البث المباشر

تفسير موجز للآيات 33 الى 35 من سورة محمد (ص)

الثلاثاء 20 أغسطس 2024 - 10:44 بتوقيت طهران

إذاعة طهران- نهج الحياة: الحلقة 947

 

بسم الله الرحمن الرحيم.. الحمد لله رب العالمين ثم الصلاة والسلام على خاتم الأنبياء والمرسلين سيدنا ونبينا محمد وعلى آله الطيبين الطاهرين..

أحبتنا الأفاضل، مستمعي إذاعة طهران تحية لكم أينما كنتم وأنتم تتابعون برنامجكم القرآني هذا "نهج الحياة" حيث سنعرض لكم في هذه الحلقة من البرنامج تفسيراً موجزاً آخر من آيات سورة محمد (ص) المباركة فكونوا معنا وتابعونا مشكورين..

--فاصل--

أما الآن، أيها الأفاضل، وقبل بيان معانيها ندعوكم للإستماع الى تلاوة الآية الثالثة والثلاثين من سورة محمد (ص)..

يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا أَطِيعُوا اللَّهَ وَأَطِيعُوا الرَّسُولَ وَلَا تُبْطِلُوا أَعْمَالَكُمْ{33}

أيها الكرام، في معنى عبارة "لا تبطلوا أعمالكم" احتمالات ثلاثة، وذلك بالنظر الى مطلع الآية، وهذه الإحتمالات هي أولاً: حافظوا على إيمانكم ولا تتحولوا الى الشرك، فتذهب أعمالكم سدىً، لأن الشرك يحبط الأعمال. ثانياً: لا تتركوا طاعة رسول الله (ص) فتبطل أعمالكم, وثالثاً: لا تمنوا على النبي (ص) أعمالكم وذلك كما في قوله تعالى في الآية السابعة عشرة من سورة الحجرات (يمنون عليك أن أسلموا قل لا تمنوا علي إسلامكم...).

ومما نتعلمه من هذه الآية المباركة عزيزي المستمع أولاً: للإيمان لوازم ومترتبات، أهمها طاعة الله والرسول، واتباع ما يأمران به.

ثانياً: النبي (ص) معصوم وتجب طاعته من دون أي قيد أو حدود.

وثالثاً: لا ينبغي أن يغتر المؤمن بكثرة أعماله، فقد يأتي بما يحبط هذه الأعمال ويبطل آثارها.

--فاصل—

أما الآن، إخوة الإيمان، نشنف آذاننا بالإستماع الى تلاوة الآية الرابعة والثلاثين من سورة محمد (ص) المباركة..

إِنَّ الَّذِينَ كَفَرُوا وَصَدُّوا عَن سَبِيلِ اللَّهِ ثُمَّ مَاتُوا وَهُمْ كُفَّارٌ فَلَن يَغْفِرَ اللَّهُ لَهُمْ{34}

أيها الأكارم، عندما ندقق في موضع هذه الآية، نجدها بين آيتين تخاطبان المؤمنين، وهذا يشير الى إمكانية التحول من الإيمان الى الكفر، وهو خطر كبير وسوء عاقبة، ليس هناك ما هو أسوأ منه.

كما تشير هذه الآية الكريمة الى أن على الرغم من الوعد الإلهي بالمغفرة الشاملة، إلا أنه توجد بعض الإستثناءات، وأهمها استثناء الشرك والكفر والموت عليهما، فقد ورد في بعض الآيات الوعيد بعدم المغفرة والتوبة في هاتين الحالتين كما في الآية الثالثة والخمسين من سورة الزمر حيث يقول تعالى "إن الله لا يغفر أن يشرك به ويغفر ما دون ذلك لمن يشاء"

--فاصل—

ومما نستقيه من هذه الآية المباركة، أعزاءنا الكرام، أولاً: الكفر هو من الأسباب الذي يؤدي الى بطلان الأعمال التي أتى بها الإنسان في فترة إيمانه.

ثانياً: الكفر ومعاندة الحق من الأفعال التي تترك أثرها وتصد الناس عن الإيمان والعمل الصالح.

وثالثاً: باب المغفرة والتوبة مفتوح الى اللحظات الأخيرة من حياة الإنسان وقبل أن تبدو عليه أمارات الموت.

جعلنا الله وإياكم من التائبين المستغفرين ورزقنا حسن العاقبة..

--فاصل—

أيها الأحبة، ندعوكم الآن الى الإستماع لتلاوة الآية الخامسة والثلاثين من سورة محمد (ص) المباركة..

فَلَا تَهِنُوا وَتَدْعُوا إِلَى السَّلْمِ وَأَنتُمُ الْأَعْلَوْنَ وَاللَّهُ مَعَكُمْ وَلَن يَتِرَكُمْ أَعْمَالَكُمْ{35}

كلمة "يتركم" هنا، أيها الكرام، هي من الوتر وبمعنى النقصان. والمراد من المعية بين الله والمؤمنين ليس المعية العامة له سبحانه، بل المعية الخاصة التي يتوفر عليها المؤمنون المجاهدون والتي ينالون بموجبها النصر والعزة والرعاية الإلهية الدائمة، وقد ورد هذا المعنى في آيات أخر منها قوله تعالى في الآية التاسعة والستين من سورة العنكبوت حيث يقول عز من قائل (وإن الله لمع المحسنين).

ومما تعلمه إيانا هذه الآية المباركة أولاً: لا ينبغي للمؤمن أن يهن أو يضعف.

ثانياً: صلابة الجبهة الداخلية من شروط النصر الأساسية.

ثالثاً: من الواجب رفع الحالة المعنوية للمسلمين وتذكيرهم بأهميتهم وعلو مقامهم.

ورابعاً: النصرة والعون من الله من الأمور المقارنة لحركة المسلمين المجاهدين.

--فاصل—

ختاماً، إخوتنا وأخواتنا الأطائب، نشكر لكم طيب المتابعة وحسن الإستماع لبرنامجكم القرآني "نهج الحياة" فحتى لقاء آخر وتفسير ميسر آخر من آي الذكر الحكيم نستودعكم الله والسلام خير ختام.

شاركوا هذا الخبر مع أصدقائكم

جميع الحقوق محفوظة