البث المباشر

العالم الفقيه نور الدين العاملي الكركي

الأحد 10 فبراير 2019 - 11:35 بتوقيت طهران

إذاعة طهران- مع الصادقين: الحلقة 170

الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على محمد وآله الطيبين الطاهرين.
من منائر الصادقين مضموناً ومن شهداء خط اهل البيت(ع) هو شيخ الامة وزعيمها الميمون وفقيهها الاكبر الشيخ نورالدين ابو الحسن العاملي الكركي.
هو والد الشيخ المعروف بالشيخ الكركي(رض)، هذا الحبر الاعظم من العلماء العاملين من الذين اكتسب توفيقاً كبيراً في انقاذ الناس من الجهل وهدايتهم صوب الطريق المستقيم وهو طريق ال الرسول(ع).
اقول بكل تأكيد انه لم تتح لاي عالم في عصره بعد الشيخ الخواجة نصيرالدين الطوسي الفرصة كما اتيحت الفرصة للشيخ نورالدين الكركي في اعلاء كلمة الحق ونشر فكر اهل البيت ومقاومة البدع والمنكرات والانحراف.
الشيخ نورالدين اشتهر ايضاً بالمحقق الثاني لسعة علمه وجهاده وهو في لبنان في الكرك، استدعاه الحاكم الصفوي الى ايران السلطان طهماسب لنشر الاصلاح وفوض اليه صلاحيات كبيرة واصدر الحاكم الصنوي قرارين وكان من عادة هذا الحاكم وغيره من الصفويين ان بعد البسملة يكتب يا محمد يا علي، اصدر مرسومين الى جميع الولاة الممثلين في ايران بالاذعان والاقران نورالدين(رض) واوصاهم بل وامرهم بتنفيذ اوامره حتى انه كما ذكر المرحوم شيخ الحفاظ والمحدثين الشيخ الاميني(رض) في كتابه الشهير والنافع "شهداء الفضيلة" ذكر ان السلطان طهماسب الصفوي كتب الى عماله بأن طاعتهم للشيخ يجب ان تكون اهم من طاعتهم له لان الشيخ نور الدين هو نائب الامام المهدي(ع)هذا تعبير الحاكم الصفوي انذاك. في تلك البرهة اشتهرت يدع وخرافات وعادات لاعلاقة لها بالاسلام ولا بمذهب اهل البيت ولو تركت على حالتها لكانت تتسع وتأخذ طابع التقدس وتحسب بالتالي على المذهب وشيئاً فشيئاً تصبح من المذهب وكانت مترفطة اما افراطاً او تفريطاً من قبيل الغلو، التسامح الى ابعد الحدود وامثال هذه الحالات الخطيرة جداً على فكر الامامية وعلى المذهب ولا يستطيع احد مقاومتها والقضاء عليها الاّ العلماء الحاذقون العاملون الصابرون ومن هنا نلاحظ الحديث عن النبي(ص) "اذا ظهرت البدع فعلى العالم ان يظهر علمه" العالم ليس مهمته فقط تحصيل العلم انما نشر العلم وبث العلم في اجواء المجتمع حتى يستفيد المجتمع.
المرحوم الشيخ نور الدين الكركي العاملي كان في طليعة من نشر علم ال الرسول وطهر المنطقة من كل هذه الخرافات والبدع. يذكر المرحوم الاميني(رض) ان السلطان طهماسب همش مراسيمه بحق الشيخ بالخصوص 939 هجرية هكذا اصدر تهميش لبعض قراراته بأي ان امر بقره الشيخ نورالدين هو امر يجب طاعته وهدد من يقوم بمعارضة ذلك، لان مهمة الشيخ وجهت وقبلت بمصاعب كبيرة وهناك ملاحظة مهمة وهذا حاصل طبيعي ان الاصلاح مهمة صعبة تواجه بالعداء والاعتداء ومهمة المصلحين مهمة شاقة لذلك لما نقرأ ترجمة هذا الشهيد في اسفاره الاصلاحية في ربوع ايران، في لبنان، في بلاد الشام والنهرين، عانى ماعانى من التهديد والترويع وكم هجم وكم مرة عذب وسلب مراراً وكانوا يستهدفون هذا العالم نظراً لوجوده المبارك.
للشهيد السعيد مؤلفات لايستغني عنها العلماء والفقهاء والمجتهدين مثلاً من موسوعاته العلمية المهمة "جامع المقاصد"، موسوعة فقهية وهي احدى المصادر الغنية لتوفير جو الاجتهاد واستنباط الاحكام وربما لا ندخل مكتبة فقيه او مرجع الا نواجه امامنا موسوعة "جامع المقاصد" وكذلك له كتاب اسمه "رسالة نفحات اللاهوت في لعن الجبت والطاغوت" ، "الرسالة الجعفرية" واجمالاً له اكثر من ثلاثين مؤلفاً في العقائد والفقه وغيرها.
ومن خلال مروري بحياة هذا الفقيد السعيد انه لو لم يضايق ولولم يهاجم كان عطاءه يفوق الثلاثمئة لكن نحو نقرأ في عمليات الهجوم والاغارة عليه خلال السفر والسرقة وكم دمرت محفظته التي كانت تضم اثاراً كثيرة، ولا نعلم، ان البعض يقول ان لديه شعر ايضاً كثير في اهل البيت ويبدو انه من المواد التي تلفت لانه اقل الاذى الذي كان يلحقه خصوم اهل البيت بعلماء الامامية ودعاة الامامية هو تدمير الاثار والمكتبة.
اما استشهاده، فقد استشهد في طريق الدعوة الى الله ونشر فكر اهل البيت حتى ان المؤرخين يذكرون ان بعض حكام اجور كان يترصد به الفرص ويتظاهر له بالمحبة والاحترام وكم تصدى ان يصنع له مأدبه تكريم، وعلى اي حال فكان يستجيب الى اي دعوة يدعى اليها وكان يعتبر ان استجابة الدعوة هو جزء من مهمته فكان يشير عليه بعض اصحابه ان يحتاط وهؤلاء خصوم اهل البيت هو كان يرى ان ينفتح على هؤلاء عسى ان تلين قلوبهم ويصغون الى الحقائق وفعلاً اصغى الكثير منهم الى الحقائق وهذا الذي اعطى خطورة ابعد لوضعه، لكن استدرجه بعض هؤلاء الولاة بعنوان اقامة مأدبة يوم عيد الغدير وكظاهرة من مطاهر حسن نية الطرف ايام شهر ذي الحجة ومناسبة الغدير عام 945 فأستجاب المرحوم شيخ نورالدين لكنه يبدو ان ذلك الخبيث بخصوص وجبة الطعام التي قدمت للشيخ نور الدين كان قد دس فيها السم وهو انذاك كان يقوم برحلة للغري الى زيارة امير المؤمنين على ساكنه افضل الصلاة والسلام بعد ان تناول الطعام ظهرت عليه اعراض السم وبقي بعدها ثلاثة ايام وتوفي شهيداً مسموماً.
تغمده الله بواسع رحمته. والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته. 

*******

شاركوا هذا الخبر مع أصدقائكم

جميع الحقوق محفوظة