البث المباشر

تفسير موجز للآيات 17 الى 21 من سورة الفتح

السبت 24 أغسطس 2024 - 11:43 بتوقيت طهران

إذاعة طهران- نهج الحياة: الحلقة 953

 

بسم الله الرحمن الرحيم.. الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على سيدنا ونبينا محمد المصطفى وعلى آله الأطيبين الأطهرين..

حضرات المستمعين الأفاضل سلام من الله عليكم ورحمة من لدنه تعالى وبركات,, تحية لكم وأهلاً بكم وأنتم تتابعون برنامجكم القرآني "نهج الحياة" حيث سنواصل في حلقتنا هذه بإذن الله تفسير آيات سورة الفتح المباركة فكونوا معنا ..

--فاصل—

أحبة الخير والإيمان، ندعوكم الآن، وقبل البدء بشرحها، الى الإستماع الى تلاوة الآية السابعة عشرة من سورة الفتح..

لَيْسَ عَلَى الْأَعْمَى حَرَجٌ وَلَا عَلَى الْأَعْرَجِ حَرَجٌ وَلَا عَلَى الْمَرِيضِ حَرَجٌ وَمَن يُطِعِ اللَّهَ وَرَسُولَهُ يُدْخِلْهُ جَنَّاتٍ تَجْرِي مِن تَحْتِهَا الْأَنْهَارُ وَمَن يَتَوَلَّ يُعَذِّبْهُ عَذَاباً أَلِيماً{17}

مما تعلمه إيانا هذه الآية الكريمة، أيها الأفاضل، أولاً: على المقنن أن يلاحظ الحالات الخاصة والإستثناءات عند سنه القوانين، فيشير الى الحالات الخاصة فيخرجها من دائرة القانون العام.

ثانياً: لا ينبغي أن يشعر المعاق بأي حرج بسبب عجزه عن القيام بواجبه، وتجدر الإشارة الى أن الآية تنفي كل أشكال الحرج، لأن كلمة "حرج" نكرة في سياق النفي وذلك من صيغ العموم كما يقال في علم الأصول والبلاغة.

ثالثاً: التكاليف الإلهية تكون بحسب الطاقة والقدرة.

رابعاً: لا يمنع الله العاجزين عن القيام ببعض الواجبات من دخول الجنة شريطة أن يطعيوا في ما هم قادرون على الطاعة فيه.

وخامساً: المعيار الأساس لدخول الجنة هو الطاعة، رغم أن الشفاعة تنفع وتساعد في تقريب الإنسان من الجنة وإبعاده عن النار.

---فاصل---

أما الآن، مستمعينا الأكارم، ننصت وإياكم خاشعين الى تلاوة مرتلة للآيتين الثامنة عشرة والتاسعة عشرة من سورة الفتح المباركة..

لَقَدْ رَضِيَ اللَّهُ عَنِ الْمُؤْمِنِينَ إِذْ يُبَايِعُونَكَ تَحْتَ الشَّجَرَةِ فَعَلِمَ مَا فِي قُلُوبِهِمْ فَأَنزَلَ السَّكِينَةَ عَلَيْهِمْ وَأَثَابَهُمْ فَتْحاً قَرِيباً{18} وَمَغَانِمَ كَثِيرَةً يَأْخُذُونَهَا وَكَانَ اللَّهُ عَزِيزاً حَكِيماً{19}

إخوتنا الأفاضل، من التعاليم التي يمكن أخذها من هاتين الآيتين الكريمتين هي أولاً: الإيمان الذي يرضاه الله ويريده هو الإيمان المقرون بالوفاء للرسول والثبات بين يديه.

ثانياً: الدين والسياسة مترابطان، فالله سبحانه يرضى عن المؤمنين الذين يؤدون واجباتهم تجاه الرسول فيبايعونه على مشاركته أهدافه الإجتماعية والسياسية وغيرها مما يتعلق بالشأن العام.

ثالثاً: يخص الله ببعض ألطافه من يعلم صدق نياتهم وإخلاصهم في الإيمان.

رابعاً: السكينة هدية من الله يظلل بها قلوب المؤمنين كما هي من مقدمات النصر والفوز.

وخامساً: عندما يكون العمل فيما يرضي الله لابد من توقع تحقق وعود الله فهو الحكيم وهو القادر على إنجاز ما وعد.

---فاصل---

أما الآن، إخوة الإيمان، وقبل تفسيرهما، نشنف آذاننا بالإستماع الى تلاوة الآيتين العشرين والحادية والعشرين من سورة الفتح المباركة...

وَعَدَكُمُ اللَّهُ مَغَانِمَ كَثِيرَةً تَأْخُذُونَهَا فَعَجَّلَ لَكُمْ هَذِهِ وَكَفَّ أَيْدِيَ النَّاسِ عَنكُمْ وَلِتَكُونَ آيَةً لِّلْمُؤْمِنِينَ وَيَهْدِيَكُمْ صِرَاطاً مُّسْتَقِيماً{20} وَأُخْرَى لَمْ تَقْدِرُوا عَلَيْهَا قَدْ أَحَاطَ اللَّهُ بِهَا وَكَانَ اللَّهُ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيراً{21}

تشير الآية العشرين من سورة الفتح، عزيزي المستمع، الى أن الإهتداء الى الصراط المستقيم من أعظم النعم الإلهية على الإنسان، ولذلك فإنه سبحانه يدعو الإنسان إليه ويندبه الى طلب هذه الهداية منه سبحانه ليل نهار.

ويحدثنا القرآن الكريم في مواضع عدة عن الإقتران بين العسر واليسر، ومن ذلك قوله تعالى (فإن مع العسر يسرا) وقوله عز من قائل(سيجعل الله بعد عسر يسرا) فقد كانت السنوات الأولى بعد بعثة النبي (ص) سنوات عذاب واتهام وتآمر على الإسلام والمسلمين وكانت السنوات الأولى بعد الهجرة ملأى بالحروب والمعارك والجرحى والشهداء.

وقد تحقق وعد الله باليسر في السنة الأخيرة من حياة النبي (ص) ويتجلى ذلك في الوعود والأخبار التي تتضمنها هذه السورة المباركة.

أيها الأحبة، ومما نتعلمه من هاتين الآيتين الكريمتين أولاً: التنمية المعيشية وتحسين الأحوال الإقتصادية للمسلمين من المواهب الإلهية والنعم التي يمن بها الله عليهم.

ثانياً: السيطرة على غنائم الحرب أمر مشروع ومجاز في قوانين الجهاد الإسلامي.

ثالثاً: الغنيمة والأمن والهداية هي الثواب الألهي المعجل للمؤمنين.

رابعاً: على الإنسان أن لا يحسب أن الحصول على الغنائم تابع لذكائه وقوته، بل هي نعمة وتدبير إلهي.

خامساً: ينبغي أن يلتفت الإنسان الى نقاط ضعفه حتى وهو في حالات القوة.

وسادساً: آيات القرآن مدرسة للتربية على التوكل والتوحيد، ومدرسة للإنسان الموحد.

---فاصل---

ختاماً، إخوتنا الأطائب، تقبلوا تحياتنا من إذاعة طهران صوت الجمهورية الإسلامية في ايران، شاكرين لكم كرم المتابعة وحسن الإستماع لبرنامجكم "نهج الحياة" دمتم بخير وفي أمان الله وحفظه.

شاركوا هذا الخبر مع أصدقائكم

جميع الحقوق محفوظة