وطلب المندوب الإيراني الدائم في جنيف، علي بحريني، في رسالة إلى مفوض الأمم المتحدة السامي لحقوق الإنسان، متابعة ملف اغتيال القائد سليماني.
وفي هذه الرسالة، اعتبر بحريني الاغتيال الجبان للقائد سليماني الذي كان يقوم بزيارة رسمية لدولة ثالثة (العراق)، ليس فقط انتهاكًا للقانون الدولي وميثاق الأمم المتحدة، ولكن أيضاً انتهاكاً صارخاً لحقوق الإنسان، والذي تم تنفيذه من قبل الحكومة الأميركية بالتواطؤ مع عدد من الدول الأخرى في 3 يناير عام 2020.
وطالب مندوب إيران الدائم لدى الأمم المتحدة في جنيف، في الذكرى الثالثة لاستشهاد القائد قاسم سليماني، في رسالة وجهها إلى المفوض السامي للأمم المتحدة لحقوق الإنسان فولكر تورك، بمتابعة ملف الاغتيال الدنيء للشهيد سليماني ورفاقه من قبل اميركا وشركائها، بما في ذلك ألمانيا، الذين لعبوا دورًا في هذا العمل الإجرامي من خلال توفير قاعدة عسكرية لهجوم بطائرة بدون طيار على السيارة التي تقل القائد سليماني ورفاقه.
وأشار بحريني في هذه الرسالة إلى تقرير أغنيس كالامارد، مقررة الأمم المتحدة السابقة المعنية بالاغتيالات التعسفية خارج نطاق القضاء، والتي ذكرت في تقريرها إلى الدورة 44 لمجلس حقوق الإنسان أن الإجراء الأمريكي لاغتيال الفريق سليماني كان تعسفياً ومناقضاً للقوانين الدولية وميثاق منظمة الأمم المتحدة، وطلب من المفوض السامي لحقوق الإنسان استخدام كل أداة تحت تصرفه لمنع الإفلات من العقاب على هذه الجريمة.
وشدد السفير الإيراني في هذه الرسالة، في إشارة إلى إحياء ذكرى استشهاد القائد سليماني في إيران ودول منطقة غرب آسيا، على أن اغتيال القائد سليماني، كمدافع حقيقي عن حقوق الإنسان ومعارض للاحتلال وارهاب داعش، يعد عملا وحشيا وتعسفيا وظالما وغير قانوني. وكان هذا الفعل جريمة دولية وعملاً غير قانوني يهدد السلم والأمن الدوليين، ومن واجب الآليات الدولية، وخاصة آليات حقوق الإنسان، التعامل معها.
كما ذكر بحريني في هذه الرسالة أن إهمال الحكومة الأمريكية والمسؤولية الشخصية عن هذه الجريمة من جانب المتورطين في هذا الاغتيال واضحان.
وفي هذه الرسالة، أكد السفير بحريني أن شعب إيران والعديد من دول منطقة غرب آسيا يعتبرون القائد سليماني الجندي الرمز الذي حرر المنطقة من شر داعش بتضحياته ولن يتوقفوا أبدًا عن متابعة تنفيذ العدالة بحق مرتكبي هذه الجريمة.
وأكد أن جمهورية إيران الإسلامية عازمة على تطبيق العدالة في هذا الصدد، وأن النظام القضائي الإيراني يتابع الإجراءات اللازمة للتحقيق في هذه الجريمة الكبرى وملاحقة مرتكبيها.
وصرح بحريني بان المتوقع من آليات حقوق الإنسان والمؤسسات الدولية ذات الصلة ان تقوم بمسؤولياتها في هذا الصدد.
واعتبر صمت المؤسسات الدولية وعدم اكتراثها بهذا العمل الإجرامي الدولي سببًا للمزيد من تجرؤ الجناة في تكرار مثل هذه الجرائم على المستوى الدولي، وهو ما ينبغي منعه.
يذكر ان الفريق الشهيد الحاج قاسم سليماني قائد قوة القدس التابعة للحرس الثوري، وأبو مهدي المهندس نائب رئيس هيئة الحشد الشعبي العراقي ورفاقهما استشهدوا حينما كانوا في طريق خروجهم بمركبتين من مطار بغداد فجر الجمعة 3 كانون الثاني عام 2020، في هجوم إرهابي نفذته القوات الأميركية بإطلاق صواريخ من طائرات مسيرة وبأمر من الرئيس الأميركي السابق "دونالد ترامب".
وكانت أغنيس كالامارد، مقررة الأمم المتحدة السابقة المعنية بجرائم القتل التعسفي وخارج نطاق القانون، قد ذكرت أن أميركا فشلت في تقديم وثائق وأدلة قوية حول ضرورة مهاجمة القافلة التي تقل الجنرال سليماني، في خطابها في الاجتماع الرابع والأربعين لمجلس حقوق الانسان في تموز عام 2020 وقالت، إن اغتيال قائد قوة القدس عمل تعسفي غير قانوني وانتهاك لحقوق الإنسان. وقدمت هذا التقييم في تقرير خطي إلى مجلس حقوق الإنسان.