البث المباشر

تفسير موجز للآيات 9 الى 18 من سورة الدخان

الثلاثاء 20 أغسطس 2024 - 10:42 بتوقيت طهران

إذاعة طهران- نهج الحياة: الحلقة 922

 

بسم الله الرحمن الرحيم.. الحمد لله حمد الشاكرين والصلاة والسلام على سيدنا ونبينا محمد وعلى آله الطيبين الطاهرين .. حضرات المستمعين الكرام السلام عليكم ورحمة الله تعالى وبركاته.. تحية طيبة لكم أينما كنتم وأنتم برفقتنا مع برنامجكم القرآني "نهج الحياة" حيث سنواصل في هذه الحلقة من البرنامج تفسير سورة الدخان المباركة متمنّين أن تنال رضاكم.. بداية أيها الأكارم ندعوكم للإستماع الى تلاوة مرتلة من الآية التاسعة حتى الحادية عشرة من سورة الدخان:

بَلْ هُمْ فِي شَكٍّ يَلْعَبُونَ{9} فَارْتَقِبْ يَوْمَ تَأْتِي السَّمَاء بِدُخَانٍ مُّبِينٍ{10} يَغْشَى النَّاسَ هَذَا عَذَابٌ أَلِيمٌ{11}

مستمعينا الأفاضل، وردت كلمة (فارتقب) مرتين في القرآن الكريم وهما معاً في هذه السورة المباركة، وهذا التعبير فيه تهديد للكفار وتسلية للنبي (ص).

وإن كان ظن بعضهم أن ظهور الدخان كناية عن القحط وسوء الحظ في هذه الدنيا؛ ولكن الظاهر أن المراد من الدخان هو ما يحصل في بدايات القيامة أو نفس القيامة.

وما نستقيه من هذه الآيات، عزيزي المستمع، هو أولاً: لابد من أن يكون الشك مقدمة للبحث وتحصيل اليقين، لا دافعاً للغفلة والبطالة. والشك الدائم هو مورد ذم وتوبيخ.

ثانياً: لا إبهام ولا غموض في أدلة التوحيد، وجذور شك الكفار ترجع إلى صفة العناد الموجود في نفوسهم.

ثالثاً: منكرو منطق الوحي لا برهان لديهم، وسعيهم وحياتهم هي لعب.

ورابعاً: بعد الإستدلال يأتي دور التهديد.

أما الآن، إخوتنا المستمعين، ندعوكم الى الإستماع لتلاوة الآيتين الثانية عشرة والثالثة عشرة من سورة الدخان المباركة:

رَبَّنَا اكْشِفْ عَنَّا الْعَذَابَ إِنَّا مُؤْمِنُونَ{12} أَنَّى لَهُمُ الذِّكْرَى وَقَدْ جَاءهُمْ رَسُولٌ مُّبِينٌ{13}

مما تعلمه إيانا هاتان الآيتان أيها الأكارم أولاً: الذين يتخذون الدين لعبة، سوف ينتبهون من غفلتهم وترددهم، فيبدأون بالدعاء والإلتماس.

ثانياً: لا أثر للتوبة عند نزول العذاب.

ثالثاً: العذاب الإلهي لا يكون إلا بعد إتمام الحجة.

ورابعاً: كتاب الله مبين، والرسول كذلك، لقوله تعالى في الآية الثانية من سورة الدخان (والكتاب المبين) ولقوله تعالى في الآية الثالثة عشرة منها (رسول مبين).

والآن، مستمعينا الكرام، ننصت وإياكم خاشعين الى تلاوة مرتلة من الآيات الرابعة عشرة حتى السادسة العشرة من سورة الدخان المباركة:

ثُمَّ تَوَلَّوْا عَنْهُ وَقَالُوا مُعَلَّمٌ مَّجْنُونٌ{14} إِنَّا كَاشِفُو الْعَذَابِ قَلِيلاً إِنَّكُمْ عَائِدُونَ{15} يَوْمَ نَبْطِشُ الْبَطْشَةَ الْكُبْرَى إِنَّا مُنتَقِمُونَ{16}

تشير هذه الآيات، أيها الأفاضل، بأن الإنتقام الإلهي من الظالمين ليس من باب التشفي بل لتطبيق العدل.

وإن كلمة بطش هنا بمعنى الأخذ بصولة وهيبة وشدة، وذكر بعضهم أن المراد من الأخذ بشدة هو هزيمة المشركين في معركة بدر.

وما نتعلمه من هذه الآيات أولاً: يسعى الكفار لتبرير فعلهم بأي طريق كان.

ثانياً: العناد سبب لإنحراف الإنسان في عمله، كما في قوله تعالى (معلم مجنون).

ثالثاً: متى ما رأى المذنب العذاب الإلهي أعلن إيمانه، ولكن إذا رفع عنه العذاب عاد الى ما كان عليه.

ورابعاً: إن الله عزوجل مصدر الرحمة، ولكن في موارد يكون عذابه شديد. فمن يجعل الوحي ألعوبة، سوف يناله العذاب الشديد.

والآن، مستمعينا الكرام، ندعوكم للإستماع الى تلاوة الآيتين السابعة عشرة والثامنة عشرة من سورة الدخان:

وَلَقَدْ فَتَنَّا قَبْلَهُمْ قَوْمَ فِرْعَوْنَ وَجَاءهُمْ رَسُولٌ كَرِيمٌ{17} أَنْ أَدُّوا إِلَيَّ عِبَادَ اللَّهِ إِنِّي لَكُمْ رَسُولٌ أَمِينٌ{18}

كلمة (فتنة) هنا، إخوتنا الأفاضل، في الأصل تعني وضع الذهب في النار لتخليصه من الشوائب، ثم أطلقت على كل امتحان واختبار يجري لمعرفة نسبة خلوص البشر.

ومما نتعلمه من هاتين الآيتين المباركتين أولاً: بعثة الأنبياء الى الناس فيها نوع من الإختبار والإمتحان لكي يعرف من يؤمن بالحق ممن يعاند في ذلك.

ثانياً: لابد لمن يختاره الله عزوجل من أن يمتلك الأهلية اللازمة قبل ذلك.

ثالثاً: من وظائف الأنبياء نجاة المؤمنين من يد الظالمين.

رابعاً: ينبغي على الإنسان في بعض الأحيان أن يصرح بما يملك من كمالات كما يقول النبي عن الله عزوجل (إني لكم رسول أمين)

وخامساً: الأمانة في تلقي الوحي وإبلاغه للناس هو من الصفات الضرورية في الأنبياء.

إلى هنا، إخوتنا المستمعين الأكارم، نصل واياكم الى ختام هذا اللقاء من برنامجكم "نهج الحياة" فحتى لقاء آخر وتفسير ميسر آخر للقرآن الكريم نستودعكم الله والسلام خير ختام.

شاركوا هذا الخبر مع أصدقائكم

جميع الحقوق محفوظة