وقال وزير الخارجية الهنغاري، بيتر سيارتو عقب الاجتماع، إنّه "بدأنا اليوم مفاوضات حول تحديد سقف لأسعار الغاز، ويمكنني القول إنّ هذه فكرة سيئة وتهدّد أمن الطاقة في أوروبا".
وأوضح سيارتو أنّه "لم يتسنَّ التوصّل إلى قرار خلال اجتماع اليوم من شأنه تحقيق أهداف المفوضية الأوروبية، لأنّ عدداً كبيراً من الأعضاء، بمن فيهم نحن، دافعوا عن وجهة النظر القائلة باستحالة اتخاذ قرار بشأن تدابير تضامنية في سوق الغاز دون التدخل على نحو خاطئ في عمل سوق الغاز".
وأضاف سيارتو أنّ "وزراء الطاقة بالاتحاد الأوروبي سيعقدون اجتماعهم التالي في 13 كانون الأول/ديسمبر المقبل، لمواصلة النقاش بشأن الحدّ من ارتفاع أسعار الغاز".
ومن جانب آخر، توصّل وزراء الطاقة في الاتحاد الأوروبي خلال اجتماعهم اليوم إلى "اتفاق مبدئي حول آلية جديدة لشراء الغاز بشكل مشترك لملء مخزونات دول الاتحاد بحلول شتاء 2023 - 2024".
وكان وزراء الطاقة في الاتحاد الأوروبي وافقوا، الشهر الماضي، على اقتراح المفوضية الأوروبية بإنشاء "منصة شراء مشتركة للغاز لضمان إمدادات موثوقة لدول الاتحاد الأوروبي".
من ناحية أخرى، أعلن مسؤول بالاتحاد الأوروبي قبل ذلك، أنّ مقترح المفوضية الأوروبية لوضع آلية للحد من ارتفاع أسعار الغاز، عبر المركز الرئيسي لتداول العقود الآجلة في أوروبا (تي تي إف) في هولندا، لا يحظى بإجماع بين دول الاتحاد.
وزاد إنفاق الاتحاد الأوروبي على واردات الغاز بنحو أربعة أضعاف على أساس سنوي، إلى 75 مليار يورو (73.6 مليار دولار) في الربع الثاني من عام 2022، حيث أنفق ما يقرب من ثلث هذا المبلغ، أو ما يعادل 23 مليار يورو، على موارد الغاز الروسي.
وتوقّعت وكالة الطاقة الدولية أن تشهد أوروبا "عجزاً في الغاز بمقدار 30 مليار متر مكعب خلال الصيف المقبل، في أثناء فترة ملء مخزونات الغاز تحت الأرض، في حال قطع روسيا إمداداتها من الغاز إلى القارة وارتفاع الطلب عليه في الصين".
وقالت الوكالة، في تقرير لها صدر في 3 تشرين الثاني/نوفمبر الجاري، إنّ "تحليلاً جديداً لوكالة الطاقة الدولية يشير إلى فجوة كبيرة متوقعة بين العرض والطلب بمقدار 30 مليار متر مكعب خلال الصيف المقبل، عند توقيت حيوي لملء مخزونات الاتحاد الأوروبي، إذا أوقفت روسيا ضخ الغاز عبر جميع خطوط الأنابيب وتعافى استيراد الغاز الطبيعي المسال في الصين".
وأضافت الوكالة بأنّ "هذه الفجوة قد تصل إلى نصف كمية الغاز المطلوبة لملء مواقع التخزين حتى 95% من السعة بحلول شتاء 2023-2024.
وحذّرت الوكالة دول أوروبا من "الاطمئنان الزائد لحجم مخزوناتها الحالية من الغاز تحت الأرض"، داعيةً إياها "لاتخاذ إجراءات للاستعداد للشتاء المقبل".
ويواجه قطاع الطاقة في أوروبا أزمة غير مسبوقة وارتفاعاً في أسعار الكهرباء والغاز على خلفية العقوبات الغربية الشاملة التي فرضت على موسكو عقب اندلاع الحرب في أوكرانيا، والتي طالبت بشكل أساسي قطع الطاقة، بعد أن كانت أوروبا تعتمد على الغاز الروسي بنسبة إجمالية تفوق 40%، فيما تحاول دولها اليوم تنويع مصادر الطاقة لديها والبحث عن بدائل.