بسم الله الرحمن الرحيم.. الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على سيدنا ونبينا محمد وعلى آله الطيبين الطاهرين..
أعزاءنا المستمعين الأفاضل سلام الله عليكم ورحمة من لدنه تعالى وبركاته.. تحية طيبة لكم أينما كنتم وأنتم تستمعون الى حلقة أخرى من برنامجكم القرآني (نهج الحياة) وتفسير ميسر آخر لآيات سورة الزخرف المباركة نبدأها بالإستماع الى الآيتين الثالثة والأربعين والرابعة والأربعين منها فكونوا معنا مشكورين:
فَاسْتَمْسِكْ بِالَّذِي أُوحِيَ إِلَيْكَ إِنَّكَ عَلَى صِرَاطٍ مُّسْتَقِيمٍ{43} وَإِنَّهُ لَذِكْرٌ لَّكَ وَلِقَوْمِكَ وَسَوْفَ تُسْأَلُونَ{44}
أيها الأكارم، للمراد من كلمة (ذكر) هنالك معنيان: أحدهما التذكير والآخر ذكر العظمة والصيت الحسن؛ أي إن هذا القرآن سبب للتذكر والإنتباه من الغفلة أو سبب لذكرك في التاريخ، فهو سبب عظمتك وعظمة أمتك.
ومما تعلمنا هاتان الآيتان أولاً: لا ينبغي أن يكون العمي القلوب تأثير على النبي صلوات الله عليه وعلى آله.
ثانياً: من كان في الصراط المستقيم ومتصلاً بالوحي، فإن عليه أن يكون جادً ونشيطاً في سعيه وعمله.
وثالثاً: لا ينبغي لنا الشك في حقانية الطريق بسبب عدم إيمان الناس به.
أما الآن، أيها الأكارم، ندعوكم للإستماع الى تلاوة الآية الخامسة والأربعين من سورة الزخرف:
وَاسْأَلْ مَنْ أَرْسَلْنَا مِن قَبْلِكَ مِن رُّسُلِنَا أَجَعَلْنَا مِن دُونِ الرَّحْمَنِ آلِهَةً يُعْبَدُونَ{45}
أيها الأفاضل، ورد في الآيات السابقة استخدام كلمة الرحمن، ولعل ذلك للإشارة إلى أن ترك باب الرحمة والتفرق الى السبل الأخرى خلاف الإنصاف.
ومما نتعلمه من هذه الآية المباركة أولاً: الجميع محتاج الى التذكير.
ثانياً: تذكر النفس أولاً ثم بعد ذلك ابدأ بتذكير الآخرين.
وثالثاً: التوحيد أصل مشترك بين الأديان كافة، ودعوة النبي (ص) استمرار لدعوة الأنبياء (ع).
والآن إخوتنا الأفاضل، نستمع وإياكم الى تلاوة الآيتين السادسة والأربعين والسابعة والأربعين من سورة الزخرف المباركة:
وَلَقَدْ أَرْسَلْنَا مُوسَى بِآيَاتِنَا إِلَى فِرْعَوْنَ وَمَلَئِهِ فَقَالَ إِنِّي رَسُولُ رَبِّ الْعَالَمِينَ{46} فَلَمَّا جَاءهُم بِآيَاتِنَا إِذَا هُم مِّنْهَا يَضْحَكُونَ{47}
تكرر في القرآن الكريم، أيها الأفاضل، ذكر قصة النبي موسى (ع) وفرعون وبني إسرائيل، وذلك لمدى الشبه بين مصير النبي موسى (ع) وقومه مع مصير نبي الإسلام (ص) وأهل مكة، ففرعون احتج على موسى (ع) بأنه رجل فقير وأن فرعون هو الذي له ملك مصر، وكذلك احتج كفار مكة على النبي (ص) بأنه فقير ويتيم ولا يملك المال ولا المقام.
ومما تعلمه إيانا هاتان الآيتان أولاً: لابد للأنبياء مضافاً إلى ما يتمتعون به من كمالات شخصية، من معجزة.
ثانياً: لا يمتلك الطواغيت القوة لو كانوا وحدهم، ولكن الملأ هم الذين يعطونهم القوة.
وثالثاً: الضحك والإستهزاء يدل على الخواء والإستهتار وافتراء أهل الضلال.
أما الآن أيها الأكارم نشنف آذاننا بالإستماع الى تلاوة الآية الثامنة والأربعين من سورة الزخرف المباركة:
وَمَا نُرِيهِم مِّنْ آيَةٍ إِلَّا هِيَ أَكْبَرُ مِنْ أُخْتِهَا وَأَخَذْنَاهُم بِالْعَذَابِ لَعَلَّهُمْ يَرْجِعُونَ{48}
مما تعلمنا هذه الآية المباركة، أيها الأكارم، أولا: لابد من تتابع المعجزات والأدلة لهداية أصحاب العناد والإصرار.
ثانياً: المعجزات المتتالية دليل على العناية الإلهية بهداية الناس.
وثالثاً: لابد أولاً من إتمام الحجة ثم تأتي بعد ذلك العقاب.
بهذا، إخوة الإيمان، وصلنا وإياكم الى ختام حلقة أخرى من برنامجكم (نهج الحياة) فحتى لقاء آخر وتفسير آخر من آيات سورة الزخرف المباركة نستودعكم الله والسلام عليكم ورحمة الله تعالى وبركاته.