موضوع البرنامج:
القاب كلمة الله، نور الله، ولي الله هم من القاب الامام(عج)
علة ربط بين تهذيب النفس وبين الفوز برؤيته سلام الله عليه والالتقاء به وهل أن اللقاء بالائمة السابقين سلام الله عليهم كان مختصاً بأصحاب المقامات السامية من مجاهدة النفس وتهذيبها؟

قال رسول الله صلى الله عليه وآله: (والذي بعثني بالنبوة انهم ليستضيئون بنوره وينتفعون بولايته كالانتفاع بالشمس إن سترها سحاب).

المذيع: بسم الله الرحمن الرحيم. السلام عليكم مستمعينا الافاضل ورحمة الله تعالى وبركاته. السلام عليكم واهلاً بكم في الحلقة الرابعة والستين بعد الثلاث مائة من حلقات هذا البرنامج نتناول فيها اولاً مجموعة من الالقاب التي عرف الله عزوجل بها مولانا الامام المهدي عجل الله فرجه والتي تتميز جميعاً بنسبة الامام الى الله عزوجل كنسبته اليه في القاب من قبيل بقية الله وخليفة الله التي تعرفنا على دلالاتها في حلقات سابقة.
والالقاب التي اخترناها لهذه الحلقة هي كلمة الله، نور الله، ولي الله وقد ورد ذكرها في النصوص الشريفة. ودلالاتها المشتركة هي ان مولانا المهدي ارواحنا فداه مرتبط بالله عزوجل في جميع شؤونه وفي اعماله، فهو امام جند الله المنفذ لارادته عزوجل في خلقه ومظهر ومجري بركاته وهدايته وولايته تبارك وتعالى.
بالنسبة للقب الاول فقد ورد في مجموعة من النصوص الشريفة منها الحديث القدسي الذي رواه السيد ابن طاووس في كتاب الاقبال نقلاً عن كتاب عمل ذي الحجة وهو من الاصول المعتبرة التي الفها اصحاب الائمة عليهم السلام وهو من تأليف الحسن بن اسماعيل وهو من معروفي قدماء الرواة وصاحب احدى نسخ الصحيفة السجادية. وقد ورد في هذا الحديث القدسي في وصف المهدي : )وهذا كلمتي التي انشر بها رحمتي في بلادي وبه انتاش ديني وعبادي ذلك بعد اياس منهم وقنوط منهم من غياثي). وفي حديث قدسي آخر رواه السيد ابن طاووس بسند صحيح جاء في وصفه عجل الله فرجه: )وبعبدي هذا السعيد افك عن عبادي الاغلال واضع عنهم الآصار وأملأ ارضي به حناناً ورأفةً وعدلا كما ملئت من قبله قسوةً وقشعريرةً وجورا).
وللتعرف على دلالات هذا اللقب المبارك ينبغي ان نعرف معنى كلمة الله التي ورد ذكرها في القرآن الكريم في وصف المسيح عيسى بن مريم على نبينا وآله وعليه السلام وفي موارد اخرى منها نصر الله عزوجل على بقائها في ذرية ابراهيم الخليل عليه السلام الى يوم القيامة في اشارة الى الامامة التي طلب ابراهيم من ربه عزوجل جعلها في ذريته بعد ان ابتلاه بكلمات فأتمهن وجعله اماما. والمستفاد من استخدامات القرآن الكريم لمفردة كلمة الله كما نبه لذلك العلامة الطباطبائي في تفسير الميزان انها تطلق على الشؤون والقرارات الالهية التي تأخذ صبغة القضاء والوعد الصادق الذي لاتخلف فيه والتي تظهر فيها القدرة الالهية القاهرة وهي تطلق بهذا اللحاظ على بعض الاعيان الخارجية كالانسان كما ورد في وصف عيسى عليه السلام الذي ظهرت في حلقة القدرة الالهية التي خرقت عادة التدرج في الخلق كما يصرح بذلك قوله تعالى «ان مثل عيسى عند الله كمثل آدم خلقه من تراب ثم قال له كن فيكون».
من هنا نفهم بعض دلالات اطلاق لقب كلمة الله على امامنا المهدي عجل الله فرجه فمنها التعبير عن حقيقة ان دوره وظهوره عليه السلام من الوعد الالهي الصادق والقضاء المبرم الذي تتجلى فيه القدرة الالهية القاهرة ولايمكن ان يحدث فيه بداءكما ورد في حديث الامام الجواد عليه السلام المروي في جملة من المصادر المعتبرة منها غيبة النعماني وفيه ان بعض اصحابه قالوا له نخاف ان يبدو لله في القائم فقال عليه السلام: )ان القائم من الميعاد والله لا يخلف الميعاد(.
ويؤيد ما تقدم ما نص عليه الحديث القدسي الاول الذي نقلناه آنفاً فقد أعقب تلقيب المهدي بلقب كلمة الله ذكر ما يحققه الله عزوجل على يديه رغم حدوث اليأس والقنوط عند الناس من تحققه وفي ذلك اشارة واضحة الى عنصري حتمية تحقق القضاء والوعد الالهي الصادق وتجلي القدرة القاهرة له عزوجل وهذان العنصر ان هما العنصران المحوريان اللذين يشتمل عليهما معنى مصطلح كلمة الله.
اما بالنسبة للقب الثاني وهو نور الله فقد ورد نعت مولانا المهدي سلام الله عليه به في جملة من الاحاديث الشريفة منها التي طبقت عدةً من الآيات الكريمة التي ورد فيها ذكر نور الله على المهدي عجل الله فرجه. فقد جاء في بعضها ان قوله عزوجل) والله متم نوره( يعني بولاية القائم وظهوره عليه السلام وأن قوله تعالى )واشرقت الارض بنور ربها( يعني اشرقت الارض بنور المهدي عليه السلام كما روي في غاية المرام والمحجة فيما نزل في القائم الحجة وكذلك في تفسير البرهان عن جابربن عبد الله الانصاري عن امير المؤمنين عليه السلام ضمن حديث في تأويل فقرات آية النور ان مصداق قوله عزوجل )يهدي الله لنوره من يشاء( هو القائم المهدي عجل الله فرجه. وقد نقلنا في حلقات سابقة ماورد في اخبار المعراج ان نور الامام المهدي ارواحنا فداه يشع في عالم الاظلة من بين انوار سائر الائمة عليهم السلام كما يشع الكوكب الدري بين سائر الكواكب وفي خبر كإشعاع نجم الصبح لأهل الدنيا.
المذيع: بسم الله الرحمن الرحيم. السلام عليكم احباءنا ورحمة الله وبركاته. ستأتيكم اعزاءنا توضيحات لهذا اللقب نور الله من القاب مولانا المهدي عجل الله فرجه في الحلقة المقبلة اما الآن فمع سماحة الشيخ باقر الصادقي وحديث قد يستمر الى اكثر من حلقة وحلقتين عن قضية اللقاء بامام العصر عجل الله تعالى فرجه استجابةً لأسئلة وردت منكم بهذا الخصوص. سماحة الشيخ باقر الصادقي اهلاً ومرحباً بكم.
الشيخ باقر الصادقي: اهلاً وسهلاً.
المذيع: هنالك رسالة وصلت للبرنامج تحمل مضموناً هو انه قد ورد في بعض الروايات امر من الامام المهدي سلام الله عليه يربط بين تهذيب النفس وبين الفوز برؤيته سلام الله عليه والالتقاء به. إن شاء الله متن هذه الروايات سننقلها في حلقات مقبلة. الاخوة يسألون عن علة هذا الربط وهل أن اللقاء بالائمة السابقين سلام الله عليهم كان مختصاً بأصحاب المقامات السامية من مجاهدة النفس وتهذيبها تفضلوا.
الشيخ باقر الصادقي: بسم الله الرحمن الرحيم. الحمد لله رب العالمين وصلى الله على سيدنا ونبينا محمد وآله الطاهرين. في الحقيقة بالنسبة الى حالة الامام المهدي عجل الله تعالى فرجه الشريف تختلف عن حالات الائمة السابقين.
المذيع: نعم.
الشيخ باقر الصادقي: يعني هناك مجموعة امور، لان الله عزوجل إدخره ليملأ الارض قسطاً وعدلا بعدما تملأ ظلماً وجوراً فهناك كثير من الحالات التي سبقت الامام. كان الشيعة يلتقون...
المذيع: نعم.
الشيخ باقر الصادقي: بالائمة ومستوياتهم مختلفة يعني فيهم الايمان الضعيف، فيهم الايمان القوي، الكل كان غير محجوبين عن الامام.
المذيع: نعم.
الشيخ باقر الصادقي: لكن ظرف الامام الحجة عجل الله تعالى فرجه وللدور الذي سوف يقوم به والغيبة التي غابها ونحن نعيش في هذه الغيبة، الغيبة الكبرى بعدما انقضت الغيبة الصغرى التي استغرقت تقريباً حدود سبعين سنة...
المذيع: نعم.
الشيخ باقر الصادقي: نحن الآن نعيش في ظل الغيبة الكبرى.
المذيع: وإن شاء الله في ظل الظهور الاصغر.
الشيخ باقر الصادقي: إن شاء الله إن شاء الله نسأل الله عزوجل إن يعجل الفرج...
المذيع:إن شاء الله.
الشيخ باقر الصادقي: وإن يجعلنا واياكم إن شاء الله وجميع المؤمنين من انصاره واعوانه ومن مقوية سلطانه إن شاء الله تعالى.
المذيع: إن شاء الله.
الشيخ باقر الصادقي: فلذلك ليس من المعقول ان يكون لقاء الامام ميسراً لكل انسان...
المذيع: صحيح.
الشيخ باقر الصادقي: هذا.
المذيع:يعني خلاف مفهوم الغيبة.
الشيخ باقر الصادقي: اي نعم احسنتم خلاف مفهوم الغيبة.
المذيع: نعم.
الشيخ باقر الصادقي: وبنفس الوقت لايمكن لأي انسان ان يلتقي الامام خصوصاً مع هذه الظروف. فلابد من احداث حالة خاصة لهذا الانسان المقابل الذي يلتقي الامام بحيث يكون مهيئاً نفسياً من كل الجوانب للقاء الامام...
المذيع: نعم.
الشيخ باقر الصادقي: تدرون بعض الناس عندهم تقوى، عندهم ورع لكنه ليس له قدرة على حفظ السر...
المذيع: مثلاً وهذه قضية مهمة نعم.
الشيخ باقر الصادقي: هذه قضية مهمة.
المذيع: يعني اذا كانت اللقاء ات بالامام سلام الله عليه ميسرة ففي ذلك تعريفي له من جهة سلام الله عليه لأخطار اعدائه...
الشيخ باقر الصادقي: نعم.
المذيع: ومن جهة اخرى ان هنالك قضية افشاء السر وقضية في الحقيقة نوع من تعريفي آخر، شكل آخر من اشكال تعريفي الامام سلام الله عليه للاخطار.
الشيخ باقر الصادقي: الحالة المعروفة مثلاً بعض الناس يعني عندهم براءة، عندهم صفاء يرى في عالم الرؤيا رؤيا...
المذيع: نعم.
الشيخ باقر الصادقي: لا يستطيع ان يمسك نفسه الا في اليوم الثاني صباحاً اول شخص يلتقي من اصحابه او من اخوانه يتحدث اني رأيت البارحة الرؤيا الفلانية...
المذيع: نعم.
الشيخ باقر الصادقي: لكن بعض الناس لا عندهم استعداد لحفظ السر وحينما يسأل احد النواب الاربعة انه لم اخترت انت مع انه وجود اعلم منك في زمن الغيبة الصغرى أنه فكان الجواب انه قضية السر والمحافظة على السر. قال لو كان الامام تحت عباءتي او تحت صايتي لما كنت...
المذيع: لما كشفت عنه ولو نشرت بالمناشير.
الشيخ باقر الصادقي: احسنتم.
المذيع: نعم.
الشيخ باقر الصادقي: فإذن هناك ليس فقط جانب التزكية والتقوى عند الشخص هي كافية لأن يلتقي الامام...
المذيع: نعم.
الشيخ باقر الصادقي: لابد ان تكون هناك امور اخرى منها المحافظة على السر، منها هناك مصلحة في لقاء الامام، يعني الامام كذلك عنده اعمال، عنده شغل، عنده اوراد، عنده عبادة ويعمل لتهيئة دولته ويمهد، فهو الامام صلوات الله وسلامه عليه ليس انساناً عاطلاً عن العمل او شيء حتى انه يلتقي فلاناً فقط لا اكثر ولا اقل او مثلاً اني اريد ان القاه لمحض لكنه في حالات الامام صلوات الله وسلامه عليه يجيب المضطر، يغيث المستغيث به في حالات خاصة وربما يرسل بعض اعوانه بعض انصاره في بعض الحالات.
المذيع: يعني سماحة الشيخ، هنالك في توقيع الامام سلام الله عليه للشيخ المفيد اشارة الى معنى ان تهذيب النفس او تخلي المؤمن عما يكرهه الامام من الاسباب المؤدية من العوامل المؤدية للفوز بلقائه وما يججبكم عنا...
الشيخ باقر الصادقي: نعم هذا بالشكل العام بالنسبة لحالة.
المذيع: لكن هذا احد العوامل.
المذيع: نعم من ناحية كأمة تلتقي بالامام لاكأفراد.
المذيع: نعم.
الشيخ باقر الصادقي: لان الامام حينما ذكر ذلك التوقيع، ذكر بالشكل العام (ولو ان اشياعنا وفقهم الله لطاعته على اجتماع من القلوب لما تأخر عنه من اليمن بلقائنا ولتعجلت لهم السعادة بمشاهدتنا).
المذيع: لعل هنا المقصود ظهوره سلام الله عليه.
الشيخ باقر الصادقي: نعم.
المذيع: يعني كان المقصود هنا من اللقاء لقاء ظهور الامام سلام الله عليه.
الشيخ باقر الصادقي: نعم ظهوره بالنسبة للامة بشكل عام. ان هناك عوامل لم تتحقق لحد الآن...
المذيع: نعم.
الشيخ باقر الصادقي: ومن جملة هذه العوامل التي اشارلها هو عدم وحدة القلوب. واجتماع القلوب يعني حتى قلوب المحبين بسبب الهوى والعياذ بالله.
المذيع: العياذ بالله. اذن سماحة الشيخ هذا في الواقع احد العوامل الاساسية ايضاً للتمهيد لظهور الامام سلام الله عليه السعي لتأليف القلوب وازالة عوامل الفرقة بين المؤمنين هو من العوامل التي تؤدي الى التمهيد لظهوره وتعجيله إن شاء الله.
الشيخ باقر الصادقي: إن شاء الله.
المذيع: هنالك قضايا اخرى ترتبط بهذا الموضوع منها سبل الفوز بلقائه عليه السلام هل ان رعايته منحصرة في الالتقاء به ام انها مستمرة للمؤمنين بأساليب اخرى وموضوعات اخرى نتابعها إن شاء الله في الحلقة المقبلة.
الشيخ باقر الصادقي: إن شاء الله.
المذيع: جزاكم الله خيراً.
ايها الاخوة والاخوات، في الحلقة المقبلة نتابع الحديث إن شاء الله عن دلالات القاب مولانا المهدي عجل الله فرجه التي ينسب فيها الى الله عزوجل مباشرة. كما نفتح نافذةً على بعض الاعمال والعبادات المذكورة للفوز بلقائه سلام الله عليه. كما ننقل رواية من روايات الفائزين بلقائه تبين العامل الاهم للفوز بهذه الكرامة والفوز بما هو اهم من ذلك وهو رضاه عليه السلام. ففي رضاه، رضا الله عزوجل وهو غاية المنى رزقنا الله واياكم ذلك ونستودعكم الله والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.

*******