بسم الله الرحمن الرحيم

السلام عليكم أعزائنا المستمعين الأفاضل ورحمة الله وبركاته .عظم الله اجورنا واجوركم في ذكرى استشهاد سيدتنا فاطمة الزهراء بنت رسول الله صلي الله عليه و آله و سلم . ونقدم لكم هذا البرنامج الخاص بذكر مناقبها العظيمة وخصالها القويمة .

إن السيدة فاطمةالزهراء عليها السلام كانت ومازالت قدوة للمسلمين والمسلمات وعلما للمؤمنين والمؤمنات ولا ينبغي للمؤمن أن يجعلها وسيلة لاستدرار الدمعات واثارة الحسرات والزفرات فإن رسول الله قرن أهل البيت عليهم السلام بكتاب الله وجعلهم وسيلة لهداية عباد الله عندما قال [إني تارك فيكم الثقلين؛ كتاب الله وعترتي أهل بيتي ما أن تمسكتم بهما لن تضلوا بعدي أبدا ].

وبالتأكيد فإن التمسك بأهل البيت يعني الاستضاءة بنور تعاليمهم والاهتداء بهديهم وليس فقط البكاء والنحيب في ذكرى وفياتهم ثم نسيانهم في باقي أيام السنة . !!!

%%%%فاصل%%%%

أعزائنا المستمعين الاكارم

نحن اليوم بازاء ذكرى امرأة عظيمة نزلت فيها العديد من السور والآيات القرآنية ولا بد من النظر باهتمام كبير إلى جعلها قدوة عملية لنا في حياتنا وعدم الانغماس والانهماك في البكاء عليها فقط طوال الايام والليالي طلبا للأجر والثواب رغم أننا لاننكر على من يبكي عليها عمله. ففاطمة الزهراء (عليها الصلاة والسلام) كانت وستكون إلى يوم القيامة خير أسوة للمرأة الصالحة؛ في أعمالها، في عباداتها، في فضائلها، في تقواها، في شجاعتها بقول الحق في تربيتها لابنائها، في حجابها وعفتها، وفي كل شؤونها. وحتى الإمام الحسن العسكري عليه السلام يعتبرها قدوة واسوة وحجة عليه.

قال الإمام الحسن العسكري سلام الله عليه : [نحن حجج الله على خلقه وجدتنا فاطمة حجة علينا]

وسنرى لاحقاماهي دلالات هذه الرواية الشريفة ؟

مستمعينا الأفاضل :

نتحدث هنا عن هذه الرواية المذكورة في معظم مصادرنا الحديثية عن الإمام الحادي عشر من [أن فاطمة حجة الله علينا] وعن بعض المعاني التي تنطوي عليها وكيف ترتبط بواقعناالمعاصر:

☆المعنى الأول :

إن المراد بحجية الزهراء على الأئمة هو حجيتها في بعض العلوم التي لم تصل إلى الأئمة إلا عن طريق فاطمة الزهراء ؛ حيث ورد في الروايات الصحيحة أن الزهراء بعد وفاة النبي أصابها غم وهم شديدان فنزل مَلَكْ يُسليها ، وبعض هذه الروايات تذكر أن المعلومات التي كان يحدث المَلَكْ بها فاطمة الزهراء هي معلومات تاريخية ، بمعنى أنه كان يخبرها عمّا سيكون لأبنائها وذريّتها إلى يوم القيامة ، وبعض الروايات ظاهرها أن هذه المعلومات كانت {علم تأويل القرآن} ، فكما أن تنزيل القران وقع في قلب النبي صلى الله عليه و آله وسلم ، فقلبه معدن التنزيل ، فكذلك تأويل القرآن وقع في قلب الزهراء عليها السلام ، فقلبها معدن التأويل ، ثم انتقل علم التأويل إلى الإمام علي عن فاطمة ومنه إلى بقية الأئمة الطاهرين عليهم افضل الصلاة والسلام ، فأصبحت الزهراء حجة`` على الأئمة؛ لأنها المصدر لهذا العلم الضروري لمقام الإمامة ألا وهو [علم تأويل القرآن].

☆☆المعنى الثاني :

إن هذه الرواية تتعلق بعالم الأنوار ، بمعنى أنه عندما خلق الله نُورَيْ النبي والإمام علي وهما أول نورين خلقهما الله عز وجل أودع في هذين النورين جميع مظاهر أسمائه وصفاته جل وعلا ، فأصبح النوران مظهراً لأسمائه وصفاته ، ثم جمع النورين في البتول صلوات الله وسلامه عليها فكانت مجمعاً لنور النبوة و نور الإمامة ، ثم خلق الأئمة صلوات الله وسلامه عليهم فأطلعهم على نور فاطمة ، فكان نور فاطمة مظهراً لأسماء الله تعالى وصفاته بالنسبة للأئمة المعصومين صلوات الله وسلامه عليهم أجمعين .

فلذلك عندما يقول الإمام الحسن العسكري: «وفاطمة حجة علينا» فإن معناه أن نورها كان حجة علينا بلحاظ مظهريته لأسماء الله وصفاته منذ عالم الأنوار ، وتدرج إلى عالم الملكوت ، ثم تدرج إلى عالم المادة.

☆☆☆المعنى الثالث :

إن معنى حجية الزهراء على الأئمة هو أن الله تبارك وتعالى احتج بها على الأئمة قبل أن يحتج بها على الخلق . وبيان ذلك :

إن حجية الحجة على قسمين:

#قسم تكون حجيته بين الله وبين خلقه ، كما في سائر الأنبياء ، حيث احتج الله بآدم ونوح وإبراهيم وموسى وعيسى على الخلق.

#وقسم آخر من الحجية أوسع من ذلك وأعمق ، وهو حجية النبي محمد والأئمة المعصومين ؛ حيث إن الله احتج بهم على الرسل والأنبياء قبل أن يحتج بهم على الخلق ، وهذا شاهد على عظمة حجيتهم وأنها حجية احتُجّ بها على الأنبياء والرسل قبل أن يُحتج بها على الخلق.

فهنا أراد الإمام الحسن العسكري (صلوات الله وسلامه عليه) أن يقول : إن لفاطمة درجة من الحجية بحيث احتج الله بها على الأئمة المعصومين قبل أن يحتج بها على الخلق .فهذه الدرجة من الحجية نالتها السيدة الزهراء صلوات الله وسلامه عليها ولم ينلها أحد من الأئمة الطاهرين صلوا ت الله وسلامه عليهم أجمعين إلا ابوها النبي المصطفى محمد صلوات الله وسلامه عليه وآله وإمامها أمير المؤمنين عليه السلام . فالزهراء قدوتنا في هذاالزمن وفي كل زمان في مقارعة الباطل ونصرة الحق والالتفاف حول الولاية ودحض المنحرفين.

%%%%فاصل%%%%

مستمعينا الأعزاء وبما أننا نمر في هذه الأيام بالذكرى السنوية الأربعين لانتصار الثورة الإسلامية في إيران بقيادة حفيد الزهراء الإمام الخميني رضوان الله عليه فإننا نجد أن النساء الفاطميات وخلال سنوات النضال ضد الطاغوت حتى إسقاطه كن يقتدين بها في حياتهن الأسرية وفي جهادهن ضد الطاغوت وفي اعداد وتقديم القرابين لنصرة الحق تحت قيادة الإمام الراحل الذي كان أول من قدم فلذة كبده آية الله السيد مصطفى الخميني وهكذا قدمت النساء المجاهدات ابناءهن شهداء في شوارع وساحات الجمهورية الاسلامية الايرانية وفي سجون النظام البعثي الصدامي لأنهم ناصروا الثورة وقائدها المجاهد في سبيل إعلاء كلمة الإسلام وتطبيق أحكامه النورانية.

فالثورة الإسلامية في إيران خير من احتذى حذو بنت رسول الله قولا وعملا وخير من نهض تحت راية الولاية مثلما فعلت سيدة نساءالعالمين من الأولين والآخرين.

د. رعد جباره

■أسئلة مقترحة لطرحها على ضيف البرنامج■*

- ماهي الجنبة العلمية والفقهية في شخصية السيدة فاطمة الزهراء عليها السلام؟

- هل تتلخص مهمة المنبر والخطابة باستدرار الدموع والابكاء على مأساة الزهراء س؟

- ونحن في الذكرى الاربعين لانتصار الثورة الإسلامية الايرانية ماهي المرتكزات الأساسية التي جعلت منها امتدادا للنهضة الفاطمية؟

- حبذا لو حدثتنا عن الأسلوب التربوي للزهراء س في الأسرة والمجتمع؟