وقال محلل الشؤون العسكرية في القناة، ألون بن دافيد، إنّه "بخصوص الجنود، فهناك جيل جديد تماماً، ولديه عالم كامل في الشبكة (الإنترنت) يشكّل منافسة للقائد، وهذا يجعل مهارة القيادة أصعب من السابق، لأنّ هناك رأياً عاماً له تأثير في الجنود".
بدوره، أكد العميد احتياط في "جيش" الاحتلال، أمير أفيفي، وهو رئيس حركة الأمنيين، أنّ "هناك مساراً معيّناً إسرائيلياً لمهاجمة الجيش وخلق عدم شرعية له"، مشيراً إلى أنّ "الجيش يتلقّى هجمات، بينما يجب أن يبقى خارج السياسة".
العائلات الثرية تضع أبناءها في "وظائف آمنة"
أمّا يجيل ليفي، الباحث في "العلاقة بين الجيش والمجتمع والسياسة"، فأشار إلى أنّه "منذ أعوام الثمانينيات وتحوُّلِ المجتمع الإسرائيلي الى مجتمع سوق، ما نراه هو أنّ العائلات الثرية في المجتمع الإسرائيلي، وهي مجموعات القوة في المجتمع، ترسل أبناءها وبناتها أكثر فأكثر إلى وظائف غير خطيرة على الحياة، مثل الإدارة والتكنولوجيا".
وتابع ليفي موضحاً أنّ "هذا الأمر توسّع في الأعوام الأخيرة، وهذا الفراغ دخلته مجموعات كانت في الماضي ذات دور هامشي في الجيش، سواءٌ الطبقة الوسطى أو ما هو أدنى، وبالطبع الصهيونية الدينية التي ملأت الصفوف بصورة مكثفة جداً".
وأضاف أنّ "عائلات المجموعات، التي تخدم في الجيش، تفهم أنّها تحمل العبء الأساسي، وأن لديها قدرة المساومة، وحينها تجلب قيمها إلى الطاولة وتطلب من الجيش أن يصمّم من جديد ثقافته، على نحو يلائم قيمها".
وكشف أنّ "الجيش كان في حالة صدمة في قضية أليئور أزاريا، لأنه لم يتوقع أن يقوم اليمين الإسرائيلي بخلق عدم مشروعية لاعتبارات الجيش وقواعده ورموزه، إلى حدّ حدوث صدع بين الجيش واليمين".
"يجب ألّا نضيع.. الحكومة تقود الجيش وليس كوخافي"
بدوره، أكّد وزير الأمن الأسبق، موشيه يعالون، أنه حين يسمع "كثيرين من الجنود، قبل التجنّد، يقولون أريد أن أخدم في وحدة معينة حيث يقتلون العرب، فهذا يقلقني".
وأشار اللواء احتياط، نيتسان ألون، قائد المنطقة الوسطى سابقاً، إلى أنّ "هناك عدة جماهير في "إسرائيل" وليس جمهوراً واحداً متجانساً، وهذا يعني أنّ حركة الجيش لن تكون مرنة ومتجانسة مثل الغصن".
ورداً على أسئلة عن وجهة الجيش، وكيف سيواجه ائتلافاً، جزءٌ منه يطمح إلى التدخل سياسياً في الجيش، وما إذا كانت الفجوة المتزايدة بين روح القائد وروح المقاتلين يمكن جسرها؟ أكّد العميد احتياط، تسفيكا فوغل، وهو كذلك عضو في الكنيست عن حزب "قوة يهودية"، أنّ "قائد الجيش الرسمي هو الحكومة، وعبر وزير الأمن، وهو ليس رئيس الأركان".
وتابع: "لا يجب أن نضيع، نحن من يٌملي عليه السياسة، وعليه تنفيذها. نحن حكومة لديها جيش، وليس العكس".
كوخافي: كل تدخّل سياسي في قرارات "الجيش" مرفوض
وكانت تقارير إسرائيلية أفادت، منذ أيام، بأنّ رئيس هيئة الأركان العامة في جيش الاحتلال "الفريق أفيف كوخافي، أجرى محادثات مع قائد لواء غفعاتي، العقيد أليعاد مواتي، ومع قائد كتيبة تسابار، المقدم أفيران ألفسي"، منتقداً أعضاء الكنيست "الذين هاجموا الجيش الإسرائيلي لمعاقبته الجندي الذي هدد إسرائيليين بـ بن غفير".
وهدّد كوخافي بـ"أننا لن نسمح لأيّ رجل سياسي، لا من اليمين ولا من اليسار، بالتدخل في قرارات قيادية واستغلال الجيش من أجل تقديم أجندة سياسية".
وتابع أن "التدخل السياسي في الجيش يضرّ مباشرة بقدرته على تنفيذ مهمّاته، وبشرعيته. وإهانة قادة في الجيش على خلفية سياسية هو منحدر زلق ممنوع علينا كمجتمع أن نتدحرج إليه. فالجنود، والقادة، وكذلك عائلاتهم، لديهم حقوق كثيرة، ويجب إبقاؤهم بعيداً عن أي خطاب سياسي".
وأكّد كوخافي أن "القادة، وفقط القادة، يحددون المعايير وطريقة معالجة الأحداث في وحداتهم". وأضاف أنّ "مهاجمة قائد الكتيبة أمر مرفوض، وكلّ تدخل سياسي في قرارات القادة أمر مرفوض".
المصدر: وسائل إعلام إسرائيلية