موضوع البرنامج:
أبيات السيد سليمان الحلي والثقة بالرعاية المهدوية
معنى كون المهدي(ع) هو "رباني آيات الله"
الغيبة في سيرتي ادريس والمهدي (عليهما السلام)
حوار مع الشيخ علي الكوراني حول حديث الثقلين وإمامة المهدي
وقفة عند علامات الظهور في فتن ابن حماد
حسين السامرائي ووصية المهدي(ع)
************
زعم الزمان علي ابواب الشدائد منه ترتج
كذب الزمان بزعمه من غمه لم الق فحرج
فالقائم المهدي عني كل ضيق فيه يفرج
يا بن النبي ومن به صبح الهداية قد تبلج
فلأنت تعلم انني لك من جميع الناس احوج
ولدي ما باتت ضلوعي منه فوق الجمر تشرج
وتناهبت قلبي ضباه فعاد في دمه مضرج
فعلي ان تعطف فكيف الكرب عني لا يفرج
*******
السلام عليكم مستمعينا الافاضل ورحمة الله وبركاته. وقد افتتحناها بأبيات جميلة للشاعر الولائي سليمان بن داود الحلي (رضوان الله عليه) يعبر فيها عن ثقة المؤمن بثمار وبركات التوسل الى الله عزوجل بوليه المهدي (ارواحنا فداه)، ولا يخفى ان هذه الثقة هي دورها ثمرة اليقين والمعرفة بمقامات امام العصر وبقية الله في ارضه (سلام الله عليه).
وما نسعى له - ايها الاخوة والاخوات- من خلال هذا البرنامج هو الحصول على المعرفة الشرعية السليمة بامام زماننا فهذه المعرفة هي التي تنجي من ميتة الجاهلية كما نصت على ذلك الاحاديث الشريفة المروية من طريق الفريقين. واضافة لذلك نسعى من خلال مختلف فقرات البرنامج الى تعميق وترسيخ هذه المعرفة في القلوب بمختلف الوسائل التي تهدي اليها النصوص الشريفة، مثل زيارته والتشوق اليه والدعاء له ومعرفة وصاياه والطافه التي تشمل الفائزين بلقائه وغيرهم.
وفي هذه الحلقة ستكون لنا وقفة مع دلالات لقب رباني آيات الله من القابه ارواحنا فداه.
كما سنتعرف على اوجه الشبه والتمايز بينه وبين نبي الله ادريس عليهما السلام وبعد ذلك سيجيب ضيف البرنامج على بعض ما ورد من اسئلتكم للبرنامج يلي ذلك وقفه اخرى مع احد اقدم كتب المستقلة عند اهل السنة عن المهدي وروايته للعلامات الحتمية لظهور المهدي.
ونختم اللقاء برواية الشيخ حسين السامرائي لأحدى وصايا مولانا الصاحب للمؤمنين وهو يسمع صوته في سرداب الغيبة.
نرحب بتواصلكم مع برنامجكم هذا مستمعينا الافاضل عبر عناوين الاذاعة وبريدها الالكترني وموقعها على شبكة الانترنت، وعنوانها البريدي هو [email protected] اما عنوانها الالكتروني فهو وعنوان موقعها على شبكة الانترنت هو: www.Arabic-irib.ir.
*******
القاب الشمس
نتابع في هذه الحلقة ايها الاخوة والاخوات الحديث عن لقب «رباني آيات الله» وهو من الالقاب التي اختصت زيارة آل ياسين الشريفة بأطلاقها على امام زماننا المهدي ارواحنا فداه وقد عرفنا في الحلقة السابقة استناداً لما ورد في كتب اللغة، ان هذا اللقب يعني ان الامام المهدي (عجل الله فرجه) هو الذي عنده علم الرب تبارك وتعالى ويقوم بايصاله الى الخلق وتربيتهم عليه وفق ارادته عزوجل مراعياً التدرج والرفق واختلاف استعداداتهم.
وعندما نلاحظ نسبة الرباني الى «آيات الله» عموماً، ونتذكر ان الآية تعني كل ما يدل على الله ويهدي اليه عزوجل، يتضح لدينا ان مولانا المهدي (عليه السلام) يقوم بمهمة تعليم وتربية المستعدين لمقام يصبحوا فيه آيات تهدي الى الله عزوجل وقربه بأقوالهم وأفعالهم وهم من مختلف شرائح المجتمع هذا بالنسبة للاشخاص، كما انه (عليه السلام) يدبر شؤون الآيات التكوينية الهادية الى الله عزوجل وهي التي يصطلح عليها بآيات الآفاق مقابل آيات الانفس، فينميها ويسيرها بأتجاه الهداية الى الله عزوجل.
ولا يخفى ان الامام (عليه السلام) امر بتلاوة زيارة آل ياسين والتوجه الى الله عزوجل به (عليه السلام) في جميع الاوقات ومنها كما هو واضح عصر الغيبة، وبناءً على هذا يتضح انه (عجل الله فرجه) يقوم بمهمة «رباني آيات الله» في عصر الغيبة ايضاً ولكن بأساليب تتناسب مع ستار الغيبة.
وفي الواقع فإن قيامه (سلام الله عليه) بهذه المهمة في غيبته هو جزء من قيامه بهمة التمهيد لظهوره المبارك من خلال توفير الاوضاع اللازمة له مثل توفر العدد اللازم من الانصار المخلصين وهم اوضح مصاديقه آيات الله.
*******
المهدي وسنن الانبياء
ثمة شبه اساسي مهم بين مولانا المهدي ونبي الله ادريس عليهما السلام يتمثل في الغيبة التي حصلت لكل منهما فقد جاء في قصة ادريس انه (عليه السلام) غاب عن قومه لما هم جبارهم الحاكم بقتله بسبب اعتراضه (عليه السلام) على جناية ارتكبها الحاكم الجبار سلب فيها ضيعة احد المؤمنين وقتله، كما ورد في حديث الامام الباقر (عليه السلام).
وهذه السنة جرت في مولانا المهدي فقد كان جبابرة بني العباس يخططون قبل ولادته لقتله فأحبط الله مكرهم وحفظه في ستار الغيبة.
كما ورد في قصص الانبياء ان ادريس طالت غيبته حتى وقع المؤمنون في العسر والضيق والشدة، وقد ورد في كثير من الاحاديث الشريفة ان غيبة مولانا المهدي تطول حتى تشتد المحن والبلاء بشيعته.
كما ورد في قصة نبي الله ادريس ان قومه لما اشتدت بهم الاحوال وضاقت بهم الارض بسبب ظلم جبار زمانهم اجمعوا امرهم على التوبة الى الله عزوجل، فكانت هذه التوبة سبباً لان يفرج الله عنهم ويظهر نبيه المغيب عنهم ادريس (عليه السلام) فكشف عنهم بعض البؤس والشدة ووعدهم بان يأتيهم الفرج كاملاً على يد القائم من ولده وهو نبي الله نوح عليهما السلام فظلت اجيالهم تنتظر ظهور نوح بعد ان رفع الله نبيه ادريس (عليه السلام).
اما بالنسبة لمولانا المهدي ارواحنا فداه فالمستفاد من الاحاديث الشريفة انه لوتاب الناس وصدقوا في نصرتهم له واجمعوا امرهم على ذلك لما تأخر ظهوره عنهم لحظة.
بقي ان نشير هنا الى وجه التمايز الاساسي بينهما عليهما السلام وهو ان الفرج لم يكتمل للمؤمنين بظهور ادريس، فقد بشر بنوح كما تقدم، اما ظهور مولانا المهدي فانه يكون مقترنا بالفرج العامل فهو خاتم الاوصياء، (عجل الله فرجه) وجعلنا واياكم من خيار انصاره.
*******
أما الآن نتابع تقديم برنامج شمس خلف السحاب بهذا الاتصال الهاتفي مع سماحة الشيخ علي الكوراني اهلاً ومرحباً بكم:
المحاور: سماحة الشيخ اهلاً بكم ومرحبا.
الشيخ علي الكوراني: اهلاً بكم ايها الاعزاء.
المحاور: سماحة الشيخ الاخ فراس غازي العنبكي كان قد ارسل مجموعة من الاسئلة بقي منها هذا السؤال يقول كيف يثبت حديث الثقلين ان الامام المهدي (عجل الله تعالى فرجه الشريف) مولود وكيف تثبت هذه المقولة من خلال حديث لا تخلو الارض من حجة حيث ان هذا الحديث يثبت عند الكثيرين تفضلوا؟
الشيخ علي الكوراني: حديث الثقلين فيه نص رواه مثلاً ابو داوود رواه ايضاً احمد بن حنبثي رواه وصححوه يقول اني تارك فيكم الثقلين او خليفتين او تعابير مختلفة ما ان تمسكتم بهما لن تضلو بعدي ابداً. كتاب الله وعترتي ولقد نبأني اللطيف الخبير أنهما لن يفترقا حتى يلدا علي الخط. هنا الكلام نبأني العليم الخبير ان قرآن باقي في هذه الأمة وعترتي باقية في هذه الامة الذي ارجع لهم مع القرآن وجعلهم اهل القرآن معصومين ميصير عترتي يعني ذريتي عن بني الهاشم يعني العوام الفجار والفساق من بني هاشم اذن عترتي واهل بيتي مصطلح نبوي يخص فيهم هؤلاء لما يخبرنا انه الله قال له ان باستمرار مع القرآن في معصوم من ذريتك ياخذون القرآن وسنتك منهم معنى انه موجود لا يخلو منه احد عافانا منها طيب من هو؟ لمن العترة ما ينطبق الا على ما اخبرنا به النبي (صلوات الله عليه) انه التاسع من ذرية الحسين انه له غيبة يغيب انه يعود اذن الائمة مثل عترك يستورد هذا الزمن الى يوم القيامة لابد في تمديد لاحدها مع أنه هو يحددهم بالكساء وبالاسماء وقال علي وفاطمة والحسن والحسين وتسعة من ذرية الحسين آخرهم المهدي وقال انه لايفترقا اذن معناه في واحد منهم مد الله في عمره.
المحاور: يعني باعتبار ان الواقع التاريخي يثبت ان البقية لم يمد في اعماله.
الشيخ علي الكوراني: يعني نهم كلهم توفوا وذاك اذن الحل لاحل لا يمكن تصحيح الحديث النبوي الا يأن الثاني عشر موجود ومد الله في عمره.
المحاور: خاصة سماحة الشيخ اذا ضم اليه أحاديث الائمة الاثني عشر والخلفاء اذن مروية في الصحاف الستة.
الشيخ علي الكوراني: كذلك لما جعلهم الله في هذه الامة اذا ما يستوعبون كل العصور لماذا يرد الاشكال.
المحاور: باعتبار انه نهاية الحديث ذيل الحديث ورد في اكثر من رواية انه بعدهم تكون القيامة والهرج والمرج. يعني تعبير القيامة وارد بهذا المعنى؟
الشيخ علي الكوراني: ما عندنا بعدهم القيامة، هذا مصادر السنية اهل البيت عندهم رؤيا اخرى لما بعد المهدي قد تمتد ويحكمها المعصومون (سلام الله عليه). انه النبي (سلام الله عليه) يريد يأكد ان اهل البيت كلهم موجودين الى يوم القيامة نبأني اللطيف الخبير، خبرني ربي موجودين فالموجودين من هو؟ ما ممكن ان يكون موجود في عصر يرجع اليه النبي (صلى الله عليه وآله) الا الذي اخبر ان مد الله في عمره.
المحاور: الارتباط هنا سماحة الشيخ يكون مع حديث لاتخلو الارض من الحجة الذي سأل عنه الاخ العنبكي.
الشيخ علي الكوراني: نعم هذا بكل تأكيد لكن لا تخلو الارض من حجة بعنوانه هذا اعم صفات الحجة وغيره هذاك يقول اهل بيني والله اخبرني ودائماً موجود منهم واحد هو قال اهل بيتي هؤلاء ادار عليهم الكساء وتسعة من ذرية الحسين (عليه السلام) وربت على كتف الحسين وقال له المهدي من ذريتك واتكلم عنه.
المحاور: سماحة الشيخ الكوراني شكراً جزيلاً ان شاء الله الاسئلة الاخرى في لقاءات اخرى ولكم جزيل الشكر. مستمعينا الافاضل الى ما تبقى من فقرات البرنامج.
*******
حركة التأليف عن المهدي
لنا في هذه الحلقة مستمعينا الاكارم وقفة اخرى مع كتاب الفتن للحافظ نعيم بن حماد من كبار محدثي اهل السنة ومن مشائخ البخاري وموثقي احمد بن حنبل. فمما يلاحظ في هذا الكتاب الذي تم تأليفه في اوائل القرن الهجري الثالث ان مؤلفه نعيم المتوفى سنة ۲۲۸ للهجرة قد روى فيه عن النبي الاكرم )صلى الله عليه وآله) اكثر العلامات الحتمية لظهور المهدي الموعود (عجل الله فرجه) التي رويت في المجاميع المعتبرة عند الامامية عن ائمة اهل البيت (عليهم السلام) مثل خروج السفياني واليماني والخراساني قبيل ظهور المهدي ارواحنا فداه والصيحة السماوية او النداء السماوي قبل ظهوره وكذلك قتل النفس الزكية والخسف بالجيش السفياني بالبيداء وغيرها.
فعن النداء السماوي مثلاً روى نعيم بسنده عند رسول الله (صلى الله عليه وآله) قال: يكون في رمضان صوت وفي شوال مهمة (وفي رواية: معمعة) وفي ذي القعدة تتحارب القبائل وفي ذي الحجة ينتهب الحاج، وفي المحرم ينادي مناد من السماء:
الا ان صفوة الله من خلقه فلان (يعني المهدي) فاسمعوا له واطيعوا وعن خروج السفياني والخراساني روى نعيم عند رسول الله (صلى الله عليه وآله) انه قال: «تخرج من المشرق رايات سود لبني العباس ثم يمكثون ما شاء الله، ثم تخرج رايات سود صغار تقاتل رجلاً من ولد ابي سفيان واصحابه من قبل المشرق ويؤدون الطاعة للمهدي».
كما روى احاديث اخرى بشان العلامات الاخرى لظهور المهدي (عليه السلام) الامر الذي يعني ان كثيراً مما روي عنه ائمة اهل البيت (عليهم السلام) بشأن علامات المهدي قد بينه رسول الله (صلى الله عليه وآله) للمسلمين ولكن الدوافع السياسية حالت دون السماح بانتشاره وتناقل رواياته بحرية.
*******
الفائزون بلقاء الشمس
مستمعينا الافاضل، كثرت في وصايا مولانا المهدي (عجل الله فرجه) لمواليه بأن يكثروا باستمرار من الدعاء له (عليه السلام) بالفرج، وقد ورد في التوقيع المروي عنه (عليه السلام) بيان لاحدى الثمار المهمة للاكثار من الدعاء له بالفرج وهي الثمرة المشار اليها في قوله ارواحنا فداه: «واكثروا من الدعاء بالفرج فان في ذلك فرجكم».
اي ان الاكثار من الدعاء للامام بالفرج يثمر تحقق الفرج الذاتي للمؤمن وهو المشار اليه في حديث الامام الصادق (عليه السلام) لابي بصير: «من عرف هذا الامر يعني امر آل محمد عليه و(عليهم السلام) فقد فرج عنه».
والفرج الذاتي هو تحقق الارتباط الوجداني بالامام (عليه السلام) بما يجعل المؤمن حاملاً لهمه ورسالته الاصلاحية وبالتالي من انصاره، وهذا يعني أن الفرج الذاتي هو في الواقع مقدمة وتمهيد لحصول الفرج الاكبر، ولعل هذا هو سر ترادف وصاياه (عليه السلام) لمواليه بالاكثار من الدعاء بالفرج نظير ما قاله للشيخ التقي حسين السامرائي عندما فاز بلقائه.
وقد روى هذه الحاديثه آية الله الشيخ احمد سيبويه كما ورد في كتاب عشاق المهدي في جزئه الاول عند الشيخ السامرائي قال:
ذهبت عصر جمعة من ايام اقامتي في سامراء الى محراب السرداب المبارك فلم ار احداً هناك وقد شعرت بحالة نادرة من الاقبال والتوجه الى الله عزوجل والتوسل بمولاي امام العصر صلوات الله عليه، وفي تلك الحالة سمعت هاتفاً يهتف بي من خلفي:
قولوا لشيعتنا وموالينا ان يقسموا على الله بحق عمتي زينب ان يعجل لي الفرج.
احباءنا تحتم هذا اللقاء بأن نرفع ايدينا معاً بالدعاء: اللهم انا نسألك بحق العقيلة زينب ان تصلي على محمد وآل محمد وان تعجل فرج مولانا المهدي وتجعلنا من خيار انصاره انك سميع مجيب. والسلام عليكم احباءنا ورحمة الله وبركاته.
*******