بسم الله وله الحمد حمد الشاكرين والصلاة والسلام على أفضل الخلق أجمعين، سيدنا ونبينا وحبيب قلوبنا محمد وعلى آله الطيبين الطاهرين..
حضرات المستمعين الأكارم، سلام عليكم ورحمة الله تعالى وبركاته، تحية طيبة لكم أينما كنتم وأنتم تستمعون الى حلقة أخرى من حلقات برنامجكم القرآني (نهج الحياة) وتفسير آخر لما تبقى من سورة الزخرف المباركة نشرعها بالإستماع الى تلاوة الآية الخامسة والثمانين منها:
وَتَبَارَكَ الَّذِي لَهُ مُلْكُ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَمَا بَيْنَهُمَا وَعِندَهُ عِلْمُ السَّاعَةِ وَإِلَيْهِ تُرْجَعُونَ{85}
كلمة (تبارك) في هذه الآية، عزيزي المستمع، هو من البركة بمعنى التعالي، أي إن الله عزوجل علو المرتبة. وتكرر في القرآن الكريم ولتسع مرات وصف الله تعالى بصفة (تبارك) وذكرت هذه الآية والآية السابقة ثماني صفات كمالية لله عزوجل لتنزيه الله تعالى عن الإعتقاد بأن له ولداً وكل وصف يوصف به الله سبحانه بغير الحق.
وما تعلمه إيانا هذه الآية المباركة أولاً: حاكمية الإله الواحد على نظام الوجود ثابتة لا تقبل الزوال.
ثانياً: الله عزوجل منزه عن كل نقص وحاو لكل كمال من الكمالات.
ثالثاً: لا أحد يعلم وقت الساعة إلا الله تعالى.
ورابعاً: إحضار الناس يوم القيامة عام ودون اختيار.
أما الآن، أيها الأفاضل، ننصت وإياكم خاشعين لتلاوة مرتلة للآية السادسة والثمانين من سورة الزخرف المباركة:
وَلَا يَمْلِكُ الَّذِينَ يَدْعُونَ مِن دُونِهِ الشَّفَاعَةَ إِلَّا مَن شَهِدَ بِالْحَقِّ وَهُمْ يَعْلَمُونَ{86}
أيها الأفاضل، هنالك أمور تعلمه إيانا هذه الآية المباركة منها أولاً: أصل الشفاعة مقبولة ولكن الشفاعة الموهومة مردودة.
ثانياً: لابد من أن يبدأ الإصلاح من مصدر الفساد، وحيث كان رأس الشرك هو الأمل بشفاعة المعبود، فهو ما ينبغي أن ييأس منه الناس.
ثالثاً: من له حق الشفاعة هو من يشهد بالحق ولا يشفع لكل أحد ولأي أحد، بل هم يدركون متى ومن يستحق الشفاعة.
ورابعاً: للشفاعة قيمتها متى ما كانت على أساس العلم.
أما الآن، أيها الكرام، ندعوكم الى الإستماع الى تلاوة الآية السابعة والثمانين من سورة الزخرف المباركة:
وَلَئِن سَأَلْتَهُم مَّنْ خَلَقَهُمْ لَيَقُولُنَّ اللَّهُ فَأَنَّى يُؤْفَكُونَ{87}
أيها الأفاضل، كلمة (يؤفكون) من الإفك وهو الإعراض والإنحراف عن المسير الطبيعي.
ومما نستلهمه من هذه الآية المباركة اولاً: يؤمن مشركو مكة بأن الله عزوجل هو الخالق ولكنهم أشركوا بالربوبية والتدبير والشفاعة، فكانوا يرون لغير الله سبحانه دوراً في ذلك.
وثانياً: التوحيد أمر فطري والشرك انحراف عن الفطرة الإنسانية.
أما الآن، إخوتنا الأكارم، نشنف آذاننا بالإستماع الى تلاوة آخر آيتين وهي الثامنة والثمانين والتاسعة والثمانين من سورة الزخرف المباركة,,,
وَقِيلِهِ يَارَبِّ إِنَّ هَؤُلَاء قَوْمٌ لَّا يُؤْمِنُونَ{88} فَاصْفَحْ عَنْهُمْ وَقُلْ سَلَامٌ فَسَوْفَ يَعْلَمُونَ{89}
كلمة (قيل) هنا أيها الأفاضل، هو مصدر بمعنى القول. وأما بالنسبة كلمة (سلام) في الآية الأخيرة فالمراد منها هنا سلام المغادرة والوداع.
ومما تعلمه إيانا هاتان الآيتان المباركتان أولاً: يلجأ النبيون الى الله عزوجل عند مواجهتهم أهل العناد.
ثانياً: على مبلغي دين الله أن يتوقعوا عدم استجابة الناس كافة للحق.
ثالثاً: الحياة بسلام ضرورية حتى مع المشركين.
رابعاً: كل فعل يصدر من نبي الإسلام (ص) خاضع للأمر الإلهي.
وخامساً: ينذر الله عزوجل منكري الأنبياء بعذاب شديد.
إخوتنا المستمعين الأكارم، بهذا وصلنا الى ختام حلقتنا هذه من برنامجكم "نهج الحياة" حيث وصلنا بها الى ختام تفسير سورة الزخرف المباركة، فحتى لقاء آخر وتفسير آخر من آيات القرآن الكريم نستودعكم الله تعالى والسلام خير ختام.