البث المباشر

تفسير موجز للآيات 51 الى 59 من سورة الدخان

الثلاثاء 20 أغسطس 2024 - 10:42 بتوقيت طهران

إذاعة طهران- نهج الحياة: الحلقة 926

 

بسم الله الرحمن الرحيم.. الحمد لله حمد الشاكرين لنعمائه والصلاة والسلام على سيدنا ونبينا وحبيب قلوبنا محمد وعلى آله الطاهرين المعصومين.. أعزتنا المستمعين الكرام، سلام عليكم ورحمة الله تعالى وبركاته، تحية طيبة نقدمها لكم من أثير إذاعة طهران صوت الجمهورية الإسلامية في ايران وأنتم تستمعون الى حلقة أخرى من برنامجكم القرآني "نهج الحياة" حيث سنستكمل فيها تفسير ما تبقى من آيات سورة الدخان المباركة نبدأها بالإستماع الى تلاوة مرتلة للآيات الحادية والخمسين حتى الخامسة والخمسين منها:

إِنَّ الْمُتَّقِينَ فِي مَقَامٍ أَمِينٍ{51} فِي جَنَّاتٍ وَعُيُونٍ{52} يَلْبَسُونَ مِن سُندُسٍ وَإِسْتَبْرَقٍ مُّتَقَابِلِينَ{53} كَذَلِكَ وَزَوَّجْنَاهُم بِحُورٍ عِينٍ{54} يَدْعُونَ فِيهَا بِكُلِّ فَاكِهَةٍ آمِنِينَ{55}

أيها الأفاضل، تشير هذه الآيات المباركات، الى أن الأمان هو أفضل النعم الإلهية، لأن المقام الأمين ذكر قبل سائر النعم.

كما أن الطمأنينة في الجنة هي بلحاظ أصل المقام (المقام الأمين) وبلحاظ الطعام أيضاً (بكل فاكهة آمنين) ففي الدنيا عندما يأكل الإنسان العديد من الطعام يبتلى بالأمراض المتعددة.

وما تعلمه إيانا هذه الآيات أولاً: التقوى هي سبب نيل نعم الجنة.

ثانياً: إلى جانب الخوف لابد من وجود الأمل والرجاء.

ثالثاً: التقابل في ظل التقوى أمر ممدوح، وما يكون سبباً في زيادة الفتنة هو تقابل من ليس من أهل التقوى.

ورابعاً: لأهل الجنة مجالس أنس وصداقة ولا وجود في الجنة للإعراض والإشاحة.

أما الآن، إخوتنا الأكارم، ندعوكم الى الإستماع الى تلاوة الآيتين السادسة والخمسين والسابعة والخمسين من سورة الدخان المباركة:

لَا يَذُوقُونَ فِيهَا الْمَوْتَ إِلَّا الْمَوْتَةَ الْأُولَى وَوَقَاهُمْ عَذَابَ الْجَحِيمِ{56} فَضْلاً مِّن رَّبِّكَ ذَلِكَ هُوَ الْفَوْزُ الْعَظِيمُ{57}

مستمعينا الكرام، مما نتعلمه من هاتين الآيتين الكريمتين، أولاً: الوقاية في الدنيا سبب للوقاية في الآخرة، فمن حفظ نفسه في هذه الدنيا بالتمسك بالتقوى، سوف يحفظه الله عزوجل في الآخرة من نار جهنم.

ثانياً: الجنة خالدة، وأهل الجنة في أمان من قلق الموت.

ثالثاً: ليس لأحد على الله سبحانه من حق، بل كله من فضله تعالى.

رابعاً: كافة نعم الجنة هي ظل اللطف الإلهي، ولو لا الهداية وجهد النبي (ص) لما وجد المتقون ولما وصلوا الى الجنة.

وخامساً: السعادة الحقيقية تكون في ظل التقوى والنجاة من جهنم.

والآن، إخوتنا الأفاضل، ننصت وإياكم خاشعين الى تلاوة الآيتين الثامنة والخمسين والتاسعة والخمسين وهي الأخيرة من سورة الدخان المباركة:

فَإِنَّمَا يَسَّرْنَاهُ بِلِسَانِكَ لَعَلَّهُمْ يَتَذَكَّرُونَ{58} فَارْتَقِبْ إِنَّهُم مُّرْتَقِبُونَ{59}

أيها الأحبة، ما نتعلمه من هاتين الآيتين أولاً: نعمة البيان هي من النعم الإلهية.

ثانياً: الهدف من نزول القرآن تذكير الناس.

ثالثاً: معارف القرآن مطابقة للفطرة، الإنسان يدرك الحقائق في داخله، ولكن لأسباب ينسى ذلك، ولذا هو بحاجة للتذكير.

رابعاً: لقد أتم الله تعالى الحجة على الناس بإنزال القرآن، فإن رفضتم ذلك فانتظروا عذاب الله.

وخامساً: بث الطمأنينة في نفوس أتباع الله، والتهديد لأعداء الله سبحانه وتعالى.

وكما بدأت هذه السورة بتعظيم القرآن، اختتمت بوصف القرآن بأنه ذكر.

ختاماً، مستمعينا الأفاضل، لم يبقى سوى أن نشكركم لطيب استماعكم وكرم متابعتكم لبرنامجكم "نهج الحياة" فحتى لقاء آخر وتفسير آخر من آيات الذكر الحكيم، نستوعكم الرحمن الرحيم والسلام عليكم ورحمة الله تعالى وبركاته.

شاركوا هذا الخبر مع أصدقائكم

جميع الحقوق محفوظة