بسم الله وله الحمد حمد الشاكرين والصلاة والسلام على سيدنا ونبينا محمد المصطفى وعلى آله الأطيبين الأطهرين..
أحبتنا المستمعين الأفاضل سلام من الله عليكم ورحمة من لدنه تعالى وبركات.. تحية لكم أينما كنتم وأنتم تستمعون الى حلقة أخرى من برنامج نهج الحياة وتفسير آي أخر من سورة الزخرف المباركة حيث نبدأ لقاءنا هذا بالإستماع الى تلاوة الآيات الـسادسة عشرة حتى الثامنة عشرة منها:
أَمِ اتَّخَذَ مِمَّا يَخْلُقُ بَنَاتٍ وَأَصْفَاكُم بِالْبَنِينَ{16} وَإِذَا بُشِّرَ أَحَدُهُم بِمَا ضَرَبَ لِلرَّحْمَنِ مَثَلاً ظَلَّ وَجْهُهُ مُسْوَدّاً وَهُوَ كَظِيمٌ{17} أَوَمَن يُنَشَّأُ فِي الْحِلْيَةِ وَهُوَ فِي الْخِصَامِ غَيْرُ مُبِينٍ{18}
مما تعلمنا هذه الآيات المباركة أيها الأكارم هو أولاً: من الممكن أن يجادل الناس خلال الحوار معهم على أساس ما يعتقدون به.
ثانياً: ظن الملائكة إناثاً يُلاحظ أيضاً في الرسوم والتصاوير، وهذا نوع من الخرافات والشرك.
وثالثاً: من خرافات أهل الشرك أنهم كانوا يظنون أن الذكر أفضل من الأنثى؛ ولذلك كانت تسود وجوههم عندما يبشرون بالأنثى.
أما الآن أعزتنا المستمعين الأفاضل نشنف آذاننا بالإستماع الى تلاوة الآيتين التاسعة عشرة والعشرين من سورة الزخرف المباركة:
وَجَعَلُوا الْمَلَائِكَةَ الَّذِينَ هُمْ عِبَادُ الرَّحْمَنِ إِنَاثاً أَشَهِدُوا خَلْقَهُمْ سَتُكْتَبُ شَهَادَتُهُمْ وَيُسْأَلُونَ{19} وَقَالُوا لَوْ شَاء الرَّحْمَنُ مَا عَبَدْنَاهُم مَّا لَهُم بِذَلِكَ مِنْ عِلْمٍ إِنْ هُمْ إِلَّا يَخْرُصُونَ{20}
أيها الأفاضل، ورد في الآية التاسعة من سورة الزخرف، أن خالق العالم هو الله العزيز العليم، وهنا تسأل الآية إذا كان الله عزيزاً عليماً فلماذا تنسبون إليه البنات أولاداً، وهن يتربين في الزينة مع ما في حديثهن من غلبة للأحاسيس والعواطف؟! مع أن لازم كونه عزيزاً أن يكون صلباً حاسماً، ولازم كونه عليماً أن يكون صاحب منطق واستدلال لا عاطفة وإحساس.
وأما بالنسبة لكلمة "يخرصون" فهو من الخرص، وهو الكلام المعتمد على الحدس والظن.
ومما تعلمه إيانا هاتان الآيتان هو أولاً: الملائكة من مخلوقات الله عزوجل وهي من عباده وليست أولاداً له.
ثانياً: خلافاً لما في الإنسان ليس في الملائكة ذكر وأنثى.
ثالثاً: يسعى المشركون لتبرير شركهم ويجعلون ذلك منهم معلولاً لإرداة الله سبحانه.
رابعاً: المشركون كانوا يعبدون الملائكة.
وخامساً: كل فرد وكل مجتمع يتيه عن العلم، يذهب اتجاه الموهومات والحدسيات.
إخوتنا الأفاضل، والآن ندعوكم الى الإستماع الى تلاوة الآيتين الحادية والعشرين والثانية والعشرين من سورة الزخرف المباركة:
أَمْ آتَيْنَاهُمْ كِتَاباً مِّن قَبْلِهِ فَهُم بِهِ مُسْتَمْسِكُونَ{21} بَلْ قَالُوا إِنَّا وَجَدْنَا آبَاءنَا عَلَى أُمَّةٍ وَإِنَّا عَلَى آثَارِهِم مُّهْتَدُونَ{22}
مما تعلمنا هاتان الآيتان أيها الأحبة، هو أولاً: ليس للشرك أساس من العقل، كما لا أساس له من النقل أي من الكتب السماوية.
ثانياً: جذور الشرك والخرافات تكمن في التقليد الأعمى.
ثالثاً: اتباع الآداب والرسوم وعقائد الآباء إذا لم يكن مستنداً إلى العقل والكتاب السماوي فهو مدان ومذموم.
رابعاً: الماضون والآباء الذين وضعوا وشرعوا هذه السنن الباطلة هم المسؤولون عن الأجيال القادمة أيضاً.
وخامساً: التعصب القومي موجب لإنتشار التقليد الأعمى والتعصب الجاهلي.
إخوة الإيمان بهذا وصلنا واياكم الى ختام حلقة اخرى من برنامجكم القرآني (نهج الحياة) فحتى الملتقى في الحقة القادمة نستودعكم الله والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.