بسم الله الرحمن الرحيم.. الحمد لله حمد الشاكرين لنعمائه والصلاة والسلام على حبيب إله العالمين سيدنا ونبينا محمد وعلى آله الأطيبين الأطهرين..
السلام عليكم، أحبتنا المستمعين الأفاضل، ورحمة الله تعالى وبركاته.. تحية طيبة لكم أينما كنتم وأنتم تستمعون الى حلقة أخرى ضمن حلقات برنامج "نهج الحياة" وتفسير ميسر آخر من آي الذكر الحكيم؛ حيث سنواصل في هذه الحلقة الحديث عن ما تبقى من آيات سورة الزخرف المباركة نبدأها بالإستماع الى تلاوة الآيات السبعين حتى الثالثة والسبعين منها فتابعونا على بركة الله
ادْخُلُوا الْجَنَّةَ أَنتُمْ وَأَزْوَاجُكُمْ تُحْبَرُونَ{70} يُطَافُ عَلَيْهِم بِصِحَافٍ مِّن ذَهَبٍ وَأَكْوَابٍ وَفِيهَا مَا تَشْتَهِيهِ الْأَنفُسُ وَتَلَذُّ الْأَعْيُنُ وَأَنتُمْ فِيهَا خَالِدُونَ{71} وَتِلْكَ الْجَنَّةُ الَّتِي أُورِثْتُمُوهَا بِمَا كُنتُمْ تَعْمَلُونَ{72} لَكُمْ فِيهَا فَاكِهَةٌ كَثِيرَةٌ مِنْهَا تَأْكُلُونَ{73}
كلمة (تحبرون) في الآية السبعين، أيها الأحبة، هي من (الحبرة) بمعنى حال السرور والتي تظهر على وجه الإنسان. والصحاف في الآية الحادية والسبعين هي جمع صحفة وهي الإناء الكبير.
وورد في تفسير المراغي ومجمع البيان أن الكافر يرث نار المؤمن، والمؤمن يرث جنة الكافر كما جاء في القرآن الكريم (اولئك هم الوارثون [أي المؤمنون] الذين يرثون الفردوس).
وما تعلمه إيانا هذه الآيات المباركات أولاً: الأزواج المؤمنون في هذه الدنيا هم معاً في الآخرة.
ثانياً: الوصول الى كل ما نريده غير ممكن إلا في الجنة.
ثالثاً: الجنة ثابتة لمن عمل صالحاً.
ورابعاً: لذائذ الجنة كالملذات في هذه الدنيا تتوافق مع الطبيعة البشرية.
أما الآن أيها الأكارم ندعوكم للإستماع الى تلاوة الآيات الرابعة والسبعين حتى السادسة والسبعين من سورة الزخرف المباركة:
إِنَّ الْمُجْرِمِينَ فِي عَذَابِ جَهَنَّمَ خَالِدُونَ{74} لَا يُفَتَّرُ عَنْهُمْ وَهُمْ فِيهِ مُبْلِسُونَ{75} وَمَا ظَلَمْنَاهُمْ وَلَكِن كَانُوا هُمُ الظَّالِمِينَ{76}
أيها الأحبة، كلمة "مبلسون"، من الإبلاس وهو الهم والحزن مع اليأس. ولعل كلمة إبليس أطلقت على الشيطان بسبب يأسه من رحمة الله.
وتشير هذه الآيات أن من خصائص جهنم الخلود، ولا يخفف عن أهلها العذاب، ويعيشون حالة اليأس والهم والغم.
ومما نتعلمه من هذه الآيات أولاً: لابد في التربية من ضم الترغيب الى الترهيب.
ثانياً: عمل الإنسان هو سبب دخوله الى جهنم.
ثالثاً: العقاب الإلهي هو عين العدل.
ورابعاً: الظلم المستمر موجب للعذاب المستمر.
أما الآن نستمع وإياكم الى تلاوة مرتلة لآيات السابعة والسبعين والثامنة والسبعين من سورة الزخرف:
وَنَادَوْا يَا مَالِكُ لِيَقْضِ عَلَيْنَا رَبُّكَ قَالَ إِنَّكُم مَّاكِثُونَ{77} لَقَدْ جِئْنَاكُم بِالْحَقِّ وَلَكِنَّ أَكْثَرَكُمْ لِلْحَقِّ كَارِهُونَ{78}
تشير هاتان الآيتان، أيها الأكارم، الى أن أهل جهنم يستمدون العون في يوم القيامة من أي أحد كان؛ فتارة يستمدون العون من المؤمنين كقوله تعالى (انظرونا نقتبس من نوركم) وأخرى يستمدون العذاب من قادة الظلم كقوله تعالى (فهل أنتم مغنون) وثالثة من خزنة جهنم كالآية السابعة والسبعين من سورة الزخرف.
كما يتمنى أهل جهنم أن يقضى عليهم ويصيبهم الفناء، ولا يستجاب أمنيتهم. ولذا ورد في الآية السادسة والثلاثين من سورة فاطر المباركة (.. لا يقضى عليهم فيموتوا..)
أما ما نتعلمه من هاتين الآيتين المباركتين أولاً: يصل عمل الإنسان به الى حد يستمد العون من خزنة جهنم.
ثانياً: أمنية أهل جهنم الموت والفناء.
ثالثا: لا يكون العذاب الإلهي إلا بعد إتمام الحجة.
رابعاً: قليل من الناس يؤمن بالحق، حسب قوله عز من قائل (جئناكم بالحقز.. أكثركم للحق كارهون).
وخامساً: مبدأ الحق هو الله عزوجل، وملاك الثواب والعقاب هو قبول الحق أو رفضه.
مستمعين الأفاضل.. بهذا وصلنا وإياكم الى نهاية هذه الحلقة من برنامجكم القرآني "نهج الحياة" نرجو الله أن قد استفدتم منها؛ فحتى لقاء آخر نستودعكم الباري تعالى والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.