البث المباشر

تفسير موجز للآيات 57 الى 62 من سورة الزخرف

الثلاثاء 20 أغسطس 2024 - 10:41 بتوقيت طهران

إذاعة طهران- نهج الحياة: الحلقة 916

 

بسم الله الرحمن الرحيم والحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على سيد الرسل وخاتم النبيين محمد وآله الطاهرين المعصومين..

حضرات المستمعين الأفاضل تحية طيبة لكم وأنتم تستمعون من إذاعة طهران صوت الجمهورية الإسلامية في ايران حلقة أخرى من برنامج "نهج الحياة" حيث تستمعون بإذن الله تبارك وتعالى فيها تفسير ميسر آخر من آيات سورة الزخرف المباركة نبدأها بالإستماع الى تلاوة الآيتين السابعة والخمسين والثامنة والخمسين منها فكونوا معنا وتابعونا على بركة الله..

وَلَمَّا ضُرِبَ ابْنُ مَرْيَمَ مَثَلاً إِذَا قَوْمُكَ مِنْهُ يَصِدُّونَ{57} وَقَالُوا أَآلِهَتُنَا خَيْرٌ أَمْ هُوَ مَا ضَرَبُوهُ لَكَ إِلَّا جَدَلاً بَلْ هُمْ قَوْمٌ خَصِمُونَ{58}

أيها الأحبة، تشير هاتان الآيتان الى أن القرآن الكريم يؤكد على أن عيسى عليه السلام هو إبن مريم سلام الله عليها لأجل المنع من الغلو وجعله إبنا لله سبحانه وتعالى.

كما أنه لم يرد في القرآن الكريم اسم إمرأة عدا مريم عليها السلام، وأما بقية النساء فلم ترد أسماؤهم وهو يدل على أهمية الحيلولة دون جعل عيسى عليه السلام إبناً لله سبحانه.

وما تعلمه إيانا هاتان الآيتان الكريمتان أولاً: الإفراط والتفريط في العقائد يصلان بالإنسان حداً يجعل من إنسان إلهاً لدى طائفة ولدى طائفة أخرى يجعله على حد الأصنام.

وثانياً: الجدال بالتي هي أحسن ممدوح، وأما الجدال من باب الخصم فهو المذموم.

أما الآن أيها الأفاضل ندعوكم للإستماع الى تلاوة الآيتين التاسعة والخمسين والستين من سورة الزخرف المباركة..

إِنْ هُوَ إِلَّا عَبْدٌ أَنْعَمْنَا عَلَيْهِ وَجَعَلْنَاهُ مَثَلاً لِّبَنِي إِسْرَائِيلَ{59} وَلَوْ نَشَاء لَجَعَلْنَا مِنكُم مَّلَائِكَةً فِي الْأَرْضِ يَخْلُفُونَ{60}

تشير هاتان الآيتان، أيها الأكارم، الى أنه لابد من الدفاع عن شخصية المعصوم، ولا ينبغي السماح بأن يُقصد هؤلاء العظماء بسوء. فقد ضرب المشركون عيسى بن مريم عليها السلام مثلاً بكونه معبوداً لدى جماعة، وحيث أن القرآن الكريم يقول إن العابد والمعبود إذا كان لغير الله فهو في جهنم، إذاً عيسى عليه السلام في جهنم، ولكن القرآن الكريم ينزه عيسى (ع) عن ذلك.

ومما نتعلمه من هاتين الآيتين أولاً: العبودية سبب لتلقي اللطف الإلهي.

ثانياً: عيسى عليه السلام وإن كان من أولي العزم وقد بعث للناس كافة في زمانه، ولكن مخاطبيه بالأساس هم بنو إسرائيل.

وثالثاً: إن الله عزوجل في غنى عن عبادة الناس له، ولو أراد لجعل بدل الناس ملائكة وهم في طاعة دائمة لله تعالى شأنه.

أما الآن أيها الأحبة نستمع وإياكم الى تلاوة مرتلة للآيتين الحادية والستين والثانية والستين من سورة الزخرف المباركة..

وَإِنَّهُ لَعِلْمٌ لِّلسَّاعَةِ فَلَا تَمْتَرُنَّ بِهَا وَاتَّبِعُونِ هَذَا صِرَاطٌ مُّسْتَقِيمٌ{61} وَلَا يَصُدَّنَّكُمُ الشَّيْطَانُ إِنَّهُ لَكُمْ عَدُوٌّ مُّبِينٌ{62}

تبين هاتان الآيتان، إخوتنا الأفاضل، رداً على المشركين الذين جعلوا من عيسى (ع) مثلاً لمعبوداتهم من غير الله سبحانه، فتتحدث عن النبي عيسى عليه السلام كشاهد على يوم القيامة. فولادته من غير أب، دليل على قدرة الله تعالى على خلق الإنسان مجدداً في يوم القيامة، كما أنه يتمكن من إحياء الموتى في هذه الدنيا، ففي آخر الزمان سوف ينزل من السماء مقدمة ليوم القيامة كما ورد في كثير من الروايات.

ومما نتعلمه من هاتين الآيتين أولاً: وجود أولياء الله عزوجل علامة على القيامة وتذكير بها.

ثانياً: بعد مشاهدة مظاهر القدرة الإلهية لا يبقى للشك في إمكان إحياء الموتى أي معنى.

ثالثاً: الإنسان بحاجة إلى أسوة لإتباع الصراط المستقيم.

رابعاً: يكمن الشيطان على الصراط المستقيم.

وخامساً: لا تتوقف معرفة وساوس الشيطان على التأمل والتعقل، لأن فطرة الإنسان تعرف الإنحراف بسهولة حسب قوله تعالى (إنه لكم عدو مبين).

إخوتنا الأكارم، الى هنا قد وصلنا الى ختام حلقة أخرى من برنامجكم (نهج الحياة) آملين أن قد استفدتم منها فحتى لقاء آخر تقبلوا تحياتنا من إذاعة طهران صوت الجمهورية الإسلامية في ايران .. في أمان الله وحفظه.

شاركوا هذا الخبر مع أصدقائكم

جميع الحقوق محفوظة