الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على محمد وآله الطيبين الطاهرين.
ومن فطاحل الصادقين ومشاهير الصادقين في ترويج علم اهل البيت ونشره في آلافاق هو المرحوم القطب الراوندي اعلى الله مقامه والقطب الراوندي هو اسم يطلق على جماعة كثيرة وعلى افراد متعددين من مختلف التوجهات والمذاهب وهناك ابن الراوندي وهو ايضاً عنوان يطلق على افراد، القطب الراوندي اعلى الله مقامه هذا العنصر المبارك واسمه سعيد بن هبة الله بن الحسن وكنيته ايضاً ابو الحسن واشتهر بقطب الدين الراوندي، في صحن السيدة المعصومة في مدينة قم مزارات لمختلف المراجع والعلماء والكتاب والعرفاء فأحد القبور في صحن السيدة المعصومة قبر القطب الراوندي، قبره واضح وعليه صخرة نقش عليها اسمه وتاريخ وفاته، هذا العالم النوراني هو من اسرة علمية عريقة اباً عن جد (اولئك آبائي فجئني بمثلهم) فأبوه عالم متبحر وكذلك اولاده الثلاثة فقهاء عظام وقد اغنى القطب الراوندي الطائفة وحاضرتها بثلة من افضل التلاميذ وانتشروا في مختلف الآفاق مثلاً من تلاميذه ابن شهر آشوب صاحب كتاب المناقب هذا من الكتب المشهورة وله قيمته هذا واحد من تلاميذ القطب الراوندي واما اساتذته، فهم جهابذة من اهل العلم كالسيد ابو الفتح الآمدي صاحب كتاب غرر الحكم وهو كتاب جامع لقصار الكلمات المروية عن اهل البيت وعن الامام امير المؤمنين بالذات ومن اساتذته والد الخواجة نصير الدين الطوسي صاحب المرصد المعروف بمرصد مراغة ومن اساتذته الشيخ ابو علي الطبرسي صاحب التفسير المعروف مجمع البيان هؤلاء اساتذة او بعض اساتذة القطب الراوندي واما على صعيد العطاء العلمي فله تصانيف مهمة منها كتابه المشهور الذي يعد من الكتب النادرة، كتاب الخرائج والجرايح ونلاحظ ان المرحوم المجلسي اعلى الله مقامه في البحار يذكره كأحد مصادر كتابه كذلك له عدة مصنفات، كتب، كقصص الانبياء، كتاب لب اللباب، له شرح لنهج البلاغة وغير ذلك وله ايضاً كتاب معروف وهو من الكتب النادرة ايضاً اسمه دعوات الراوندي وهو عبارة عن مجموعة من ادعية اهل البيت(ع) وفيه لاحظنا مما جاء فيه دعاء الامام زين العابدين وهذا الدعاء يروي فيه عن الامام زين العابدين(ع) قال ضمني والدي الى صدره يوم عاشوراء يوم قتل وقال يا بني احفظ عني دعاءً علمتنيه امي فاطمة وحفظته من ابيها رسول الله(ص) وكان جبرئيل علمه النبي(ص) فكان يقرأه في الهم والغم والحاجة والنازلة اذا نزلت به والامر العظيم الفادح والدعاء ‌هذا: «الهي بحق ياسين والقرآن الحكيم وبحق طه والقرآن العظيم يا من يقدر على حوائج السائلين يا من يعلم ما في الضمير يا منفس عن المكروبين يا مفرج عن المغمومين يا راحم الشيخ الكبير يا رازق الطفل الصغير يا من لايحتاج الى التفسير صلى على محمد وآله محمد وافعل بي ما انت اهله» ورد في كتاب دعوات الراوندي ايضاً ان الله سبحانه وتعالى اوحى‌ الى موسى هل عملت لي عملاً قال بلى يا رب صليت لك وصمت لك وتصدقت لوجهك وذكرت فأوحى الله تعالى اليه اما الصلاة فلك برهان واما الصوم فلك جنة واما الصدقة فلك ظل واما الذكر فلك نور فأي عمل عملته لي فقال موسى يا رب دلني على ذلك العمل، فأوحى الله اليه يا موسى هل واليت لي ولياً ‌وهل عاديت لي عدواً فعلم موسى ان افضل الاعمال هو الحب في الله والبغض في الله، طبعاً‌ اي عمل اليوم اثمن من ان يوالي الانسان اولياء الله وفي قمة اولياء الله هم محمد وآل محمد وعلي وآل علي فالكل يجمعون على انهم في قمة اولياء الله واحباءه. اذن هذا الكتاب دعوات الراوندي كتاب فاخر من كتبه النادرة بالاضافة الى عطاءه العلمي قال المؤرخون انه كان خطيباً‌ لسناً مشهوراً في ترويجه ثقافة اهل البيت يعني على صعيد القلم وعلى صعيد البيان وعلى صعيد التدريس وقال عنه شيخنا صاحب المستدرك يقول وفضائل القطب الراوندي ومناقبه عديدة وهي اظهر واشهر من ان تذكر وقد روى عنه الفطاحل معتمدين حديثه كأنين الاسلام والسيد المرتضى والسيد الرضى وعماد الدين الطبرسي وغيرهم، على صعيد الصلة بأهل البيت والتعلق بهم القطب الراوندي اشتهر بأنه من الادباء وقرأت عنه في كثير من المواضع التي ترجم فيها فلم اعثر له على شعر ولكن يقول عنه مترجموه انه كان من محبي الشعر والذي اعتقده ان تراثه تلف وضاع الكثير من التراث بسبب الزوابع التي مرت بها المنطقة والبلدان الاسلامية ‌كما ذكر مترجموه انه اتصف بطبع لطيف واخلاق دمثة فكان الناس من كل الطبقات يميلون اليه توفي رحمة الله عليه كما قلت وكما مكتوب على قبره سنة 548 هـ في قم ودفن بجوار العلوية الطاهرة فاطمة‌ المعصومة وقبره يزار ويترحم الناس عليه، أسأل الله له ولنا المغفرة والرضوان والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.

*******