البث المباشر

تفسير موجز للآيات 25 الى 28 من سورة محمد (ص)

الثلاثاء 20 أغسطس 2024 - 10:44 بتوقيت طهران

إذاعة طهران- نهج الحياة: الحلقة 945

 

بسم الله الرحمن الرحيم

الحمد لله حمد الشاكرين على نعمائه، سيما نعمة الهدى والإيمان، ثم الصلاة والسلام على سيدنا ونبينا محمد وعلى آله الطيبين الطاهرين.. حضرات المستمعين الأفاضل في كل مكان نحييكم أطيب تحية حيث نقدم لكم من إذاعتكم، إذاعة طهران صوت الجمهورية الإسلامية في ايران، تفسيراً ميسراً من آي الذكر الحكيم ضمن برنامج "نهج الحياة" ، وفي حلقتنا هذه سنواصل تفسير سورة محمد (ص) فكونوا معنا وتابعونا مشكورين..

--فاصل—

أما الآن، إخوتنا الأكارم، وقبل البدء بتفسيرها ندعوكم للإستماع الى تلاوة الآية الخامسة والعشرين من سورة محمد (ص)..

إِنَّ الَّذِينَ ارْتَدُّوا عَلَى أَدْبَارِهِم مِّن بَعْدِ مَا تَبَيَّنَ لَهُمُ الْهُدَى الشَّيْطَانُ سَوَّلَ لَهُمْ وَأَمْلَى لَهُمْ{25}

أيها الأحبة، عبارة "سوّل لهم" تحتمل معنيين أحدهما تزيين القبيح من الأعمال، والآخر التسهيل؛ أي إن الشيطان يسهل للإنسان طريق الإنحراف. وكلمة "أملي" هي بمعنى أمهل، أو أمد وأعان.

وما نتعلمه من هذه الآية المباركة أولاً: الإلتفات والإستماع الى وسوسة الشيطان من الآفات التي يخشى منها على الإيمان، ويخاف أن تكون عاقبتها الإرتداد عن الدين، وسوء العاقبة.

ثانياً: الإرتداد عن الدين، بعد اتضاح الحق، عمل رجعي يتضمن التخلف.

وثالثاً: التزيين وطول الأمل هي من الوسائل التي يستخدمها الشيطان في حرف الإنسان عن الحق، وكل من يزين قبائح الأعمال يتصف بصفة الشيطان.

--فاصل—

إخوتنا الأطائب، لنستمع الآن الى تلاوة الآية السادسة والعشرين من سورة محمد (ص) ومن ثم نقدم تفسيرها لحضراتكم، فكونوا معنا على بركة الله..

ذَلِكَ بِأَنَّهُمْ قَالُوا لِلَّذِينَ كَرِهُوا مَا نَزَّلَ اللَّهُ سَنُطِيعُكُمْ فِي بَعْضِ الْأَمْرِ وَاللَّهُ يَعْلَمُ إِسْرَارَهُمْ{26}

تشير هذه الآية المباركة، عزيزي المستمع، الى أن المنافق يسعى لحفظ نفسه ولو من خلال الإحتماء بمن يخالفه، ويكتفي ببعض وجوه الشبه والإشتراك بينه وبينهم، ووفق هذه القاعدة عقد منافقو المدينة الصِلات وبنوا العلاقات مع اليهود، وتحالفوا معهم على معاداة النبي، وربما يكون المراد من قوله تعالى " لِلَّذِينَ كَرِهُوا مَا نَزَّلَ اللَّهُ" هم الكفار الذين أشار إليهم تعالى في أول هذه السورة.

ومما نستقيه من هذه الآية المباركة أولاً: الأشخاص الكارهون وغير الراضين في المجتمع، يستهدفهم العدو بمؤامراته ويخترق بهم المجتمع.

ثانياً: من علامات الإرتداد عن الدين التعاون مع الكارهين لأحكام الله.

ثالثاً: بعض الناس ينافقون من أجل حفظ مصالحهم الخاصة، فيتعاونون مع المؤمنين أحياناً، ومع الكافرين أحياناً أخرى، لقوله عز من قائل (سنطيعكم في بعض الأمر).

ورابعاً: لو أن الإنسان لا يغفل عن اطلاع الله على الخفايا والأسرار لترك كل المؤامرات وتصرف بشفافية ووضوح مع الناس جميعاً ولتطابق باطنه مع ظاهر حاله.

--فاصل—

أما الآن، أيها الأحبة، نشنف آذاننا بالإستماع الى تلاوة الآيتين السابعة والعشرين والثامنة والعشرين من سورة محمد (ص) المباركة...

فَكَيْفَ إِذَا تَوَفَّتْهُمْ الْمَلَائِكَةُ يَضْرِبُونَ وُجُوهَهُمْ وَأَدْبَارَهُمْ{27} ذَلِكَ بِأَنَّهُمُ اتَّبَعُوا مَا أَسْخَطَ اللَّهَ وَكَرِهُوا رِضْوَانَهُ فَأَحْبَطَ أَعْمَالَهُمْ{28}

مما تعلمه إيانا هاتان الآيتان، أيها الأفاضل، أولاً: الذين يعملون على صد الناس عن الحق والهدى، يعذبون بتشديد نزع الروح عليهم وإذلالهم في ذلك الوقت.

ثانياً: تبدأ رحلة العذاب عند المنافقين المرتدين من اللحظات الأولى لمسيرة الموت.

ثالثاً: معاداة القرآن والوحي الإلهي توجب غضب الله وبطلان الأعمال.

رابعاً: الكفار مختارون في طريقة تصرفهم ومواقفهم، إلا أنهم مضطرون لتحمل النتائج المترتبة على ما اختاروه من فعل أو قول.

وخامساً: الحركة في الطريق التي لا ترضي الله تؤدي إلى الإحباط، وتوجب التوبيخ والتأنيب.

إخوة الإيمان، إلى هنا وصلنا الى ختام حلقة أخرى من برنامج "نهج الحياة" فحتى الملتقى نستودعكم الباري تعالى والسلام خير ختام.

شاركوا هذا الخبر مع أصدقائكم

جميع الحقوق محفوظة