إذ قد تؤدي هذه الالتهابات إلى تلف الأوعية الدموية، مما يؤدي إلى حدوث أمراض القلب والسكتة الدماغية.
وقد درس الباحثون على 2183 رجلاً وامرأة ذوي متوسط العمر 46 عام. وقد استُبعِد الأشخاص المصابون بالخرف أو الذين كانت لديهم سابق إصابة بالسكتة الدماغية من المجموعة التي شملتها الدراسة.
وقد حلل الباحثون الأحماض الدهنية الموجودة في عينات الدم المأخوذة من المشاركين. كما فُحِصت أدمغتهم باستخدام تقنية التصوير بالرنين المغناطيسي. وقد اهتم الباحثون في هذا الفحص بأحجام المادة الرمادية والبيضاء الموجودة في الدماغ، وخاصة في الحُصين. ويلعب الحُصين دورًا في التعلم والذاكرة، ويمكن أن يشير تقلص الحجم إلى الخرف المحتمل.
وإضافة لذلك، فقد خضع المشاركون إلى تقييم عصبي قيس فيه التفكير المجرد للمشاركين وسرعة المعالجة والوظائف التنفيذية الأخرى للدماغ وذلك عبر مجموعة من الاختبارات.
وقد أفاد الباحثون بأن مستويات أحماض أوميغا 3 الدهنية فيما يقرب من 25٪ من المشاركين كانت منخفضة (أقل من 4٪). وسميت هذه المجموعة بالمجموعة منخفضة الأوميغا 3. بينما صُنِّف بقية المشاركين في المجموعة العليا؛ والتي كان متوسط مستوى أوميغا 3 لديهم يقدر بــ 5.2٪.
وبمقارنة عينات الدم ونتائج التصوير بالرنين المغناطيسي والتقييمات العصبية، وجد الباحثون أن هناك ارتباطا بين المستويات المرتفعة من أحماض أوميغا 3 الدهنية وبين حجم الحصين الكبير والقدرة الأفضل على التفكير التجريدي.
كما لاحظ الباحثون أن الأشخاص في المجموعة العليا كانت لديهم أيضًا أحجام أعلى من المادة الرمادية، ودرجات قراءة أفضل، ودرجات أعلى قليلاً في التفكير المنطقي.
وفي المقابل، كان الأشخاص في المجموعة ذات المستوى المنخفض من أوميغا 3 أقل فرصة للحصول على شهادة جامعية، وأكثر عرضة لأن يكونوا مدخنين ومرضى بداء السكري وذلك مقارنة بالمجموعة الأعلى. مما يؤكد على الدور المحتمل للأوميغا 3 في تحسين القدرات المعرفية.
وفي ذات الصدد تذكر الدكتورة ناتالي كينغ، عالمة الأعصاب غير المشاركة في الدراسة أن "كل ما نقوم به ونستهلكه يؤثر على أدمغتنا. فهناك العديد من الدراسات التي تسلط الضوء على تأثير الطعام والشراب على صحة الدماغ ووظائفه بشكل عام".
وتتابع كينغ قائلة "قد تبين أن أحماض أوميغا 3 الدهنية، على وجه الخصوص، تعد مفيدة عندما يتعلق الأمر بتحسين الوظيفة العقلية، إضافة إلى تحسين الحالة الصحية العامة، كما في بعض الأمراض مثل اضطرابات المزاج وغيرها من الأمراض التي تؤثر على التعلم والذاكرة".