البث المباشر

تفسير موجز للآيات 13 الى 18 من سورة الحجرات

السبت 24 أغسطس 2024 - 11:43 بتوقيت طهران

إذاعة طهران- نهج الحياة: الحلقة 959

 

بسم الله وله الحمد إذ من علينا بنعمة الإيمان والهدى والصلاة والسلام على خاتم الأنبياء والمرسلين محمد المصطفى وعلى آله الطيبين الطاهرين.. أحبتنا المستمعين الأفاضل سلام من الله عليكم ورحمة من لدنه تعالى وبركات.. تحية طيبة لكم أينما كنتم وأنتم تتابعون برنامجكم القرآني "نهج الحياة" عبر إذاعة طهران صوت الجمهورية الإسلامية في ايران حيث سنكمل في حلقتنا هذه بإذن الله ما تبقى من سورة الحجرات المباركة..

أما الآن، أيها الأفاضل، ندعوكم الى الإستماع الى تلاوة الآيتين الثالثة عشرة والرابعة عشرة من سورة الحجرات ومن ثم سنقدم لكم تفسيرها الميسر فابقوا معنا..

يَا أَيُّهَا النَّاسُ إِنَّا خَلَقْنَاكُم مِّن ذَكَرٍ وَأُنثَى وَجَعَلْنَاكُمْ شُعُوباً وَقَبَائِلَ لِتَعَارَفُوا إِنَّ أَكْرَمَكُمْ عِندَ اللَّهِ أَتْقَاكُمْ إِنَّ اللَّهَ عَلِيمٌ خَبِيرٌ{13} قَالَتِ الْأَعْرَابُ آمَنَّا قُل لَّمْ تُؤْمِنُوا وَلَكِن قُولُوا أَسْلَمْنَا وَلَمَّا يَدْخُلِ الْإِيمَانُ فِي قُلُوبِكُمْ وَإِن تُطِيعُوا اللَّهَ وَرَسُولَهُ لَا يَلِتْكُم مِّنْ أَعْمَالِكُمْ شَيْئاً إِنَّ اللَّهَ غَفُورٌ رَّحِيمٌ{14}

أيها الأكارم، تشير الآية الثالثة عشرة الى اصول ثلاثة هي: المساواة في الخلق بين الرجل والمرأة وتفاضل الناس فيما بينهم وتأسيس هذا التفاضل على قاعدة التقوى.

وفي القرآن آيات أخرى تدل على بعض المعايير التي تؤدي الى التفاضل بين الناس، كالعلم والسبق الى الإيمان والهجرة في سبيل الله.

والمراد من الأعراب في الآية الرابعة عشرة، هم سكان البوادي الذين آمن بعضهم، حيث ورد في الآية التاسعة والتسعين من سورة التوبة (ومن الأعراب من يؤمن بالله واليوم الآخر) ولكن بعضهم كانوا يرون أنهم ذوو فضل على الناس.

ومما تعلمه إيانا هاتان الآيتان المباركتان أولاً: الإختلاف بين الناس في الإنتماء والشكل وما شابه من أشكال الإختلاف، من الأفعال الحكيمة لله تعالى، والتي تهدف الى غاية وهي التعارف.

ثانياً: الكرامة التي يكتسبها الإنسان بين الناس أو منهم، سرعان ما تزول؛ والمهم هو الكرامة التي يمنحها الله.

ثالثاً: لا ينبغي أن نصدق كل شعار ودعوى كما لا يكفي عدم التصديق، بل يحسن إبطال هذه الدعوى.

رابعاً: الطريق الى الإيمان يمر عبر الطاعة والعمل، ولا يصل الإنسان الى هذه المرتبة بالدعوى باللسان.

وخامساً: طاعة الله تعالى، من الأمور الممهدة لنزول الرحمة ونيل المغفرة الإلهية.

--فاصل—

والآن، أيها الأكارم، ننصت وإياكم خاشعين الى تلاوة الآيتين الخامسة عشرة والسادسة عشرة من سورة الحجرات المباركة..

إِنَّمَا الْمُؤْمِنُونَ الَّذِينَ آمَنُوا بِاللَّهِ وَرَسُولِهِ ثُمَّ لَمْ يَرْتَابُوا وَجَاهَدُوا بِأَمْوَالِهِمْ وَأَنفُسِهِمْ فِي سَبِيلِ اللَّهِ أُوْلَئِكَ هُمُ الصَّادِقُونَ{15} قُلْ أَتُعَلِّمُونَ اللَّهَ بِدِينِكُمْ وَاللَّهُ يَعْلَمُ مَا فِي السَّمَاوَاتِ وَمَا فِي الْأَرْضِ وَاللَّهُ بِكُلِّ شَيْءٍ عَلِيمٌ{16}

مما يمكن تعلمه من هاتين الآيتين الكريمتين، أيها الأطائب، أولاً: يجمع القرآن بين ذكر معيار التفاضل والتكامل، وبين الإشارة الى النموذج الأكمل في ميدان التفاضل الإجتماعي.

ثانياً: من علامات صدق الإيمان وثباته، عدم الريب وانتفاء الشك.

ثالثاً: الإيمان أمر باطني، يكشف عنه العمل والسلوك الخارجي.

رابعاً: لا داعي للتظاهر والإدعاءات عندما تكون بين يدي الله تعالى، فالله عالم بالسرائر لا يخفى عليه شيء.

وخامساً: يعلم الله سبحانه وجود الأشياء والأشخاص وخصائصهم وصفاتهم التي يتصفون بها.

---فاصل---

أحبتنا الأفاضل، فيما يلي، وضمن برنامج نهج الحياة، تستمعون الى تلاوة مرتلة من الآيتين السابعة عشرة والثامنة عشرة وهي آخر آيات سورة الحجرات المباركة قبل البدء بشرحها الموجز فكونوا معنا على بركة الله..

يَمُنُّونَ عَلَيْكَ أَنْ أَسْلَمُوا قُل لَّا تَمُنُّوا عَلَيَّ إِسْلَامَكُم بَلِ اللَّهُ يَمُنُّ عَلَيْكُمْ أَنْ هَدَاكُمْ لِلْإِيمَانِ إِن كُنتُمْ صَادِقِينَ{17} إِنَّ اللَّهَ يَعْلَمُ غَيْبَ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَاللَّهُ بَصِيرٌ بِمَا تَعْمَلُونَ{18}

أيها الأفاضل، يتحدث الله سبحانه في الآية السابعة عشرة، عن منّه على الناس بالهداية، وفي الآية الرابعة والستين بعد المئة من سورة آل عمران يتحدث عن إرسال الأنبياء، وهذا يكشف عن أن أعظم المنن نعمة الهداية وإرسال الهداة المعصومين لقيادة الناس.

ومما نستقيه من هاتين الآيتين الشريفتين أولاً: لا حاجة لله تعالى في إيماننا وأعمالنا من عبادة وغيرها.

ثانياً: الإيمان هو المقصد والغاية لمسيرة التكامل الإنساني، وليس التظاهر بالإيمان وادعاؤه، ويعد هذا الأخير من فعل المنافقين.

ثالثاً: توجد أسرار خفية في آفاق السماء وأقطار الأرض لا يعلم الإنسان منها شيئاً.

ورابعاً: لو أن الإنسان يلتفت بشكل دائم الى علم الله وبصيرته النافذة، لدقق في كل حركة وسكون، وفي كل قول وفعل يصدر عنه.

--فاصل—

أحبتنا المستمعين الأفاضل، قدمنا لحضراتكم حلقة أخرى من برنامجكم القرآني، نهج الحياة، حيث ختمنا فيها تفسير سورة الحجرات المباركة.. فشكراً لحسن استماعكم وجميل إصغائكم والسلام عليكم ورحمة الله تعالى وبركاته.

شاركوا هذا الخبر مع أصدقائكم

جميع الحقوق محفوظة