بسم الله وله الحمد حمد الشاكرين ثم الصلاة والسلام على سيد الخلائق أجمعين حبيب الله محمد وعلى آله الطيبين الطاهرين..
مستمعينا الأفاضل سلام من الله عليكم ورحمة من لدنه تعالى وبركات.. تحية طيبة وأهلاً بكم في هذا اللقاء ضمن حلقات برنامج "نهج الحياة" حيث سنواصل فيها تفسير آيات سورة الزخرف المباركة إبتداءً من الآية الثالثة والستين الي الخامسة والستين بعد الإستماع الى تلاوتها المرتلة، فكونوا معنا على بركة الله..
وَلَمَّا جَاء عِيسَى بِالْبَيِّنَاتِ قَالَ قَدْ جِئْتُكُم بِالْحِكْمَةِ وَلِأُبَيِّنَ لَكُم بَعْضَ الَّذِي تَخْتَلِفُونَ فِيهِ فَاتَّقُوا اللَّهَ وَأَطِيعُونِ{63} إِنَّ اللَّهَ هُوَ رَبِّي وَرَبُّكُمْ فَاعْبُدُوهُ هَذَا صِرَاطٌ مُّسْتَقِيمٌ{64} فَاخْتَلَفَ الْأَحْزَابُ مِن بَيْنِهِمْ فَوَيْلٌ لِّلَّذِينَ ظَلَمُوا مِنْ عَذَابِ يَوْمٍ أَلِيمٍ{65}
تشير هذه الآيات المباركات، إخوتنا الأكارم، أن من أسباب بعثة الأنبياء ومبرراتها هو تعليم الناس وبيان ما اختلفوا فيه والدعوة الى تقوى الله عزوجل والتعريف بالأسوة الحسنة، وأنه لا ضعف ولا تردد في فعل الله سبحانه لأنه حكيم فكتابه حكيم ومنطق نبيه الحكمة.
كما تشير هذه الآيات أن تكليف النبي عيسى (ع) كان رفع الإختلاف بين الناس، ولكنه ما أن بدأ دعوته حتى حدث اختلاف جديد بين الناس.
ومما نتعلمه من هذه الآيات أولاً: من أهداف الأنبياء رفع الإختلاف في الدين.
ثانياً: التقوى وطاعة الأنبياء والقادة الربانيين ضمان الوحدة الإجتماعية.
ثالثاً: تدبير الأمور والإشراف عليها بيد الله تعالى وحده.
رابعاً: الإختلاف سبب للإبتعاد عن الصراط المستقيم.
وخامساً: إثارة الفرقة والإختلاف بعد بيان الأنبياء يكون ظلماً.
أما الآن، أعزتنا المستمعين الأفاضل، ندعوكم للإستماع الى تلاوة الآيتين السادسة والستين والسابعة والستين من سورة الزخرف المباركة..
هَلْ يَنظُرُونَ إِلَّا السَّاعَةَ أَن تَأْتِيَهُم بَغْتَةً وَهُمْ لَا يَشْعُرُونَ{66} الْأَخِلَّاء يَوْمَئِذٍ بَعْضُهُمْ لِبَعْضٍ عَدُوٌّ إِلَّا الْمُتَّقِينَ{67}
أيها الأكارم، تشير هاتان الآيتان الى أن من اختار صديقاً لا على أساس التقوى فحاله يوم القيامة هو الندم والحسرة من صداقته وليس لهذا الصديق من دور في تقديم العون له كما أن الصداقة تتبدل الى عداوة.
كما تعلمنا هاتان الآيتان أولاً: القيامة تحدث فجأة، ولا يعلم أحد وقت حدوثها.
ثانياً: كل صداقة لا تقوم على التقوى تتبدل الى عداوة.
والآن، إخوتنا الأكارم، نشنف آذاننا بالإستماع الى تلاوة مرتلة للآيتين الثامنة والستين والتاسعة والستين من سورة الزخرف المباركة..
يَا عِبَادِ لَا خَوْفٌ عَلَيْكُمُ الْيَوْمَ وَلَا أَنتُمْ تَحْزَنُونَ{68} الَّذِينَ آمَنُوا بِآيَاتِنَا وَكَانُوا مُسْلِمِينَ{69}
مما تعلمنا هاتان الآيتان أيها الأحبة أولاً: العبودية لله عزوجل سر الأمان يوم القيامة من المخاوف والمخاطر.
ثانياً: الطمأنينة أولاً ثم تلقي نعم الجنة.
وثالثاً: لا يكفي الإيمان وحده، بل لابد من التسليم التام.
وبهذا، إخوة الإيمان، وصلنا الى نهاية هذه الحلقة من برنامجكم القرآني "نهج الحياة" فحتى لقاء آخر تقبلوا تحياتنا والسلام عليكم ورحمة الله تعالى وبركاته.