موضوع البرنامج:
لقب محقق كل حق ومبطل كل باطل من القاب الامام(عج)
قضية ترسيخ محبة الامام كيف تكون؟ ماهي السبل العملية التي يمكن ان يستفيد منها المؤمنون فيما يرتبط بهذا الجانب؟

قال رسول الله صلى الله عليه وآله: (والذي بعثني بالنبوة انهم ليستضيئون بنوره وينتفعون بولايته كالانتفاع بالشمس إن سترها سحاب).

المذيع: بسم الله الرحمن الرحيم. السلام عليكم مستمعينا الاكارم ورحمة الله وبركاته. اهلاً بكم ومرحباً في الحلقة الثالثة والستين بعد الثلاث مائة من حلقات هذا البرنامج، نفتتحها بالحديث عن دلالات لقب آخر من القاب مولانا صاحب الزمان المهدي ارواحنا فداه، سعياً للحصول على مرتبة اسمى من مراتب معرفته عليه السلام التي تنجي من ميتة الجاهلية. والمعرفة المطلوبة هي صادرة من ينابيع الوحي كما تشير الى ذلك الفقرة التالية من زيارته المروية في المصادر المعتبرة وهي (السلام عليك يا حجة الله على من في الارض والسماء السلام عليك سلام من عرفك بما عرفك به الله ونعتك ببعض نعوتك التي انت اهلها).
وتعريف الله عزوجل للامام المهدي عليه السلام هو ماورد على لسان نبيه الاكرم صلى الله عليه وآله، الذي لا ينطق عن الهوى ان هو الا وحي يوحى وكذلك ماورد على لسان ائمة اهل بيت النبي صلى الله عليه وآله وعليهم فهم ورثة علوم سيدهم رسول الله وحافظو سنته، وحديثهم حديثه. فالالقاب والصفات التي وصفوا بها سليلهم المهدي ارواحنا فداه هي مصاديق النعوت الصادقة التي نعته بها الله تبارك وتعالى وعرف الناس بواسطتها بمقاماته عليه السلام، ولذلك فأن التدبر في دلالات القابه عليه السلام هو افضل وسيلة للحصول على المعرفة الالهية المطلوبة به عليه السلام.

ومن الالقاب التي اختص بها مولانا المهدي ارواحنا فداه هو لقب محقق كل حق ومبطل كل باطل. وقد ورد تلقيبه بهذا اللقب في جملة من الاحاديث الشريفة وزيارته المروية عن اهل البيت عليهم السلام بعبارات شتى والفاظ متعددة تؤدي الى معنى هذا اللقب بالنص الذي ورد في الزيارةالمشار اليها وهي الزيارة الثانية من الزيارات التي نقلها الشيخ الزاهد عباس القمي في كتاب مفاتيح الجنان في الفصل الخاص بصاحب الامر سلام الله عليه، ويشير هذا اللقب الى المهمة المحورية له سلام الله عليه التي وعدالله تبارك وتعالى بأن ينجزها على يديه عند ظهوره عجل الله فرجه.

الشطر الاول من هذه المهمة هو احقاق كل حق على نحو الاطلاق دون تخصيص بمجال دون آخر. وهذا يعنى ان الامام المهدي سلام الله عليه يحق ويحقق ويجري التبعات العلمية لكل حق سواء في المجال الاقتصادي او القضائي او العقائدي او السياسي وغير ذلك بمعني أنه عليه السلام يرجع الحقوق بمختلف انواعها الى اصحابها ويعطي لكل ذي حق حقه وكذلك يبين الحق الصريح في المجالات المختلفة ومنها مجال العقائد والمعارف الالهية. والامر نفسه يصدق على الشطر الثاني من هذه المهمة. فهو عليه السلام يبطل كل باطل مهما كان نوعه وشكله وفي مختلف المجالات الاقتصادية والقضائية والعقائدية والسياسية وغير ذلك.
المذيع: بسم الله الرحمن الرحيم. السلام عليكم احباءنا ورحمةالله وبركاته. اهلاً بكم في هذه الفقرة من فقرات البرنامج ومع ضيفنا الكريم فيها سماحة الشيخ رياض الاسدي. اهلاً بكم سماحة الشيخ.
الشيخ رياض الاسدي: اهلاً ومرحباً بكم.
المذيع: مستمعينا الافاضل، بهذه الفقرة نختم الحديث عن قضية اهمية محبة الامام المهدي سلام الله عليه بالخصوص واهمية ترسيخها وآثارها ايضاً في القلوب. بقيت فيما يرتبط بهذا الموضوع قضية مهمة وهي سبل ترسيخ محبة الامام في القلوب. سماحة الشيخ رياض الاسدي انتم بينتم في الحلقتين السابقتين كثيراً من القضايا المهمة فيما يرتبط بهذا الموضوع، بقيت قضية ترسيخ محبة الامام كيف تكون؟ ماهي السبل العملية التي يمكن ان يستفيد منها المؤمنون فيما يرتبط بهذا الجانب؟ تفضلوا.
الشيخ رياض الاسدي: بسم الله الرحمن الرحيم. هنالك مقدمة لا بأس من الاشارة اليها. ان الارتباط بالامام صلوات الله وسلامه عليه يعتمد على الطاعة والابتعاد عن الذنوب وعن المعاصي. هذه من نصائح علمائنا الشيعة اهل البيت في زمن الغيبة.
المذيع: نعم.
الشيخ رياض الاسدي: ان هذه المعاني. الابتعاد عن المعاصي والتقرب بالطاعات الى الله سبحانه وتعالى مما يهيء الانسان اساساً نفسياً وروحانياً للتوجه او الارتباط بالامام صلوات الله وسلامه عليه. هذه مسألة. اما من الناحيه العملية كيف يمكن ان نعمق او سبل ترسيخ العلاقة مع الامام صلوات الله وسلامه عليه هنالك جملة من النصوص رتبت لنا لعله هذه المسألة واشارت الى هذه القضية واحدة منها مسألة الدعاء له واحدة مما يعمق المحبة يعني الانسان المؤمن عندما يدعو الى الانسان المؤمن هذا مما يعمق المحبة فيما بينهم فكيف عندما يكون الدعاء للامام صلوات الله وسلامه عليه؟ ولعله هناك كتب مختصه في تبيين كيفية الدعاء للامام صلوات الله وسلامه عليه، هنالك اشارة...
المذيع: يعني يكفي في هذا الباب كتاب مكيال المكارم لآية الله الاصفهاني رحمة الله عليه في مجلدين.
الشيخ رياض الاسدي: هذا واحد من الكتب، نعم.
المذيع: نعم.
الشيخ رياض الاسدي: فيه ادعيه كثيرة للامام صلوات الله وسلامه عليه.
المذيع: طبعاً المواظبة على الادعية، عفواً سماحة الشيخ، المواظبة على الادعية الخاصة يعني الدعاء للامام بالحفظ، دعاء العهد، دعاء الندبة هذه الادعية هي بحد ذاتها ترسخ المحبة.
الشيخ رياض الاسدي: يعني هو نفس التوجه. اخي العزيز يعني هو التوجه سواء ان قلنا بالدعاء او بالزيارة. التوجه للامام سلام الله عليه يعني قطعاً عندما الانسان ينوي، عندما يقال له ماذا تفعل يقول ادعو للامام سلام الله عليه او ازور الامام صلوات الله وسلامه عليه، يعني في تصوره وتوجههه هذا التوجه سوف يكون للامام سلام الله عليه. وعندما نريد ان نقول انه من يبدأكم بالتحية فعليكم برد التحية، كذلك هنالك سوف يكون توجه من الامام سلام الله عليه لهذا الداعي هذا لعله نحن قد لا نستشعربه، لكنه واقعاً هو مما يجده الانسان بعد ان يعيش حالة الدعاء والزيارة للامام صلوات الله وسلامه عليه. هنالك مسألة اخرى يشير اليها صاحب كتاب مكيال المكارم لعله يؤسس حالة علىاساس فقهي وعلى اساس مسألة شرعية يقول: انه لابد ان نخصص جملة من اموال الزكاة، جملة من الحقوق الشرعية من اجل مسألة جميلة جداً ان يشير اليها صاحب مكيال المكارم يقول: نجعل جملة من الحقوق الشرعية من اجل تأسيس مجالس لندبة الامام صلوات الله وسلامه عليه، يعني خاصة بالامام يعني الجالس في هذا المجلس، المتكلم في هذا المجلس انما يكون نظره متوجهاً الى الامام صلوات الله وسلامه عليه ويبذل فيها الاطعام وماشابه ذلك مما يعطي للمجلس رونقه الخاص. يقول هذا المعنى مما يشد الناس للامام هذا لعله من الناحية العملية تجعل الجالس في هذا المجلس متوجهاً للامام ومشدوداً ومرتبطاً بالامام صلوات الله وسلامه عليه.
المذيع: يعني سماحة الشيخ، من الامور المعروفة ان المحبة هي ثمرة المعرفة، ترسيخ المعرفة بالامام سلام الله عليه ايضاً من السبل العملية.
الشيخ رياض الاسدي: اكيد نعم.
المذيع: نعم.
الشيخ رياض الاسدي: نعم من لم يعرف امام زمانه مات ميتة جاهلية وهذا مطلب بحاجة الى بحث مستقل، يعني ان الارتباط بالامام لابد ان يكون على اساس معرفة كما قلت ان المحبة والارتباط انما على اساس المعرفة.
المذيع: يعني هو ثمرة المعرفة كلما تزداد معرفة بكمالات الامام ومقاماته كلما تزداد حباً له.
الشيخ رياض الاسدي: هنالك فرق بين عبارة علم ومعرفة من المناسب ان نذكر نقطة علمية في خصوص هذا المطلب معنى علم معنى أعم.
المذيع: نعم.
الشيخ رياض الاسدي: بينما معنى العرف اخص من المعنى العلمي.
المذيع: نعم.
الشيخ رياض الاسدي: يعني لابد ان يكون الذي عرف امامه يكون على حالة قرب من الامام صلوات الله وسلامه عليه.
المذيع: نعم فيها ايضاً مدلول او اشعار الالفة ايضاً.
الشيخ رياض الاسدي: نعم.
المذيع: يعني قضية دوام ذكر الامام عدم الغفلة عنه، التصدق عنه، الحج عنه، الزيارة، اهداء بعض المستحبات اليه. مالاشك فيه ان هذه ايضاً من الاعمال التي ترسخ محبته.
الشيخ رياض الاسدي: وهذه عملية على شده الى الامام والارتباط وترسيخ الارتباط والعلاقة بالامام صلوات الله وسلامه عليه.
المذيع: شكراً جزيلاً سماحة الشيخ رياض الاسدي.
الشيخ رياض الاسدي: شكراً لكم.
المذيع: وشكراً لكم مستمعينا الافاضل. رزقنا الله واياكم المعرفة الصحيحة بأمام زماننا والمحبة المستقرة في القلوب له. فحبه حب لرسول الله وحب لله تبارك وتعالى.
نتابع ايها الاخوة والاخوات تقديم هذه الحلقة من برنامج شمس خلف السحاب بوقفة قصيرة عند عبارة ذات دلالة عميقة ومهمة وردت في الزيارة الثانية من زيارات صاحب الامر عليه السلام. والعبارة هي هذه الشهادة التي علم اهل البيت عليهم السلام المؤمن الزائر ان يبعثها في قلبه وروحه أثناء الزيارة، فيخاطب إمامة قائلاً )أشهد أنك الحجة على من مضى ومن بقى وان حزبك هم الغالبون واولياءك هم الفائزون واعداءك هم الخاسرون وانك خازن كل علم وفاتق كل رتق ومحقق كل حق ومبطل كل باطل رضيتك يا مولاي اماماً وهادياً وولياً. ومرشداً لا ابتغي بك بدلاً ولا اتخذ من دونك ولياً اشهد انك الحق الثابت الذي لاعيب فيه وان وعدالله فيك حق لا ارتاب لطول الغيبة وبعد الامر ولا اتحير مع من جهلك وجهل بك منتظر متوقع لأيامك( تبين هذه الفقرة الشريفة ان ائمة اهل البيت عليهم السلام ينبهون مؤمني عصر غيبة الامام المهدي عليه السلام الى عدم السماح لحجاب الغيبة بأن يصدهم عن الأئتمام بأمام زمانهم الغائب عجل الله فرجه، والاقتداء به والاستهداء بهديه والاسترشاد برشده وتجسيد توليه والتمسك بولايته عملياً. فهذا هو تكليفهم الثابت في عصر الغيبة. والمعرفة التي نحصل عليها من النصوص الشريفة به عليه السلام تؤكد امكانية ذلك عملياً. في عصر غيبته عجل الله فرجه. كما انه ممكن في عصر ظهوره. فهو الامام الذي ينتفع بأمامته في غيبته وهو الحجة على من مضى ومن بقى وعلى اهل عصر الغيبة واهل عصر الظهور.
وانطلاقاً من مفاد هذه النصوص الشريفة يوصي آية الله العظمى العارف الزاهد الشيخ محمد تقي بهجت طلبة العلوم الدينية بهذه الوصية الموجهة في الواقع لجميع المؤمنين يقول حفظه الله: (يجب علينا نحن طلبة العلوم الدينية ان نجتهد لمعرفة السبل التي تمكننا من الحصول على تأييد مولانا ولي العصر عجل الله فرجه. بمعنى ان نعرف ما هي الطريقة التي يرضاها لنا ويؤيدها في دراسة العلوم الدينية؟ وماهي السلوكيات التي يرضى ان نسلكها. هذا هو الهم الاساسي الذي يجب لطالب العلم الديني ان يضعه نصب عينيه في ايام الدراسة وبعدها. يجب ان يهتم بجعل اعماله واقواله مطابقةً لما يرضاه الامام عليه السلام. فاذا التزم بهذا الامر وسار بهذا الاتجاه فلن يقع في اي انحراف لا في اعماله ولا في اقواله ولا في سلوكياته ولن يقع في الحيرة وازماتها(.
والحصول على ذلك يستلزم العمل بما عرفه المؤمن من الوصايا التي اوصى بها الامام عجل الله فرجه في توقيعاته وكلماته التي تناقلها العلماء الابرار الاتقياء. والصدق في العمل بها يفتح امام المؤمن العامل آفاق معرفة مايجهله مما يحتاجه من هدي امامه عليه السلام في شؤونه المختلفة، فأن من عمل بما علم، اورثه الله علم ما لا يعلم كما ورد في الاحاديث الشريفة هذا اولاً وثانياً، فأن معرفة اي شخص معرفةً صحيحة تمكن المرأ من معرفة ما يرضاه ويؤيده من افعال واقوال، وهذا الامر يصدق على امام العصر عجل الله فرجه ايضاً. فأن تعمق المؤمن في الحصول على المعرفة الشرعية الصحيحة به عليه السلام وبصفاته واخلاقه، تمكن المؤمن من معرفة ما يرضاه وما لا يرضاه من الافعال والاقوال، فيلتزم بالاولى ويجتنب الثانية فيكون مؤتماً به مستهدياً بهداه مسترشداً برشده متمسكاً بولايته رزقنا الله واياكم ذلك ببركة مودة محمد وآل محمد صلوات الله عليهم اجمعين والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.

*******