موضوع البرنامج:
استكمال وتعريف لقب ولي امر الله
الامور العبادية التي تؤدي الى الفوز بلقاء الامام(عج)
قال رسول الله صلى الله عليه وآله: (والذي بعثني بالنبوة انهم ليستضيئون بنوره وينتفعون بولايته كالانتفاع بالشمس إن سترها سحاب).
المذيع: بسم الله الرحمن الرحيم. الحمد لله الذي بيده الامر كله، الحي القيوم والصلاة والسلام على ولاة امره محمد وآله الطاهرين صلوات الله عليهم اجمعين. اللهم فصل على خاتمهم وقائمهم المنتهى اليه مواريث الانبياء وآثار الاصفياء المؤتمن على السر والولي للامر خليفتك في بلادك والداعي الى سبيلك والفائز بأمرك وعينك في ارضك المنتظر لاذنك. اللهم صل عليه وقرب بعده وأنجز وعده واكشف عن بأسه حجاب الغيبة وفرج عنّا به فرجاً عاجلاً قريباً وعجل فرجه وسهل مخرجه وأوسع منهجه وعجل لنا ظهوره، أنهم يرونه بعيداً ونراه قريبا برحمتك يا ارحم الراحمين.
السلام عليكم مستمعينا الافاضل ورحمة الله وبركاته واهلاً بكم ومرحباً في الحلقة التاسعة والستين بعد الثلاثمائة من حلقات هذا البرنامج نستكمل فيها اولاً الحديث عن دلالات لقب ولي امر الله من القاب مولانا الحجة المهدي صلوات الله عليه، وقد اتضح من الرجوع الى النصوص الشريفة قرآناً وسنة في الحلقة السابقة أن هذا اللقب يشير الى حقيقة كونه عليه السلام هو المتولي من قبل الله عزوجل وباذنه وطبقاً لسنته سبحانه وتعالى باجراء الامور على وفق نظام الاسباب، المتولي لمهمة تنفيذ الخطة السنوية لتدبير شؤون عباده التي ينزلها عزوجل عليه ارواحنا فداه بواسطة الملائكة والروح في ليلة القدر من كل عام وفيها يفرق كل امر حكيم امراً من عنده عزوجل والذي خلق فسوى وقدر فهدى.
وهذه السنوية هي من امر الله او أمراً من عندنا حسب نص الآية الخامسة من سورة الدخان المباركة التي جاءت ضمن مجموعة من الآيات المتحدثة عن ليلة القدر. ومثلما أن لله عزوجل اصل الخلق فان له ايضاً الامر بجميع مصاديقه ومراتبه ومنها بما يعنيه من تدبير شؤون خلقه وتقدير سبل ايصاله من الغاية من خلقهم وهدايتهم اليها. وولي الامر هو من السبل التي قدرها الله لتحقق هذه الهداية بل هو رئيس جند الله عزوجل في تدبير شؤون خلقه.
وحيث ان ثمة خطة سنوية تتنزل في ليلة القدر على ولي امر الله ارواحنا فداه تشتمل على تقديرات الآجال والارزاق ووفد الحاج وغيرها من شؤون العباد كما ورد في الاحاديث الشريفة، فان من الممكن ان تشتمل هذه التقديرات مامن شأنه التعجيل بفرج مولانا المهدي وظهوره عجل الله فرجه وكذلك ترتيب تهيئة عوامل ظهوره بفضل الله ومساندته عزوجل وتقدير تحقق علامات ظهوره. ونلاحظ هنا ان اهم العلامات الحتمية لظهوره عليه السلام انما تقع حسبما تنص عليه الاحاديث الشريفة في السنة الاخيرة التي تسبق ظهوره عجل الله فرجه كخروج اليمني والسفياني والخراساني الذي يكون في شهر رجب الذي يسبق ظهوره عليه السلام في شهر محرم الحرام أي قبل ستة اشهر من ظهوره ووقوع الصيحة او النداء السماوي في شهر رمضان قبل ثلاثة شهور ونصف من ظهوره وقتل النفس الزكية قبل اسبوعين من ظهوره في مكة والخسف بجيش السفياني في البيداء قرب مكةقبل ظهوره بفترة وجيزه.
وعلى أي حال فأن لادراك هذه الحقيقة ثمرة مهمة هي منع اليأس من قرب ظهوره عليه السلام من ان يتغلغل الى قلوب المؤمنين وعموم العباد فيعلمون بان بيد الله جلت قدرته الامر كله وهو غالب علىامره وانه يمحو ما يشاء ويثبت، وعنده ام الكتاب وانه في الوقت نفسه مجيب الدعاء الذي يرد القضاء وقد ابرم ابراما ولذلك فأن للدعاء الصادق بما يعنيه من الانقطاع الى الله عزوجل تأثيراً مباشراً في تعجيل فرج مولانا المهدي عجل الله تعالى فرجه وتقريب موعده وان كان بعيداً في التقدير الاولى. وهذا ما ينبه له بوضوح دعاء العهد المبارك في خاتمته حيث يقول الداعي (وعجل لنا ظهوره انهم يرونه بعيداً ونراه قريبا برحمتك يا ارحم الراحمين(.
وعلى ضوء ما تقدم يتضح ان الله عزوجل قد هيأ بتدبيره الحكيم ما من شأنه ان يجعل لأعمال المؤمنين في الاجتهاد في سعيهم للتأهل لظهور مولاهم المنقذ الاكبر عجل الله فرجه وكذلك لاخلاصهم في الانقطاع الى الله عزوجل والدعاء منه بتعجيل ولي امره ان يجعل لكل ذلك تأثيراً في تقريب موعد ظهوره وهذا التدبير الالهي الحكيم يتمثل في تقديرات هذه الخطة السنوية المفتوحة لاحداث تقديرات جديدة يمحو الله فيها ما يشاء ويثبت ما يشاء ويتمثل كذلك في وجود ولي امر الله المجهز بالقدرة على تلقي هذه الخطة السنوية وبالقدرة على تنفيذها وتذليل العقبات بالارادة التكوينيه اذا اخلصت قلوب المؤمنين في الانقطاع اليه. وعليه نلاحظ في الادعية ونصوص الزيارات المروية عن اهل بيت العصمة سلام الله عليهم كثرة التأكيد على الدعاء بتعجيل فرج الامام عليه السلام وفي ذلك اشارة الى شدة اهميته.
وعلى اساس هذه الحقيقة يقوم واجب انتظار ظهور الامام المهدي وتوقعه في كل حين وحرمة اليأس من ظهوره في مدة معينة كما بين ذلك آية الله الفقيه السيد محمد تقي الاصفهاني في كتابه القيم (مكيال المكارم في فوائد الدعاء للقائم) والذي الفه بأمر الامام المهدي ارواحنا فداه كما صرح في مقدمته. فقد عقد السيد الاصفهاني فصلاً طويلاً للاستدلال على وجوب انتظار الامام وتوقع ظهوره عرض فيه لعدد كبير من الادلة الروائية الآمرة بذلك وقد قسمه في بحثه الاستدلالي على ثلاثة اقسام رضوان الله عليه. جاء فيه القسم الاول، اليأس من اصل ظهور القائم بالكلية ولا شبهة في حرمة ذلك اتفاقا. القسم الثاني، اليأس من ظهور القائم عليه السلام في مدة معينة بحسب الحدسيات والوهميات بأن يقال مثلاً ان القائم صلوات الله عليه لايظهر الى خمسين سنة ولازم ذلك عدم الانتظار في تلك المدة والظاهر من ملاحظة الاحاديث الآمرة بالانتظار في كل صباح ومساء حرمة هذا القسم من اليأس لظهور الامر في الوجوب وترك الواجب محرم قطعا.
ثم استعرض رضوان الله عليه مجموعةً من الاحاديث الشريفة الدالة على ذلك وقال (ومنها رواية حماد بن عثمان المروية في الاقبال عن الصادق عليه السلام قال «وتوقع امر صاحبك ليلك ونهارك فان الله كل يوم هو في شأن لا يشغله شأن عن شأن»(
وقال رحمه الله (المقصود من توقع الفرج صباحاً ومساءً هوالانتظار للفرج الموعود في كل وقت يمكن فيه وقوع هذا الامر المسعود ولاريب في امكان وقوع ذلك في جميع الشهور والاعوام بمقتضى امر المدبر العلام. ويشهد لما ذكرناه ويؤيده طوائف من الاخبار المروية عن الصادقين الاطهار منها ما دل على كون وقت ظهوره من الامور البدائية القابلة للتقديم والتأخير بمقتضى حكمة العالم الخبير(.
وليكن مسك ختام حديثنا في هذه الفقرة من البرنامج هذه الرؤيا الصادقة ذات الارتباط بموضوع البرنامج وقد نقلها السيد الزاهد محمد تقي الاصفهاني في كتابه المذكور قال: ومما يناسب ما ذكرناه ويؤيده ما ذكره الاخ الاعز الفاضل السيد الميرزا محمد باقر الاصفهاني المعروف بالفقيه الايماني مؤلف كتاب الفوز الاكبر فيما يتعلق بامام العصر قال: (رأيت ليلةً في المنام او بين اليقضة والمنام الامام الهمام مولانا الحسن المجتبي عليه الصلاة والسلام فقال ما معناه «قولوا علىالمنابر للناس وامروهم ان يتوبوا ويدعوا لفرج الحجة عجل الله فرجه وتعجيل ظهوره فهذا الدعاء ليس واجباًكفائياً كصلاة الميت فيسقط بقيام بعض الناس به عن سائرهم بل هو كالصلوات اليومية التي يجب على كل فرد من المكلفين الاتيان بها»).
المذيع: بسم الله الرحمن الرحيم السلام عليكم احباءنا ورحمة الله وبركاته اهلاً بكم ومرحباًفي هذه الفقرة من فقرات البرنامج معكم ومع ضيفنا الكريم فيها سماحة الشيخ باقر الصادقي اهلاً بكم ومرحباً سماحة الشيخ.
الشيخ باقر الصادقي: حياكم الله اهلاً وسهلاً ومرحباً.
المذيع: سماحة الشيخ انتم اشرتم في الحلقة السابقة الى بعض الاعمال التي وردت في استحبابها كأصل كأمور مستحبة وقامت سنة المتشرعة والعلماء الاخيار على تجربتها كوسيلة للفوز بلقاء ورؤية صاحب الامر عجل الله تعالى فرجه الشريف...
الشيخ باقر الصادقي: نعم.
المذيع: حبذا لو تعرفونا ببعض الامور الاخرى فيما يرتبط بهذا الموضوع استجابةً للطلبات التي وردت من المستمعين الاكارم تفضلوا.
الشيخ باقر الصادقي: نعم. بسم الله الرحمن الرحيم. من جملة الامور التي تنفع في لقاء المولى صلوات الله وسلامه عليه، من جملة هذه الاعمال المواظبة على الصلاة في مسجد الكوفة، طبعاً مسجد الكوفة سوف يكون هو المسجد الذي سوف يصلي فيه الامام عجل الله تعالى فرجه حين ظهوره.
المذيع: نعم.
الشيخ باقر الصادقي: سوف يكون هو المسجد الرئيسي للامام صلوات الله وسلامه عليه ويؤدي فيه الصلاة فهذا المسجد مسجد الكوفة اربعين ليلة جمعة اربعين ليلة جمعة في مسجد السهلة ليلة اربعاء.
المذيع: اربعاء نعم.
الشيخ باقر الصادقي: لكن في مسجد الكوفة اربعين ليلة جمعة.
المذيع: نعم.
الشيخ باقر الصادقي: اذا واظب على الصلاة يوفق لرؤية الامام صلوات الله وسلامه عليه، هناك امور...
المذيع: نعم عفواً سماحة الشيخ بعض العلماء الاخيار اتذكر أني قرأت في سيرهم انهم التزموا اربعين ليلة جمعة على زيارة سيد الشهداء سلام الله عليه بنية الفوز بلقاء الامام المهدي سلام الله عليه ففازوا بذلك.
الشيخ باقر الصادقي: هذا بالشيء الذي باعتبار هناك روايات مؤكدة على استحباب زيارة الامام الحسين في ليلة الجمعة وكون الامام صلوات الله وسلامه عليه ان هذا المستحب وخصوصاً لعلاقته بجده الحسين صلوات الله وسلامه عليه وهو الآخذ بثاره هذا ليس بعيداً بالنسبة لنا الامام انه لا يترك هذا المستحب فاذا كان هناك مجموعة من المخلصين ومن المحبين وعندهم هذا الشوق للقاء الامام فيوفق للقيى الامام كما انه مثلاً ما يرتبط بالامام الحسين الشيء بالشيء يذكر ينقل عن حالات السيد محمد مهدي بحر العلوم اعلى الله مقامه انه قد شوهد في يوم عاشوراء وهو حافي القدمين يركض مع الراكضين في العزاء المعروف عزاء طويريج فسألوه أنه انت بهذا المقام وانت بهذه الجلالة وسيد ويعني نحن ماكنا نتوقع منك انت كذلك تمشي حافي القدمين او تركض.
المذيع: ظاهراً دخل العزاء فجأةً.
الشيخ باقر الصادقي: فجأةً.
المذيع: كان واقفاً على جهة ثم دخل فجأةً فاستغربوا منه.
الشيخ باقر الصادقي: نعم استغربوا منه لأنه مثلما تفضلت كان يتفرج واذا به يصنع هكذا ويركض مع الراكضين فحينما سألوه قال لأني رأيت...
المذيع: نعم.
الشيخ باقر الصادقي: المولى وقد وفق للقائه في اكثر من مرة.
المذيع: نعم.
الشيخ باقر الصادقي: وكان نعم مع الذين يشاركون في هذا العزاء.
المذيع: نعم.
الشيخ باقر الصادقي: فعلى كل هذا ليس بعيداً يعني بالنسبة لارتباط الامام الحجة بجده الحسين وحزنه على جده ومعرفته بمقام جده وما اعد الله لزائر الحسين وما أعد الله للباكي وما أعد الله للمحيي لشعائر ابي عبد الله الحسين فهذا ليس بعيداً وربما يوفق العبد للقاء الامام في مثل هذه الاماكن.
المذيع: سماحة الشيخ، هنالك بعض الاحاديث الشريفة تذكر بعض الاعمال وتقول بأنه الذي يؤديها لايموت حتى يدرك القائم مثل قراءة سورة بني اسرائيل يعني الاسراء في ليالي الجمعة...
الشيخ باقر الصادقي: نعم.
المذيع: مثلاً قراءة دعاء العهد على مدى دورة اربعينية فبعض العلماء...
الشيخ باقر الصادقي: من دعاء العهد يوفق لنصرة الامام.
المذيع: نعم في رواية اخرى رأيت في رواية اخرى انه لا يموت حتى يدرك القائم، هذا التعبير قد حمله بعض العلماء على معنيين المعنى الاول الرجعة...
الشيخ باقر الصادقي: نعم.
المذيع: بأنه...
الشيخ باقر الصادقي: يوفق للرجعة...
المذيع: يوفق للرجعة. والمعنى الثاني انه لا يرى الامام يحظى برعاية خاصة من الامام في حياته يعني قبل وفاته الاولى...
الشيخ باقر الصادقي: نعم ليس بعيداً هذا باعتبار أن الله عزوجل طلب من المؤمن أن يدعوه "ادعوني استجب لكم".
المذيع: نعم.
الشيخ باقر الصادقي: والله عزوجل كريم واذا كان هذا العبد عنده لياقة للقاء الامام ويدعو الله مخلصاً في ان يرى الامام وهذا في الحقيقة من جملة الامور التي وعد الله عزوجل عباده...
المذيع: نعم.
الشيخ باقر الصادقي: ان يستجيب لهم الدعاء "ادعوني استجب لكم".
المذيع: اذن هو اصل الدعاء، يعني العمل بأي عمل من الاعمال التي وضعت او شرعت لقضاء الحوائج بنية ان تكون حاجته هو رؤية الامام.
الشيخ باقر الصادقي: نعم لا يوجد مانع.
المذيع: نعم.
الشيخ باقر الصادقي: لا يوجد مانع يعني كحاجة. مشروعة يوفق للقاء الامام، يفوز بالنظر وهناك بعض النصوص ورد فيها...
المذيع: نعم.
الشيخ باقر الصادقي: انه ان القي الامام، انظر في وجه الامام بهذا الشكل لا يوجد مانع يعني.
المذيع: اذن هو هذا الباب يكون واسعاً جداً. يعني المؤمن يختار ما يصلح له او ما يناسبه من جميع الاعمال التي فيها حالة جنبة قضاء الحوائج...
الشيخ باقر الصادقي: نعم نعم لايوجد مانع كما في قضية الاستغاثة بالامام الحجة لقضاء الحوائج.
المذيع: نعم.
الشيخ باقر الصادقي: صلاة الاستغاثة.
المذيع: نعم الصيام ثلاثة ايام يوم الاربعاء والخميس والجمعه.
الشيخ باقر الصادقي: نعم نعم.
المذيع: طيب شكراً جزيلاً سماحة الشيخ باقر الصادقي.
الشيخ باقر الصادقي: شكراً جزيلاً لك.
المذيع: وشكراً لكم مستمعينا الافاضل على طيب المتابعة لفقرات هذا البرنامج. جعلنا الله واياكم من انصار مولانا صاحب العصر والزمان في غيبته وفي ظهوره ورزقنا ادراك ايامه وان نكون من الدعاة الى طاعة الله تبارك وتعالى في دولته اللهم آمين نستودعكم الله بكل خير والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
*******