البث المباشر

الشاعر الولائي ابو الحسن ابن علي الحماد العبدي البصري

الأحد 10 فبراير 2019 - 14:39 بتوقيت طهران

إذاعة طهران- مع الصادقين: الحلقة 178

الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على محمد وآله الطيبين الطاهرين.
من منائر الصادقين عالم دهره وفريد عصره ابو الحسن علي ‌بن حماد العبدي البصري هو علم من اعلام الامامية وفذ نادر في قلمه وبصيرته وثقافته وولاءه لاهل البيت(ع)، اشتهر بأن ابوه كان قد اوصى واكد عليه ان ينهج منهجه والذي يبدو ان اباه ايضاً كان في هذا المنهج فمن جملة ما اوصاه به ان لايتبعد عن منهج اهل البيت وان يسير على خطى والده لذلك علي بن حماد ظهر من صغره عنصراً نشطاً في خط اهل البيت وكان يمدح اهل البيت حتى اصبح عالماً من علمائهم وكان يردد هذا المعنى في شعره يشير الى ما اوصاه به والده او ما اكد عليه والده، في شعره: 

وان العبد عبدكم علياً

كذا حماد عبدكم الاديب

رثاكم والدي بالشعر قبلي

واوصاني به ان لا اغيب

وكان هذا العالم الكبير معاصراً للشيخ الصدوق ومن حفظة الحديث عنه ويقال بأن الشيخ الصدوق استعان بهذا الرجل في تدوين كتبه وموسوعاته وقال ابن شهرآشوب بأن ابا الحسن علي بن حماد كان من المجاهدين المجاهرين في فضائل اهل البيت ومن الذين اكثروا من نظم الشعر في آل الرسول حتى‌ حصر له بعض المؤرخين الفين ومئتي بيتاً من الشعر في اهل البيت وقرأت له قصيدة وهي من روائع شعره في آل الرسول يقول فيها:

ارضي الاله واسخط الشيطانا

تعطى الرضى في الحشر والرضوانا

وامحض ولاءك للذين ولاءهم

فرض على من يقرأ القرآنا

آل النبي محمد خير الورى

واجلهم عند الا له مكانا

قوم قوام الدين والدنيا بهم

اذا صبحوا لهم معاً‌ اركانا

وهم الصراط المستقيم وحبهم

يوم المعاد يثقل الميزانا

وتوالت الاخبار ان محمداً

بولاءهم وبحفظهم اوصانا

طبعاً ‌يشير الى قوله تعالى لما امر النبي(ص): «قل لا اسئلكم عليه اجرا الا المودة‌ في القربى».
اشتهر علي بن حماد بأنه كان متشدداً حدياً في ولاءه للائمة(ع) وهذا طبعاً جر عليه تهمة نسبت اليه وحاول البعض ان يجعل منها سفاسف للتعريض بشخصيته وكانت اساليب دعائية واعلامية يعتمدها خصوم اهل البيت، علي بن حماد اشتهر بأنه من شخصيات وشعراء القرن الرابع الهجري وله روائع شعرية كثيرة خصوصاً رثاءه للامام الحسين‌(ع) وبحكم عملي كمنبري امر بمن نظم للحسين(ع) رأيت ان هذا الرجل من خيرة من نظم في قضية كربلاء والحسين ومن روائع قصائده اشير الى مقتطفات: 

حيي قبراً بكربلاء مستنيرا

ضم كنز التقى وعلماً منيراً

فيك ياقبر كل حلم وعلم

وحقيق بأن تكون فخوراً

فيك ريحانة النبي ومن

حل من المصطفى محلاً وفيراً

فيك من هدّ قبره عمد الدين

وقد كان بالهدى معموراً

ته على سائر القبور فقد

اصبحت بالتيه والفخار جديراً

ته يعني تفاخر وقرأت لابن حماد هذه القطعة الشعرية في الامام امير المؤمنين(ع) وهو يقول:

حدثنا الشيخ الثقة

محمد عن صدقة

رواية متسقة

عن انس عن النبي

رأيته على حرى

مع علي بالنهى

يقطف قطفاً في الهوى

شيئاً كمثل العنب...

كأنه يشير فيها الى حديث من انس والحديث اخرجه محمد بن جرير الطبري بأسناده ايضاً عن انس ان رسول الله(ص) ركب يوماً الى جيل كداء فقال لي يا انس انطلق وخذ هذه البغلة ‌حتى تصل موضع كذا فتجد علياً جالساً هناك يسبح بالحصى فأقرأه عني السلام واحمله على البغلة وأتني به والحديث يعكسه في القصيدة.
يقول انس فذهبت ونفذت ما امرني به رسول الله(ص) فوصلت الى الموضع وجدت علياً جالساً كما وصفه لي النبي فقلت له ان النبي اوفدني اليك يدعوك اليه وجئت بالامام امير المؤمنين الى النبي فلما رآه النبي قال اجلس يا علي ان هذا موضع جلس فيه سبعون نبياً مرسلاً ما جلس فيه من الانبياء احد الا وانا خير منه، يا علي وقد جلس مع كل نبي اخ له فما جلس من اخوة الانبياء احد الا وانت خير منه، قال انس والحديث كما يرويه الطبري والله وكأني اشعر بأن غمامة تظللهما وكانا يأكلان من عنقود عنب، هذه الفضيلة التي يرويها الطبري عن انس بن مالك يرويها ابن حماد في قصيدة مطولة، نعود لتكملة الحديث عن هذا العالم الفذ وهو ابو الحسن علي بن حماد قلت بأن هذا الرجل كان متضلع بالحديث وبذل كل عمره وكل جهده في بث فضائل آل الرسول وجمع شوارد الحقائق الراهنة في المذهب الحق ونشر ما ورد منها في الكتاب والسنة ‌واقامة الدعوى الى سنن الهدى والرجل هذا علي بن حماد ذكر المؤرخون بأنه عاش عمراً طويلاً وكان يعاني آلام العيش والبؤس المالي وكان يعيش من كد يده وكان ينسج الحصير ولا يترك اي فرصة واي مناسبة الا ويستهلكها في خدمة الحق واهل الحق وهم آل الرسول(ص) وقد لاقى عالماً من التهديد والضربات وآلام ولكنه كان مأنوساً ‌في خط الجهاد بخدمة اهل البيت الى ‌ان التحق بالرفيق الاعلى وهو ينعم بخيرة الباقيات الصالحات تغمده الله برحمته. والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.

*******

شاركوا هذا الخبر مع أصدقائكم

جميع الحقوق محفوظة