البث المباشر

تفسير موجز من الآيات 32 الى 37 من سورة الجاثية

الثلاثاء 20 أغسطس 2024 - 10:43 بتوقيت طهران

إذاعة طهران- نهج الحياة: الحلقة 932

 

بسم الله وله الحمد في الأولى والآخرة، ثم الصلاة والسلام على سيدنا ونبينا محمد وعلى آله الأطيبين الأطهرين.. حضرات المستمعين الأفاضل السلام عليكم ورحمة الله تعالى وبركاته.. تحية طيبة أينما كنتم وأنتم تستمعون من خلال إذاعة طهران صوت الجمهورية الإسلامية في ايران الى حلقة أخرى من برنامج "نهج الحياة" حيث سنكمل فيها، بإذن الله تعالى، تفسير سورة الجاثية المباركة .. إبتداءً ندعوكم للإستماع الى تلاوة الآيات الثانية والثلاثين حتى الرابعة والثلاثين منها فتابعونا على بركة الله..

وَإِذَا قِيلَ إِنَّ وَعْدَ اللَّهِ حَقٌّ وَالسَّاعَةُ لَا رَيْبَ فِيهَا قُلْتُم مَّا نَدْرِي مَا السَّاعَةُ إِن نَّظُنُّ إِلَّا ظَنّاً وَمَا نَحْنُ بِمُسْتَيْقِنِينَ{32} وَبَدَا لَهُمْ سَيِّئَاتُ مَا عَمِلُوا وَحَاقَ بِهِم مَّا كَانُوا بِهِ يَسْتَهْزِئُون{33} وَقِيلَ الْيَوْمَ نَنسَاكُمْ كَمَا نَسِيتُمْ لِقَاء يَوْمِكُمْ هَذَا وَمَأْوَاكُمْ النَّارُ وَمَا لَكُم مِّن نَّاصِرِينَ{34}

تشير هذه الآيات الكريمة، عزيزي المستمع، الى أن علامة الكافر التشكيك وعلامة المؤمن السؤال، والبحث والوصول الى اليقين.

وأما المراد من نسيان الله سبحانه وتعالى لهم أن الله عزوجل يتعامل مع هؤلاء الذين نسوا الله تعالى، معاملة من ليس بموجود، فيتركهم وأنفسهم، وإلا فالله سبحانه لا ينسى أحداً.

ومما نتعلمه من هذه الآيات المباركات أولاً: تظهر في القيامة مضافاً الى نفس الأعمال التي قام بها الإنسان، آثار تلك الأعمال والمفاسد التي ترتبت عليها.

ثانياً: العقاب الإلهي يتناسب مع سلوك الإنسان، فنفس ما كانوا يستهزئون به سوف يحيق بهم.

ثالثاً: الإستهزاء هو أسلوب المستكبرين.

رابعاً: كل من نَسي المعاد، يُنسى في يوم المعاد.

وخامساً: لا يكفي الإيمان بالمعاد؛ بل لا بد من ذكر المعاد.

أما الآن، مستمعينا الأكارم، ننصت وإياكم خاشعين الى تلاوة الآية الخامسة والثلاثين من سورة الجاثية المباركة..

ذَلِكُم بِأَنَّكُمُ اتَّخَذْتُمْ آيَاتِ اللَّهِ هُزُواً وَغَرَّتْكُمُ الْحَيَاةُ الدُّنْيَا فَالْيَوْمَ لَا يُخْرَجُونَ مِنْهَا وَلَا هُمْ يُسْتَعْتَبُونَ{35}

الإستعتاب، إخوتنا الأكارم، بمعنى طلب ما يرفع الغم والمؤاخذة، كالإعتذار.

وما نتعلمه من هذه الآية الكريمة أيها الأفاضل أولاً: ينبغي إعلام المعاقب بسبب عقابه.

ثانياً: الإغترار بهذه الدنيا والفرح والتعلق بها يدفع الإنسان للإستهزاء بالحقائق.

وثالثاً: من يستهزئ بدين السماء لا طريق له للنجاة ولا للإعتذار ولا يقبل له عذر.

أما الآن، أيها الأحبة، نستمع الى تلاوة الآيتين السادسة والثلاثين والسابعة والثلاثين وهما الأخيرتين من سورة الجاثية المباركة:

فَلِلَّهِ الْحَمْدُ رَبِّ السَّمَاوَاتِ وَرَبِّ الْأَرْضِ رَبِّ الْعَالَمِينَ{36} وَلَهُ الْكِبْرِيَاء فِي السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَهُوَ الْعَزِيزُ الْحَكِيمُ{37}

في بداية هذه السورة، عزيزي المستمع، كان الحديث عن نزول القرآن، والنعم، والله عزوجل العزيز الحكيم، وفي ختام هذه السورة الحديث عن عقاب المستهزئين، وورد أيضاً وصف الله عزوجل بالعزيز الحكيم. ولعل ذلك للإشارة إلى أن النعم والعقوبات والرحمة والعذاب كلها تقوم على أساس القدرة والحكمة الإلهية.

وما تعلمه إيانا هاتان الآيتان المباركتان أولاً: الله عزوجل وحده هو الذي يستحق الحمد والثناء.

ثانياً: السموات والأرض وكل شيء في الوجود تحت التدبير الإلهي.

وثالثاً: العزة والقدرة الإلهية مقارنة للحكمة لقوله عزوجل " وهو العزيز الحكيم".

إخوتنا الأكارم، مع ختام تفسير سورة الجاثية المباركة، لم يبقى سوى أن نشكركم لحسن استماعكم وطيب متابعتكم لبرنامجكم "نهج الحياة" فحتى لقاء آخر وتفسير سورة أخرى من آي الذكر الحكيم نستودعكم الله والسلام عليكم ورحمة الله تعالى وبركاته.

شاركوا هذا الخبر مع أصدقائكم

جميع الحقوق محفوظة