البث المباشر

تفسير موجز للآيات 24 الى 28 من سورة الأحقاف

الثلاثاء 20 أغسطس 2024 - 10:43 بتوقيت طهران

إذاعة طهران- نهج الحياة: الحلقة 938

 

بسم الله الرحمن الرحيم..

الحمد لله رب العالمين وصلى الله على سيدنا ونبينا محمد وعلى آله الطيبين الطاهرين.. أحباءنا المستمعين الأكارم سلام عليكم ورحمة الله وبركاته، تحية طيبة لكم وأهلاً بكم في حلقة أخرى من برنامجكم القرآني "نهج الحياة" وتفسير ميسر آخر لآيات سورة الأحقاف المباركة نبدأها على بركة الله بالإستماع الى الآيتين الرابعة والعشرين والخامسة والعشرين منها..

فَلَمَّا رَأَوْهُ عَارِضاً مُّسْتَقْبِلَ أَوْدِيَتِهِمْ قَالُوا هَذَا عَارِضٌ مُّمْطِرُنَا بَلْ هُوَ مَا اسْتَعْجَلْتُم بِهِ رِيحٌ فِيهَا عَذَابٌ أَلِيمٌ{24} تُدَمِّرُ كُلَّ شَيْءٍ بِأَمْرِ رَبِّهَا فَأَصْبَحُوا لَا يُرَى إِلَّا مَسَاكِنُهُمْ كَذَلِكَ نَجْزِي الْقَوْمَ الْمُجْرِمِينَ{25}

كلمة (العارض) هنا، أيها الأفاضل، هو الغيم المتراكم الذي يظهر في السماء وينتشر بحيث يغطي الأفق,,, و"الأودية" جمع "وادي" وهو محل سكن قوم عاد.

كما تشير الآيتان الى أن قوم عاد الذين كانوا يعانون القحط وقلة المطر، استبشروا خيراً عندما رأوا الغيم مقبلاً عليهم، فحسبوا أنه يحمل إليهم المطر، ولكن فرحتهم لم تطل، بل علموا بعد قليل من الإنتظار أن هذا الغيم يحمل إليهم العذاب الذي كانوا يستعجلون.

ومما تعلمه إيانا هاتان الآيتان أولاً: عذاب الله لا يأتي إلا بعد إتمام الحجة.

ثانياً: الطبعية مسخّرة لله تعالى، فهي معبر لطفه وكرمه، وهي في الوقت عينه وسيلة من وسائل غضبه ونزول عذابه على من يستحق من الناس.

ثالثاً: قلع المجرمين واستئصالهم من السنن الإلهية.

ورابعاً: يهلك الله الناس بسلوكهم وطريقة تصرفهم.

أما الآن، إخوتنا الأكارم، ندعوكم للإستماع الى تلاوة الآية السادسة والعشرين من سورة الأحقاف المباركة..

وَلَقَدْ مَكَّنَّاهُمْ فِيمَا إِن مَّكَّنَّاكُمْ فِيهِ وَجَعَلْنَا لَهُمْ سَمْعاً وَأَبْصَاراً وَأَفْئِدَةً فَمَا أَغْنَى عَنْهُمْ سَمْعُهُمْ وَلَا أَبْصَارُهُمْ وَلَا أَفْئِدَتُهُم مِّن شَيْءٍ إِذْ كَانُوا يَجْحَدُونَ بِآيَاتِ اللَّهِ وَحَاقَ بِهِم مَّا كَانُوا بِهِ يَسْتَهْزِئُون{26}

مما نستلهم من هذه الآية المباركة عزيزي المستمع، أولاً: قد يبدو للإنسان أنه يحصل على ما يحصل عليه بجهده وتعبه، ولكن حقيقة الأمر وواقع الحال أن ذلك كله بتمكين ومساعدة الله تعالى شأنه.

ثانياً: ليست المقدرات والإمكانات وسيلة للرشد والتطور بالضرورة.

ثالثاً: الهداية والرشاد من الصفات النفسية التي تحتاج إلى الإرادة، فما لم تتوفر هذه الإرادة والرغبة في الصلاح فلن يؤثر شيء في هداية الإنسان وصلاحه.

رابعاً: إنكار الكفار واستهزاؤهم بآيات الله من أسباب فنائهم ونزول العذاب عليهم.

وخامساً: بين الجزاء الإلهي والعمل تناسب وانسجام، وبعبارة أخرى الجزاء من جنس العمل.

أما الآن، مستمعينا الكرام، ننصت وإياكم خاشعين الى تلاوة الآيتين السابعة والعشرين والثامنة والعشرين من سورة الأحقاف المباركة..

وَلَقَدْ أَهْلَكْنَا مَا حَوْلَكُم مِّنَ الْقُرَى وَصَرَّفْنَا الْآيَاتِ لَعَلَّهُمْ يَرْجِعُونَ{27} فَلَوْلَا نَصَرَهُمُ الَّذِينَ اتَّخَذُوا مِن دُونِ اللَّهِ قُرْبَاناً آلِهَةً بَلْ ضَلُّوا عَنْهُمْ وَذَلِكَ إِفْكُهُمْ وَمَا كَانُوا يَفْتَرُونَ{28}

مما نتعلمه من هاتين الآيتين، إخوتنا الأكارم، أولاً: على الإنسان أن يتأمل في تاريخ الأمم القريبة منه، لأنها الأكثر تأثيراً في الإتعاظ وأخذ العبرة.

ثانياً: من الضروري تنويع طرق تبليغ الدين.

ثالثاً: يجب على الإنسان أن يستلهم العبر من عجز ما يعبد من دون الله سبحانه.

رابعاً: الرغبة في القرب من الله أمر فطري عند الإنسان، وحتى عابدو الأوثان يعبدونها لتقربهم من الله، لقوله عز من قائل (..من دون الله قرباناً آلهة)

وخامساً: الأمل في نيل العون من الأوثان خيال ووهم لا أساس له.

ختاماً، مستمعينا الأطائب، نشكر لكم طيب الإستماع وحسن متابعتكم لهذه الحلقة من برنامج "نهج الحياة" فحتى لقاء آخر تقبلوا تحياتنا من إذاعة طهران صوت الجمهورية الإسلامية في ايران وفي أمان الله.

شاركوا هذا الخبر مع أصدقائكم

جميع الحقوق محفوظة