وسورة محمد المباركة من السور المدنية وترتيبها 95 بحسب ترتيب نزول السور على رسول الله (ص) ولها 38 آية وتصنف في الجزء 26 من القرآن الكريم.
وسُميت بسورة "محمد" لذكر اسم النبي محمد (ص) في الآية الثانية بقوله تعالى: ﴿وَآمَنُوا بِمَا نُزِّلَ عَلَى مُحَمَّدٍ ﴾، وتسمى أيضاً بسور القتال، وتُعتبر من سور المثاني، أي: السور التي لا تبلغ آياتها المئة، وسميت بالمثاني؛ لأنها تُثنّى، أي: تُكرّر قراءتها أكثر مما تقرأ غيرها من الطوال والمئين.
ومن محاور سورة محمد المباركة وصف الأعمال الحسنة والسيئة وشرح نتيجة كل عمل يوم القيامة ثم تتحدث عن فريضة الجهاد ومقاتلة أعداء الإسلام.
وتتحدث السورة عن الإيمان والكفر وحال المؤمنين والكافرين يوم الحساب والجهاد والتعامل مع الأسرى وشرح وضع المنافقين الذين كانوا يتآمرون على الإسلام في المدينة المنورة.
وأهم محاور السورة المباركة هو موضوع الجهاد والتعامل مع الأسرى لقوله تعالي " فَشُدُّوا الْوَثَاقَ فَإِمَّا مَنًّا بَعْدُ وَإِمَّا فِدَاءً حَتَّى تَضَعَ الْحَرْبُ أَوْزَارَهَا ذَلِكَ" (محمد / 4).
ويتلخّص محتوى السورة في عدّة أقسام:
الأول: يتحدث عن مسألة الإيمان والكفر، والمقارنة بين أحوال المؤمنين والكافرين في هذه الدنيا وفي الحياة الآخرة.
الثاني: بحوث مُعبّرة حول مسألة الجهاد، وقتال المشركين، والتعليمات الخاصة فيما يتعلّق بأسرى الحرب.
الثالث: شرح أحوال المنافقين الذين كان لهم نشاطات هدّامة كثيرة حين نزول هذه الآيات في المدينة.
الرابع: يتناول مسألة السير في الأرض، وتدبّر مصير الأقوام الماضية وعاقبتهم.
الخامس: يُبيّن مسألة الاختبار الإلهي في موضوع القتال والجهاد.
السادس: يذكر مسألة الإنفاق الذي يعتبر بحد ذاته نوعاً من الجهاد، والحديث عن البخل الذي يقع في الطرف المقابل.
السابع: ينهي عن مسألة الصلح مع الكفار، الذي يكون أساساً لهزيمة المسلمين وذلتهم.