الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على محمد وآله الطيبين الطاهرين.
من طلائع الصادقين ومن اللامعين في هذا السجل هو التابعي والمجاهد والحافظ ومفسر القرآن العالم الكبير المرحوم ابو حمزة الثمالي، ابو حمزه كنيه، اسمه ثابت ابن دينار الكوفي يلاحظ الاخوة المؤمنون والاخوات المؤمنات ان كتب الادعية غالباً ما يتردد الحديث فيها عن ادعية الامام زين العابدين وخصوصاً الدعاء المشهور والذي هو مدرسة من مدارس الاخلاق الكبرى دعاء ابو حمزة الثمالي، الدعاء حفظه لانه من اصحاب الامام السجاد والامام الباقر وكذلك الامام الصادق والامام الكاظم(ع) لانه عاصر هؤلاء الائمة الاربعة الصادقين، بخصوص الامام زين العابدين له زمالة خاصة، حفظه الامام هذا الدعاء وهو جزء من التراث القيم الفخم الذي وصلنا من اهل البيت، الدعاء المعروف بدعاء السحر واقعاً لو ان الانسان في كل يوم يردد سطرين او اربع جمل من هذا الدعاء تنفتح عليه آفاق الكمالات، تنفتح عليه مساحات واسعة من الفضائل، تهذيب للنفس، هذا دعاء ابو حمزة الثمالي ثابت بن دينار الكوفي وهو ابو حمزة الثمالي هو من خيار اصحاب اهل البيت ومعتمديهم وكان يعرفه الائمة بأنه مثل سليمان المحمدي في زمانه سلمان الفارسي، سلمان المحمدي في زمانه كان قدوة وكان فريد وضعه وحركاته كذلك الائمة يصفون ابا حمزة الثمالي بهذا الوصف، هو من المؤلفين ومن المفسرين للقرآن له كتب مثل كتاب النوادر وكتاب تفسير تفسير خاص، تفسير ابو حمزة الثمالي، قرأت في سيرة هذا الرجل كلمة للامام الصادق(ع) في حقه، قال له الامام كان الامام الصادق يقول له يا ابا حمزة اني لاستريح اذا رأيتك، هذا تعبير جميل ومثقل بمعاني فهو معتمد في نقل الفتاوى، في نقل الحديث ويذكرون الرواة ان رجلاً من اهل خراسان وفد الى الكوفة ودخل الى المسجد فوجد حلقات يتدارسون ومن بينها حلقة يتدارس الناس فيها الفقه بأعتبارها اهم موضوع يهم المسلم هو الفقه وبينهم شيخ يتحدث اليهم وهم يصغون اليه فسأل الخراساني من هذا الشيخ قالوا هذا ابو حمزة الثمالي فجلس الرجل يستمع، في الاثناء دخل اعرابي "اعرابي بمعنى امي" سلم فسأله ابا حمزة من اين اقبلت يا اخ العرب قال جئت من المدينة فقال له ابو حمزة انت من المدينة المنورة قال وماذا وراءك فقال توفي مولاي جعفر بن محمد الصادق، الخراساني يروي يقول فشهق ابو حمزة ونشج نشيجاً عالياً وهو يضرب بيده على الارض ثم سأل الاعرابي وهل سمعت بأن له وصياً قال نعم انه اوصى الى ولده موسى فقال ابو حمزة الحمد لله الذي لم يضلنا، دل على الصغير وبين حال الكبير وستر الامر لان بعض اولاد الامام الصادق- وهذا حديث يجرنا الى فرع مطول والوقت ضيق تصدوا للامامة بدون حق مثل عبد الله الابطح وتبعه جماعة وكان الوصي مستهدف من قبل السلطة الغاشمة آنذاك، الامام الصادق بالظاهر اوصى الى خمسة بمن فيهم المنصور لان الاوامر كانت تأتي سراً تأتي من المنصور الدوانيقي الى واليه، اقتل الامام الصادق ووصيه فالامام دفعاً لهذا البلاء وتفادياً للخطر الذي قد يحدق بولده الامام الكاظم اوصى بالظاهر الى خمسة نفرات واحد منهم المنصور الدوانيقي واحد منهم هو نفس الوالي، لكن الوصية الطبيعية هي لولده الامام الكاظم(ع).
اذن ابو حمزة الثمالي كان موضع اسرار اهل البيت، كان يلتقي الامام السجاد في الكوفة فيصحبه الامام مسألة زيارة امين الله زيارة الامام امير المؤمنين هي يزار بها كل امام من الائمة فلما تخاطب الامام "السلام عليك يا امين الله في ارضه وحجته على عباده" لكن منشأها الامام السجاد زار بها جده علياً في ظرف كان قبر الامام مجهولاً مئة وثلاثين سنة كان قبر امير المؤمنين مجهول ولكن تعيين مكانه عند الائمة فقط والخواص، الخواص واحد منهم ابو حمزة الثمالي لذلك كان يأتي ابو حمزة الثمالي مع الامام زين العابدين كان يقدم من المدينة، كان يرى ان الامام زين العابدين ما يقوم بأي عمل الا ان يزور امير المؤمنين ويعود فيسأل الامام الشغل اتيت؟
يقول بلي جئت لزيارة جدي امير المؤمنين، لكن الامام زين العابدين عند مكوثه في النجف كان يبتعد عن اجل ان يفوت الفرصة على الاعداء في تشخيص مكان قبر امير المؤمنين، فكان يذهب الى منطقة موجودة الى الآن مقام الامام زين العابدين في منطقة الدرعية او الثلمة بالنجف الاشرف، لكن الامام يتحين الفرصة فوراً ينتقل الى عند جده امير المؤمنين ولما زار جده اول مرة بهذه الزيارة، اوقف الامام ابا حمزة من بعيد من اجل ان يراقب المنطقة ويقول ابو حمزة انا اسمع الامام يزور ثم اومأت اليه بأنه جاء احداً من بعيد، حول الامام الزيارة الى دعاء اتوا فوجداً اعرابياً واقف في الصحراء يتكلم وهم في ريبة، جاءا واصطفا الى الامام زين العابدين ليصغيا الى بيانه، الامام حول الزيارة الى دعاء وعلى اي حال كله ذكر لله وكله تهذيب فوصل الامام الى الجملة وشاهد هذين الرجلين غير الزيارة الى دعاء، الهم اجعل نفسي مطمئنة بقدرك راضية بقضاءك مولعة بذكرك ودعاءك محبة لصفوة اولياءك الخ، ابو حمزة الثمالي دله الامام زين العابدين على موقع القبر، تقول الروايات ان ابا حمزة الثمالي دخل على الامام الصادق(ع)فقال سيدي جعلت فداك لقد كبر سني ووهن عظمي وقرب اجلي وكنت آمل ان احظى بنصرتكم وارزق الشهادة في محبتكم فقال الامام يا ابا حمزة اتظن ان الشهيد فقط من قتل بسيف اعداءنا قلت بلى جعلت فداك قال لا يا ابا حمزة، الامام اعطاه مفهوماً اوسعاً واعمقاً قال يا ابا حمزة من آمن بمحبتنا وولايتنا وصدق ما قلنا وانتظر غائبنا كان كمن استشهد في سبيل الله بين يدي الله وكان كمن استشهد بين يدي رسول الله، ابو حمزة الثمالي له تراجم طويلة يضيق الوقت في الحديث عنها، توفي ابو حمزة الثمالي في نفس اليوم الذي اخبر فيه بأن الامام الصادق توفي فكانت مأساة كبيرة اثرت على حياته أسأل الله له الرحمة والرضوان والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
*******