وقال "الدكتور محمود توفيق سعد"، عضو هيئة كبار علماء الأزهر ، إن الله أودع وجود الإنسان في هذه الحياة، مستخلفا إياه فيها لإيصال رسالة للعالمين وهذه الرسالة مضمونها من شقين، الأول إعمار الحياة بالحق المبين، والشق الثاني هو إخراج الناس من الظلمات "كل الظلمات" إلى النور، وهذا الأمر هو وجه من وجوه المعاني الموجودة في قول الله تعالى: "وما خلقت الجن والإنس إلا ليعبدون"، موضحاً أن الشعائر المكلف بها الإنسان من صلاة وزكاة وحج وصيام ما هي إلا أدوات لتعينه على أداء هذه الرسالة، لافتا إلى أن الله أقام وجود الإنسان بين تعليمين تعلم القرآن وتعلم البيان.
أوضح عضو هيئة كبار العلماء، خلال الملتقى العلمي الرابع عشر لهيئة كبار العلماء في الجامع الأزهر، أن أشرف العلوم جميعها هو تعلم كتاب الله وسنة رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم، حتى أنه لم يقل أي إنسان أن هناك علم أفضل منهما، موضحا أن الإنسان لا يمكنه أن يفهم أحكام الشريعة إلا بفهم اللغة العربية، فتعلم العربية ليس مجرد علم لسان أو تقويمه، ولكن هناك دقائق وعجائب وأسرار في القرآن الكريم لا يتوصل إليها أي إنسان إلا بفهم أسرار اللغة العربية، وهذا هو المقصد من تقديم الله تعليم الإنسان القرآن على تعليمه البيان، في سورة الرحمن، وهذا إفراد من إفرادات القرآن الكريم العجيبة التي يجب أن يتوقف حولها الباحثين في علوم اللغة، مؤكدا أن القرآن مليئ بالأسرار، والبيان يكشف عن هذه الأسرار.
ولفت إلى أن هناك مفردات كثيرة في القرآن الكريم يظن البعض أنها واحدة، لكنها تختلف في المبنى والمعنى مثل أمر الله لعباده بين الإنفاق في الصدقات وبين الآداء في الزكاة، فهناك فرق شاسع بين الإنفاق وبين آداء الزكاة، مشيرا إلى أن الحل الأوحد لكل ما نحن فيه هو العودة إلى كتاب الله تعالى، وفهمه فهما دقيقا، وهذا لا يكون إلا بتعلم اللغة العربية، لافتا إلى أن تعلم العلم يشعر الإنسان بالراحة وعدم الملل، لأن علوم اللغة العربية هي مفاتيح خزائن القرآن الكريم، موضحاً أن على طلاب العلم أن يعلموا أن تعلم اللغة ليست مجرد تعليم وتذويق اللسان بل هو تعليم بيان وتهذيب لسان.
المصدر: صدى البلد