وفي بعض الأحيان، قد يبدو أن النوبة القلبية تخرج من العدم، إذا ظهرت أعراض قليلة فقط، مثل ألم الصدر. لكن الخبراء أوضحوا أن هناك علامات خفية يمكن اكتشافها قبل شهور أو حتى فترة أطول، من وقوع الحدث المؤسف.
ويوضح الدكتور زي جيان شو من هيئة الصحة Sutter Health أن "غالبية" النوبات القلبية تظهر "أعراضا نموذجية إلى حد ما".
وتشمل هذه الأعراض النموذجية الذبحة الصدرية (ألم في الصدر) وخفقان القلب وضيق التنفس والتعرق البارد.
لكنه أضاف أنه قد يكون هناك ستة "أعراض غير نمطية" أخرى للحدث المميت، وتشمل التعب، والشعور الغامض بعدم الارتياح، والانزعاج المبهم، وآلام البطن، وآلام الظهر، والانخفاض العام في القدرة على التحمل.
ويوضح أن بعض الأشخاص يكون لديهم عدد من هذه المجموعات من الأعراض منذ "شهور" أو "حتى قبل النوبة القلبية بفترة أطول".
وتحدث النوبات القلبية عندما يتوقف الدم الذي يغذي القلب "فجأة" ، بحسب هيئة الخدمات الصحية الوطنية (NHS).
لكن الأعراض قد تحدث قبل فترة طويلة من الانسداد المفاجئ لأن النوبات القلبية غالبا - ولكن ليس دائما - يسبقها مرض الشريان التاجي.
ويشرح الدكتور شو: "في هذه الحالة، يضيق الشريان بمرور الوقت. وعندما يضيق الشريان إلى أكثر من 70%، ستبدأ الأعراض التحذيرية في الظهور في وقت مبكر، خاصة مع المجهود البدني".
ويحدث مرض الشريان التاجي عادة بسبب ارتفاع مستويات الكوليسترول "الضار" في الدم.
ويمكن أن تؤدي المستويات المرتفعة من كوليسترول البروتين الدهني المنخفض الكثافة إلى ترسبات في جدران الشرايين تسمى اللويحات.
وإذا تحطمت إحدى هذه اللويحات، فقد تحدث كارثة ويمكن أن تنسد الأوعية الدموية بسرعة.
وتشرح هيئة الصحة الأمريكية ماونتن سيناي: "يمكن أن تنفصل قطع اللويحات أيضا وتنتقل إلى أوعية دموية أصغر، ما يؤدي إلى انسدادها. وهذه العوائق تحرم أنسجة الدم والأكسجين. وهذا يمكن أن يؤدي إلى تلف أو موت الأنسجة".
وقد يسبب هذا نوبة قلبية بعد أشهر أو حتى سنوات من الإصابة بمرض الشريان التاجي.
ومع ذلك، من المهم أن تتذكر أن الناس أصيبوا بها فجأة. ويحذر الدكتور شو: "قد يكون لدى الشخص أو لا تظهر عليه أي أعراض من قبل، ولكن في نفس الوقت تتمزق ترسبات اللويحات، ما يؤدي إلى سلسلة من الأحداث ونوبة قلبية مفاجئة".
هل يمكن أن تحدث النوبات القلبية بسبب أي شيء آخر غير ارتفاع الكوليسترول؟
إذا كنت تعتقد أنه قد يكون لديك ارتفاع في نسبة الكوليسترول، فمن المهم إجراء تغييرات في نمط الحياة. وقد يعني ذلك تناول العقاقير المخفضة للكوليسترول، وتناول كميات أقل من الأطعمة الدهنية، أو قد يعني تناول نظام غذائي صحي ومتوازن.
ولكن في بعض الحالات، يمكن أن تحدث النوبات القلبية بسبب عدم تلقي القلب للأكسجين الكافي على الرغم من عدم وجود انسداد كامل في الأوعية الدموية.
ومن المعروف أن نقص الحديد يزيد من خطر الإصابة بنوبة قلبية. ويستخدم الحديد في صنع خلايا الدم الحمراء التي تحمل الأكسجين إلى جميع خلايا الجسم. وعندما تكون المستويات منخفضة، تكون كذلك مستويات خلايا الدم الحمراء.
ونقص الأكسجة هو سبب آخر للنوبة القلبية. ويحدث هذا عندما تكون هناك مستويات منخفضة من الأكسجين من الخارج.
ويمكن لأمراض الرئة مثل تلك الناتجة عن "كوفيد-19" والالتهاب الرئوي ومرض الانسداد الرئوي المزمن أن تزيد من خطر الإصابة بنقص الأكسجة.