في غياب الملاحظات المباشرة للحياة خارج الأرض، غالبا ما يركز العلماء على البحث عن البصمات الحيوية، والمنتجات الثانوية الكيميائية للحياة، والتي يمكن اكتشافها باستخدام الاستشعار عن بعد.
وعلى الرغم من أن المريخ حظي بأكبر قدر من الاهتمام في هذا الصدد، فقد تم أيضا فحص عوالم النظام الشمسي الأخرى ذات الغلاف الجوي.
وعندما أعلن علماء الكواكب عن اكتشاف غاز الفوسفين في الغلاف الجوي لكوكب الزهرة باستخدام الملاحظات الراديوية الأرضية، أبلغوا عن تركيز الغاز في البداية ليكون 20 جزءا في المليار، ولكن تم تعديله لاحقا إلى سبعة أجزاء أو أقل لكل مليار على أساس المعايرة المحسنة وتحليل البيانات.
وعلى الأرض، يمكن أن يرتبط الفوسفين بالعمليات البيولوجية، ويدرس الباحثون ما إذا كان يمكن استخدام الغاز كدليل على الحياة على الكواكب الأخرى.
وتسبب اكتشاف إشارة محتملة تشير إلى وجود الفوسفين في سحب كوكب الزهرة في ضجة كبيرة في عام 2020. وذلك لأن الفوسفين هو علامة بيولوجية محتملة، أو مؤشر على الحياة المحتملة.
والآن، أبلغ العلماء أن مرصد "صوفيا" أو مرصد الستراتوسفير للأشعة تحت الحمراء (SOFIA)، لم تجد ملاحظاته الفوسفين في الغلاف الجوي لكوكب الزهرة والذي يعد علامة بيولوجية محتملة ويمكن أن يكون مؤشرا على المادة العضوية أو الحياة.
وأجرى مرصد "صوفيا"، وهو تلسكوب يعمل بالأشعة تحت الحمراء بعيدا مثبتا في طائرة 747 لإجراء عمليات رصد لا يمكن الوصول إليها من المراصد الأرضية، ملاحظات متابعة لكوكب الزهرة في محاولة لتأكيد أو دحض اكتشاف الفوسفين.
وتحلق طائرة مرصد "صوفيا" على ارتفاع 13 كيلومترا، أي فوق غالبية الغلاف الجوي للأرض، ما يقلل بشكل كبير من تلوث إشارة الفوسفين من المصادر الأرضية.
والنتيجة هي أن "صوفيا" لم تتمكن من العثور على علامات منبهة للفوسفين خلال ثلاث رحلات في نوفمبر 2021، وفقا لبيان صادر عن رابطة أبحاث الفضاء بالجامعات (USRA).
واستخدم الباحثون جهاز استقبال "صوفيا" GREAT، والذي يتميز بدقة طيفية عالية جدا، لجمع البيانات الطيفية للأشعة تحت الحمراء البعيدة من 75-110 كيلومترا فوق سطح كوكب الزهرة، وهو قريب جدا من نطاق الارتفاع المقاس بواسطة دراسة سابقة.
وأفاد الباحثون أن البيانات التي جمعتها GREAT خلال ثلاث رحلات مراقبة لم تكشف عن أي دليل واضح على وجود الفوسفين. وإذا كان أي فوسفين موجوداً في الغلاف الجوي لكوكب الزهرة، وبافتراض أن الوفرة ثابتة في الوقت المناسب، فإن الملاحظات الجديدة تشير إلى حد أعلى لتركيزه يبلغ 0.8 جزء لكل مليار. وهذا المستوى هو الحد الأعلى الأكثر صرامة المقدم حتى الآن لكامل نصف الكرة الأرضية لكوكب الزهرة.
ولا تزال العديد من تعقيدات الغلاف الجوي الكثيف لكوكب الزهرة محيرة لعلماء الكواكب. وقد يتحقق الاختراق الكبير التالي عندما يغوض مسبار DAVINCI، التابع لناسا، نحو سطح الكوكب، والذي من المقرر أن يحدث في أوائل عام 2030.