرصودين الله سبحانه وتعالى يرانا والشيخ خضر شلال قالوا في ترجمته انه اشتهر بعد وفاته ان من تعسر عليه امر يقصد قبره وينذر له شيئاً من قراءة القرآن سرعان ما تنقضي حاجته ويسهل امره وللمرحوم الشيخ خضر شلال آثار مهمة من حيث التأليفات منها التحفة الغروية في شرح اللمعة الدمشقية في عدة اجزاء وكتاب يعرف بكتاب الزيارات وسائر الاحراز والادعية واسمه ابواب الجنان وبشائر الرضوان ويسمى بمزار الشيخ خضر واعود لأؤكد انني الى الثمانينات وحين مغادرتي النجف الاشرف كان قبره يقصد من ذوي الحوائج والكربات وتقضى حوائجهم، أسأل الله له الرحمة والرضوان وان يعلي الله من شأنه دنيا وآخرة والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
*******